ذكرت صحيفة (الوطن) السورية أمس الأحد أن نقاشات موسّعة تجري داخل الحكومة السورية تمهيدا لإجراء تعديل وزاري محتمل يضمّ شخصيات من المعارضة الداخلية. نقلت الصحيفة عن مصادر وصفتها ب (المطّلعة) أن نقاشات حكومية موسّعة تجري حاليا تمهيدا لإجراء تعديل وزاري محتمل يمكن أن يطال ثلاث وزارات خدمية واقتصادية بالشكل الذي يراعي زيادة مشاركة أحزاب من خارج (الجبهة الوطنية التقدّمية) السابقة في التشكيلة الحكومية، أي أحزاب من المعارضة السورية الداخلية. وأشارت المصادر إلى أن التعديلات الوزارية المحتملة قد تطال صلاحيات كل من نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية قدري جميل والنائب لشؤون الخدمات عمر غلاونجي بهدف تفرُّغهم لوظيفتهم كنواب لرئيس الحكومة فقط، وإسناد حقيبتي وزارتي التجارة الداخلية وحماية المستهلك والإدارة المحلّية إلى أسماء جديدة. و(الجبهة الوطنية التقدّمية) هي الائتلاف السياسي الحاكم في دمشق بقيادة حزب البعث. إلى ذلك، أكّد وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي ورئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض معاذ الخطيب على أهمّية إيجاد حلّ لإنهاء معاناة الشعب السوري. وأفادت وكالة (مهر) الإيرانية للأنباء أمس الأحد أن معاذ الخطيب أشار عقب لقاء مع الوزير الإيراني في ميونيخ (ألمانيا) على هامش مؤتمر الأمن إلى الاتّفاق مع الجانب الإيراني على ضرورة إيجاد حلّ لإنهاء معاناة الشعب السوري، مشيرا إلى أن لدى روسيا رؤية معيّنة ويجب مناقشة الكثير من التفاصيل، كما أكّد على ترحيبه بالمفاوضات لتخفيف الأزمة. والتقى الخطيب وزير الخارجية الرّوسي سيرغي لافروف ونائب الرئيس الأمريكي جو بايدن واعتبر ذلك خطوة قد تمهّد الطريق لإيجاد حلّ للأزمة. وكان علي أكبر صالحي بحث مع المبعوث الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي تطوّرات الأزمة السورية على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن بألمانيا. وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية (فارس) أن (صالحي بحث مع مبعوث منظمة الأمم المتّحدة والجامعة العربية المشترك إلى سوريا أمس تطوّرات الأوضاع السورية وتبادلا وجهات النّظر بهذا الخصوص، كما جرى استعراض محادثات الإبراهيمي مع مختلف الأطراف). من جانبه، أكّد وزير الخارجية الرّوسي سيرغي لافروف أن الإصرار على تنحّي الرئيس السوري بشار الأسد هو السبب في انسداد أفق الحلّ السياسي واستمرار العنف في سوريا، حسب ما أوردته وسائل إعلام أمس الأحد. ونقلت وكالة أنباء (نوفوستي) الرّوسية أمس عن لافروف قوله خلال مشاركته في أشغال المؤتمر الدولي للأمن بميونخ (إن الإصرار على تنحّي الرئيس الأسد كأولوية قصوى يعتبر السبب الرئيسي لاستمرار المأساة السورية). وأشارت الوكالة إلى أن لافروف أبلغ رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب اهتمام روسيا ب (إجراء اتّصالات منتظمة مع المعارضة السورية، موضّحا أن هذا الانفتاح من جانب موسكو يأتي بعد إعلان (الائتلاف السوري المعارض) استعداده للبدء بحوار مع ممثّلين عن النظام السوري. ورحّب لافروف بهذه الخطوة معتبرا إيّاها (خطوة بالغة الأهمّية إذا أخذنا في الاعتبار أن الائتلاف تأسس على رفض إجراء حوار مع النّظام). هذا، وقد التقى الرئيس السوري بشار الأسد أمس الأحد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي، حسب ما نقل التلفزيون الرّسمي السوري. وبثّ التلفزيون السوري صورا للّقاء الذي جمع بين الأسد وجليلي وعدد من المسؤولين، دون أن يضيف المزيد من التفاصيل حول اللّقاء. وكان جليلي أكّد لدى وصوله مطار دمشق السبت دعم بلاده (لسوريا لتبقى صامدة وقادرة على التصدي لكلّ مؤامرات الاستكبار العالمي). وتأتي زيارة جليلي، وهي الأولى له إلى العاصمة السورية منذ أوت الماضي، بعد أيّام من غارة جوية نفّذتها طائرات حربية إسرائيلية قرب دمشق فجر الأربعاء الماضي. ميدانيا، نقلت تقارير إخبارية سورية أن مصادر من المعارضة تحدّثت عن انفجار قوي هزّ منطقة البرامكة بدمشق أمس الأحد تلاه انتشارٌ أمني كثيف. ووفقا لموقع (سيريانيوز) فإن المصادر لفتت إلى وقوع أضرار كبيرة في مبنى وكالة الأنباء الرّسمية (سانا) جرّاء الانفجار. وبالمقابل، نقل الموقع عن أحد العاملين في الوكالة، رفض الكشف عن هويته، أن (الأجهزة المختصّة عثرت على عبوة ناسفة في الوكالة، وهي من قامت بتفجيرها). ومن جانبها، نفت وكالة (سانا) هذه الأنباء وقالت إن الأنباء التي تبثّها بعض وسائل الإعلام الشريكة في سفك الدم السوري عن انفجار عبوة ناسفة قرب وكالة (سانا) عار عن الصحّة جملة وتفصيلا، وتندرج هذه الأنباء في إطار الحملة الإعلامية التضليلية ضد سوريا ووسائل الإعلام الوطنية، وأضافت أن (عناصر الهندسة فجّروا فجر السبت عبوة ناسفة زرعها إرهابيون قرب مستشفى التوليد في منطقة الحلبوني بدمشق، ولم يسفر تفجير العبوة عن وقوع إصابات واقتصر الأمر على أضرار مادية بسيطة).