جدد مؤخرا سكان حي زيري الواقع بالمكان المسمى (القارس) ببلدية القليعة بتيبازة والي الولاية التدخل العاجل والنظر الى انشغالاتهم المتمثلة في تهيئة مجمعهم السكني وربطه بالغاز، حيث لحّوا على إيجاد حل جذري للوضع البيئي المتدهور الذي يكابدونه يوميًا. لا يزال لحد الساعة حي (زيري) يواجهون معاناة متعددة الأوجه بعدما سدّت في وجوههم أبواب التنمية التي من شأنها القضاء على 32 سنة قضوها بدون غاز داخل محيط حضري، ارتسمت على ملامحه كل معالم القرية الريفية وغابت عنه أدنى ضروريات الحياة البسيطة، هذا ناهيك عن ما أصبح يحدق بهم من أخطار صحية الانتشار الرهيب لورشات التجارة التي أصابت مئات العائلات بفعل استعمال النجارين لمادة البرنيق بأمراض الرّبو والحساسية. ونشير أنه حوالي 250 عائلة قد دقت مؤخرًا أجراس الخطر مما أصبح يتربص بصحتها التي أضحت على كف عفريت، حيث أعربوا عن تذمرهم الشديد من تواجد العديد من ورشات النجارة بمحاذاة مساكنهم والتي تعمل دون انقطاع مسّببة لهم ازعاجا لازمهم حتى في عطلة نهاية الأسبوع. وضف الى ذلك أن الاستعمال اللامتناهي لآلات النجارة تسبّب لهم في ضعف التيار الكهربائي الذي في الكثير من الحالات عرض أجهزتهم الكهربائية للتخريب والتلف. ورغم الشكاوي العديدة التي وجّهوها للسلطات المحلية بخصوص تحويل الورشات هذه بعيدًا عن مجمعهم السكني يضيف أحد السكان إلا أن هذه الأخيرة تجاهلت انشغالهم هذا ولم تعر له أدنى إهتمام، وحسب هؤلاء، فإن الوضعية الحالية لحيّهم تعرف تهميشا صارخا من قبل المسؤولين المحليين الذين أداروا ظهورهم لانشغالاتهم أمام النقائص المسجلة والمتمثلة في التردي الفاضح لحالة الطرقات التي لا تزال على حالتها الترابية، معرقلة بذلك سير المركبات والمارة وهو ما عكر صفو حياة القاطنين.