تقف نيجيريا على بعد انتصار واحد من إنهاء 19 عاما من الانتظار لنيل لقب كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم لكن الفريق الذي تصب معظم الترشيح في صالحه قلق من التهديد الذي تمثله بوركينا فاسو في المباراة النهائية بملعب سوكر سيتي في جوهانسبورغ غد الأحد بداية من الساعة السابعة بالتوقيت الجزائري. ثاني لقاء للمنتخبين في هاته البطولة حين تعادل الفريقان 1-1 في مباراتهما الأولى بالمجموعة الثالثة لم يكن هناك ما يكفي من الدلائل على أن البلدين سيواصلان المشوار حتى المباراة النهائية. لكنهما أظهرا من الصلابة والتصميم وعقلية الانتصار ما يعد بختام ممتاز للبطولة التي استمرت ثلاثة أسابيع في ملعب يتوقع أن يمتليء بالجمهور. نيجيريا تمسك بمفاتيح الانتصار يبدو أن نيجيريا تمسك بمفاتيح الانتصار بتشكيلة تخلو من الاصابات باستثناء بعض القلق بشأن لاعبها فيكتور موزيس الذي تألق في البطولة لكنه عانى من مشكلة أخرى مزعجة في مباراة قبل النهائي يوم الاربعاء الماضي حين سحقت بلاده مالي 4-1. بوركينا فاسو بدون أجود لاعبيها على النقيض فإن بوركينا فاسو ستلعب بدون آلان تراوري الذي سجل ثلاثة أهداف في بداية البطولة لكنه غاب بعد مرحلة المجموعات بسبب الاصابة. كما قد تلعب بوركينا فاسو بدون المدافع محمد كوفي الذي خرج مصابا حين انتصرت 3-2 بركلات الترجيح على غانا. ويبدو كذلك أن بوركينا فاسو ستضطر لقبول غياب أحد أهم لاعبيها وأكثرهم فعالية وهو جوناثان بيترويبا الذي طرده الحكم التونسي سليم الجديدي لحصوله على إنذارين ضد غانا. الفريقان تأهلا للنهائي بطريقتين متباينتين بلغ الفريقان - اللذان يندفع كل منهما للهجوم بسرعة ويعتمد على نقاط قوته في هذا الجانب - للنهائي بطريقتين متباينتين إذ تألقت نيجيريا لتفوز 2-1 على ساحل العاج التي كانت أبرز المرشحين للفوز باللقب في دور الثمانية قبل أن تواصل مشوارها بالفوز على مالي في قبل النهائي. واحتاجت بوركينا فاسو لبذل جهد كبير لتفوز 1-صفر على توجو في دور الثمانية ثم لعبت لساعتين كاملتين ضد غانا في مباراة انتهت بالتعادل 1-1 ومضت لتفوز في ركلات الترجيح. الروح القتالية العالية والعزيمة قوة لاعبي بوركينا فاسو تمثل الروح القتالية العالية والعزيمة لدى بوركينا فاسو اختبارا بالغ القوة لنيجيريا يوم الأحد لو نجح دفاعها في احتواء خطورة الهجوم النيجيري القوي الذي تفجر ضد مالي مسجلا ثلاثة أهداف خلال 20 دقيقة فقط من الشوط الأول. وقدم كوفي أداء مبهرا في دفاع بوركينا فاسو إلى جانب بول كوليبالي وبكاري كوني لكن نيجيريا تهاجم بقوة بينما يسيطر موزيس وجون اوبي ميكل اللذين يلعبان معا في تشيلسي بطل اوروبا على الأداء في وسط الملعب. وفي الأمام سيلعب ايمانويل إيمنيكي الذي أظهر خطورة كبيرة وسجل ثلاثة أهداف بينها الهدف الوحيد ضد بوركينا فاسو في المباراة الأولى. بل إن فرصهم في النجاح قدد تتحدد قبل المباراة لأنه إن غاب بيترويبا أو موزيس قد تميل الكفة لصالح المنافس. واذا لم يلحق الاثنان بالمباراة قد يكون لدى نيجيريا عمق أكبر في التشكيلة. اريستيد بانس رئة "الخيول" لكن روح الفريق لدى بوركينا فاسو مدهشة تتمثل في اريستيد بانس أحد أبرز اللاعبين في البطولة بجهده الهائل وليس فقط بشعره المميز بلونه الأصفر المصبوغ. وقدم المهاجم صاحب البنية القوية الذي يلعب في اوجسبورح الالماني عروضا متباينة في المباريات الأولى لكنه لم يتوقف عن الركض وبذل جهدا كبيرا ضد غانا. وكانت لبانس ثماني محاولات على المرمى وأنقذت ضربة رأس قوية له من على خط المرمى وسدد بهدوء ركلة ترجيح ثم رفع يديه وابتسم بثقة وكأنه يقول "كيف لي أن أقوم بهذا بكل بساطة؟" ولو قدم الأداء نفسه مرة أخرى فإن دفاع نيجيريا سيواجه معركة حقيقية. الفريقان بدون قائد الغريب أن كل فريق سيلعب على الأرجح بدون قائده اللذين خرجا من الحسابات في البطولة. وخسر مأموني داجانو قائد بوركينا فاسو مكانه في التشكيلة بسبب تباين أدائه بينما أصيب جوزيف يوبو قائد نيجيريا ولم يكن المدرب ستيفن كيشي مستعدا لتغيير قوام فريق يحقق انتصارات حتى مع عودة اللاعب لكامل لياقته. المباراة أهمية بالغة لدى المدربين الاثنين تحظى المباراة بأهمية بالغة لدى المدربين الاثنين، فمدرب بوركينا فاسو وهو البلجيكي بول بوت يسعى لتعويض مشكلته الخاصة وهو معاقب بالايقاف مدى الحياة في بلده بسبب تورطه في فضيحة تلاعب بنتائج المباريات في 2007. أما كيشي فسيكتب اسمه في كتب التاريخ إن قاد بلاده للقب الثالث في البطولة الإفريقية. وكان كيشي قائدا لمنتخب نيجيريا حين ظفرت باللقب الإفريقي للمرة الأخيرة في 1994 وقد يصبح ثاني رجل في تاريخ البطولة التي بدأت قبل 56 عاما يتوج باللقب لاعبا ومدربا.