قالت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الكسو) التابعة لجامعة الدول العربية، أن أكثر من ربع سكان الدول العربية يعانون من الأمية. وأعربت المنظمة التي تتخذ من تونس مقرا لها عن (مخاوفها من عدم وجود فرص تقدم محرزة مبشرة بالنسبة لمحو الأمية في العالم العربي). وقالت (يشير تقرير تحديات التنمية في الدول العربية لعام 2011 إلى أن معدل الإلمام بالقراءة والكتابة في الدول العربية وصل إلى 9،72 بالمائة أي أن نسبة الأمية تصل إلى 1،27 بالمائة منها قرابة 60 بالمائة من الإناث). وأضافت (كما يشير تقرير الرصد العالمي للتعليم للجميع لعام 2011 إلى وجود 6 ملايين و188 ألف طفل وطفلة غير ملتحقين بالتعليم في الدول العربية ممن هم في سن الالتحاق بالتعليم)، لافتة إلى أن (هذا العدد يمثل رافدا دائما للأميين العرب). وتابعت (يضاف إلى ذلك ظاهرة التسرب من التعليم في مرحلته الأولى والتي تبلغ ما بين 7 و20 بالمائة في معظم الدول العربية وتصل في بعضها إلى 30 بالمائة، ولا شك أن هذه الأرقام سوف تشكل واحدة من أهم الأخطار التي تعترض التنمية البشرية والاقتصادية والإنسانية في العالم العربي). ونبهت إلى أن (ملف الأمية لم يحظ بالعناية المستحقة، وأنه ما زال يمثل عقبة حقيقية في تحقيق أهداف خطة تطوير التعليم في الوطن العربي التي اعتمدتها القمة العربية في دمشق (سوريا) في مارس 2008 والتي مثلت خطوة كبرى على طريق إيجاد القرار السياسي الذي كان مطلبا دائما لمختلف الهيئات المعنية بمحو الأمية في الوطن العربي). وطالبت (جميع الدول العربية بأن ترتقي بملف مكافحة الأمية وتعزيز تعليم الكبار إلى صدارة اهتماماتها باعتباره يمثل قاعدة التنمية ويؤشر على مدى جديتها في تنفيذ خطة تطوير التعميم في العالم العربي). ودعت (جميع المهتمين بالتنمية العربية من أفراد ومؤسسات ومنظمات مجتمع مدني وقطاع اقتصادي وجمعيات أهلية إلى المساهمة الفاعلة والعمل الدؤوب من أجل دعم جهود محو الأمية في الدول العربية والعمل على تعميم التعليم الأساسي وتوفير فرص وصول جميع الأطفال إليه وإلى الحد من ظاهرة الرسوب والتسرب). وأكدت (أهمية التزام الجميع بالعمل على خطة تطوير التعليم في العالم العربي في مجال محاربة الأمية وتعزيز برامج تعليم الكبار وتوفير تعليم مستمر للجميع باعتبار ذلك أول حق من حقوق المواطن العربي). وسنة 1966 أنشأت جامعة الدول العربية الجهاز العربي لمحو الامية. وفي 1970 أقرت الثامن من جانفي من كل عام يوما عربيا لمحو الأمية. وقالت الالكسو (يعد هذا اليوم فرصة كبيرة لتذكير الدول العربية بأهمية محو الأمية بالنسبة إلى الأفراد والأسر والمجتمعات، وأيضا مناسبة للتذكير بأن محو الأمية يبقى حقا منقوصا حيث مازال أكثر من ربع سكان الوطن العربي من الكبار محرومين من التعليم ومواصلة التعلم).