* أنا زوجة ثانية، وزوجي محب لزوجته الأولى وهي كذلك وله أطفال منها ولا مشاكل بينهم، حياتهم كانت سعيدة إلى حين ظهرت أنا فيها، وعندما عرفتْ أنه تزوج حاولتْ الانتحار، بعد ذلك أقنعها بأنه طلقني، لأنه لا يقدر على فراقها ولا هي، إلا أن أمرنا انكشف ثانية أمامها، وصارت متعصبة، وصار عقلُها غائبًا عن التفكير، وصارت لا تثق بكلامه، وهذا يجعله يغيب عني فترة.. أنا الآن أحس بالذنب لأني ساهمت في جرح مشاعرها، وتغيير حياتها الزوجية إلى الأسوأ، ورغم أنه يحبني ومتمسك بي ورافض أن يطلقني لكني أريد أن أنسحب من حياته، حتى لا أتسبب في دمار بيت، وتيتيم أطفال.. أرشدوني ماذا أفعل؟ ** بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: ستبقى مشاكل التعدد مسلسلاً لا ينتهي كنتائج لمقدمات طويلة تَطبَّع عليها المجتمع، وساهم الإعلامُ بقدر كبير في ترسيخها، بُنيت على أن التعدد خيانة، ولا بد له من أسباب، ولا بد من موافقة الزوجة الأولى، والتي ترى أن الزوج ملكاً خالصاً لها، وأن الثانية سارقة للزوج على أية حال، والكثير. ومع التأكيد التام على أنه ليس كل رجل يصلح للتعدد وإدارة بيتين أو أكثر، وأن الكثير منهم قد أساءوا وظلموا، إلا أن حاجة المجتمع للتعدد كانت وما زالت قائمة، وحين نحاول تحرير عقولنا مما فرضته علينا ثقافاتٌ أخرى، وحين تتغير نظرة المرأة إلى الرجل وتدرك أنه ليس محور الحياة الأوحد، فللحياة محاور أخرى، وأن أفعاله وتصرفاته بغض النظر عن كونها خطأ أم صواب لا تتوقف عليها الحياة أو الموت، سنفكر حينها كمجتمع وأفراد، كيف نعالج هذه السلوكيات الخاطئة، لا أن نرفض التعدد جملة وتفصيلاً. وبرغم أهمية الحب للزواج، لكن قد لا يكفي بمفرده لتأمين حياة زوجية ناجحة، وعند غلبته قد ننحي العقل وما يتخذه من قرارات جانباً، ثم نكتشف بعد فترة مدى أهميتها وحاجتنا إليها، ذاك حين نقف ونتساءل.. لماذا تزوجنا ولأي هدف؟! مع احترامي الشديد لهذه العاطفة بينكما، لكن ألم تقفي مع نفسك وقفة لتتساءلي: ما مصير حياتك معه حين تعلم زوجته الأولى بأمر زواجكما؟ وهل هو قادر، ويتمتع بشيء من النضج والحكمة ليعرف كيف يتعامل مع الواقع الجديد؟ وهل أنتِ قادرة على العيش تحت أحكام قانون الطوارئ هذا بغيابه عنكِ، وانقطاع أخباره، وتعريض حياتكما لعدم الاستقرار والتواصل بصورة طبيعية كلما داهم القلق والشك زوجته الأولى وإلى متى، وكيف سيكون الحال إذا رزقكما الله بأطفال، هل سيلتحق الأولاد بنسبه في السر أيضاً؟ هذا ما ينبغي التفكيرُ فيه الآن، ومنح العقل مساحة أكبر للنظر فيما يمليه علينا دون ضغوط قلبية، فتنحية العقل باهظة الثمن، وحين تتضح الرؤية فأنتِ وحدك، وبناءً على علمك بقدراتك على التحمل، من يملك اتخاذ القرار. أسأل الله تعالى أن يهديكِ ويسددك ويلهمك الصواب.