تسببت التقلبات الجوية بالآونة الأخيرة بولاية قسنطينة، في تأجيل الزيارة التي كان من المقرر بأن يقوم بها الوزير الأول عبد المالك سلال للولاية أول أمس، من أجل إعطاء الضوء الأخضر للبدء بمشاريع مهيكلة وتفقد عدة إنجازات أخرى، فيما أعطى إشارة الانطلاق لعدة مشاريع كبرى تعتبر كقطب تنموي بولاية عنابة في زيارة دامت يوم واحد منذ أول أمس الخميس رفقة وفد وزاري هام يضم سبعة وزراء. وأوضحت خلية الاتصال لولاية قسنطينة بأن التساقط الكثيف للثلوج على الولاية تسبب في تأجيل زيارة التفقد التي كان مقررا أن يقوم بها الوزير الأول عبد المالك سلال بعد ظهر الخميس إلى قسنطينة إلى تاريخ لاحق، لأن العديد من المشاريع التي كان مبرمجا تفقدها من قبل الوزير توجد بأعالي جبل الوحش وعلي منجلي. واختتم الوزير الأول أول أمس الخميس زيارته التفقدية لولاية عنابة التي دامت يوما واحدا رفقة وفد وزاري هام يضم سبعة وزراء، والتي أعطى من خلالها الإشارة الرمزية لانطلاق لعدة مشاريع مهيكلة، وتفقد العديد من الإنجازات من بينها أشغال إنجاز القطب الحضري المندمج الجديد ذراع الريش بدائرة برحال بذات الولاية، وقد كان هذا المشروع الكبير نهاية شهر ديسمبر الماضي محل عملية أولى لتهيئته من خلال فتح طرق للدخول إليه وتحديد مواقع من شأنها احتضان البرامج السكنية والتجهيزات العمومية المرافقة لها، ويقع هذا المشروع الذي سينجز على مرحلتين ببلدية وادي عنب، على بعد 20 كلم غرب مدينة عنابة بمحاذاة الطريق الوطني رقم 44، وقد تم تحديد مساحة ب 1344 هكتارا لاحتضان القطب الحضري المندمج الجديد لعنابة ذراع الريش الذي يعتبر مشروعا نموذجيا لمدينة عصرية متناسقة مرشحة لاحتضان 50 ألف ساكن، بالإضافة إلى مجموعة تجهيزات مرافقة. من جهة أخرى ألح الوزير الأول عبد المالك سلال على شيئين مهمين أولهما تثمين الموقع من خلال تشييد مدينة عصرية تأخذ بعين الاعتبار جميع احتياجات المواطنين، مشيرا إلى الخاصية المتميزة لهذا القطب، وثانيهما ضرورة احترام الآجال ونوعية الإنجاز، متوجها إلى ممثلي الشركات المختلطة التي أنشئت في إطار شراكة مع إسبانيين وبرتغاليين، بحثهم على (المساهمة في نقل التكنولوجيات الحديثة لإنجاز السكنات وتأطير اليد العاملة المحلية)، حيث أنه من المقرر أن تتدخل عديد المؤسسات العمومية والخاصة في إنجاز القطب الحضري، مبرزا ضرورة التنسيق بين جميع القطاعات لتحديد مشاريع التجهيزات العمومية الضرورية التي تتطلبها هذه المدينة العصرية والمصممة من أجل تخفيف الضغط على المدينة والذي من شأنها أن تأتي بحلول ملموسة لمشكل العقار المطروح بحدة بعنابة. وفي هذا الإطار تلقى الوزير الأول رفقة الوفد المرافق له عروضا لبطاقات فنية حول القطب الحضري والتي تتضمن تفاصيل مرتبطة بالمشاريع المبرمجة قبل أن يقوم بوضع حجر الأساس للبرامج السكنية. وفي سياق ذي صلة سيتضمن القطب الحضري المندمج الجديد 6 آلاف سكن عمومي ايجاري و10 آلاف وحدة سكنية تابعة لوكالة تحسين وتطوير السكن (عدل) و10 آلاف سكن ترقوي مدعم، حيث سيشهد في مرحلته الأولى إنجاز 26 ألف سكن مسجل والتي تم تحديد مواقعها المتربعة في مجموعها على 250 هكتارا، ويرتقب كذلك تسجيل برنامج سكني ثان قوامه 24 الف سكن إلى جانب جميع التجهيزات العمومية المرافقة الضرورية وذلك في مرحلة ثانية من إنجاز هذا القطب الحضري المندمج الجديد الذي سيستكمل سنة 2016. وإلى جانب هذا سيتم بناء خمسين مشروعا من مشاريع التجهيزات العمومية من بينها مستشفيان بقدرة استيعابية إجمالية 470 سريرا ومركز لتصفية الكلى وعيادة متعددة التخصصات ومركز لمعالجة النفايات الهامدة وخزان للماء يسع 10 آلاف متر مكعب وأربعة مراكز تجارية وأربعة أسواق جوارية. سلال يضع حجر أساس فندق "شيراطون" عنابة قام عبد المالك سلال بوضع حجر الأساس لبناء فندق فخم ب 5 نجوم من سلسلة فنادق الشيراطون الدولية، حيث يعتبر أكبر مشروع سياحي في ولاية عنابة ويضم هذا المشروع الكائن بموقع 19 جوان 1965 بوسط المدينة، والذي يحتل مساحة 42200 متر مربع والمصمم وفق هندسة معمارية حديثة حسب ما تتضمنه البطاقة الفنية للمشروع 201 غرفة، بالإضافة إلى شقق وغرف فاخرة. وسيضم فندق (شيراطون عنابة) المشيد على شكل طابق أرضي +20 مع طابقين سفليين وحظيرة لركن السيارات تتسع ل 255 مركبة وأخرى سفلية تتسع ل51 سيارة فضلا عن مجموع وسائل الراحة التي ترافق مثل هذه المؤسسات السياحية. وإثر هذه الزيارة أعرب سكان ولاية عنابة عن أملهم في القضاء على البطالة التي تعاني منها الولاية، مستبشرين خيرا بزيارة الوزير الأول لولايتهم، آملين أن تبعث جملة المشاريع التي تم الإعلان عنها تنمية حقيقية بالولاية وتساعد الشباب خاصة بتوفير مناصب شغل لهم.