سيسعى المنتخب المالي ظهر اليوم الأربعاء للصعود إلى الدور النهائي لكأس الأمم الأفريقية لكرة القدم عندما يواجه نيجيريا عند الخامسة بتوقيت جنوب أفريقيا (الثالثة بتوقيت غرينيتش) على "ملعب موزيس مابيدا" بمدينة دوربان المطلة على المحيط الهندي. من جهتها، ستكون بوركينا فاسو في مهمة صعبة ولكنها غير مستحيلة أمام غانا على ملعب "مبومبيلا" بنيلسبرويت. وستنطلق المباراة عند الساعة الثامنة والنصف مساء. مالي لعبت النهائي في 1972 وخسرت أمام الكونغو 2-3 ومنذ انطلاق البطولة القارية، شدد لاعبو المنتخب المالي وعلى رأسهم القائد سيدو كيتا على أنهم يحلمون بإدخال الفرحة والسعادة في قلوب مواطنيهم والتخفيف من معاناتهم جراء الحرب التي تجتاح البلاد والتهديد اليومي الممارس من قبل الجهاديين الإسلاميين على استقرارها وسلامة أراضيها. وسارع المدرب الفرنسي باتريس كارتيرون أمس الثلاثاء إلى وضع النقاط على الحروف، مصرحا أن لاعبيه "في مهمة رياضية أمام نيجيريا"، مضيفا: "علينا التركيز على المباراة قبل كل شيء وتفادي الخوض في القضايا السياسية التي لا نستطيع حلها ولو أردنا ذلك". وسيعول كارتيرون على أناقة كيتا وزميليه في الهجوم مايغا وساماسا وعلى صلابة فريقه المتماسك لتكذيب التوقعات، والتي ترشح نيجيريا بالتأهل إلى المباراة النهائية. وظهر سيدو كيتا في مستوى تطلعات مدربه ومواطنيه ليقود فريقه إلى الفوز مرتين: المرة الأولى في منافسات المجموعة الثانية عندما سجل هدف الفوز (1-صفر) أمام النيجر، والثانية في ربع النهائي عندما أحرز هدف التعادل (1-1) أمام جنوب أفريقيا قبل أن يتأهل الماليون بركلات الترجيح (3-1). ويشارك المنتخب المالي في نهائيات كأس الأمم الأفريقية من دون انقطاع منذ 2008. وسجله في المنافسة مشرف للغاية بحيث أنه نشط النهائي في 1972 - وخسر أمام الكونغو بنتيجة 2-3 - وبلغ دور الأربعة في أعوام 1994 و2002 و2004 و2012. وهو حاليا مصنف ثالثا على المستوى القاري. آخر تتويج لنيجيريا يعود للعام 1994 وسيواجه في نصف النهائي فريقا أبهر المتتبعين والإعلاميين على حد سواء بعد إقصائه في الدور السابق كوت ديفوار التي كانت مرشحة للفوز باللقب، وخاض زملاء أوبي ميكل مباراة قوية ظهر فيها بوجه البطل وأنذر منافسيه بأنه لم يأت لجنوب أفريقيا من أجل النزهة والتسلية، بل هدفه هو التتويج بالكأس لثالث مرة في تاريخه بعد 1980 و1994. وبدا ستيفان كيشي مدرب "نسور" نيجيريا حذرا للغاية قبيل المواجهة، وقال أمام الصحافيين: "لتكون الأمور واضحة: لا أحد يعرف منتخب مالي كما أعرفه"، مشيرا إلى أنه "بلد يعشق كرة القدم ولديه لاعبين كبار وأقوياء، وبالتالي مواجهة الغد لن تكون سهلة". وقبل ربع النهائي أمام كوت ديفوار، كانت نيجيريا قدمت أداء هزيلا ضعيفا في منافسات المجموعة الثالثة، مسجلة التعادل 1-1 أمام بوركينا فاسو ثم أمام زامبيا بالنتيجة ذاتها قبل أن تفوز على أثيوبيا 2-0 وبصعوبة بالغة. وحلم لاعبيها هو كما أكد ذلك القائد جوزيف يوبو تنشيط المباراة النهائية التي لم يلعبوها منذ العام 2000 والخسارة في لاغوس أمام الكاميرون بركلات الترجيح 4-3 (بعد انتهاء الوقت الرسمي ثم الإضافي بالتعادل 2-2). وقبل ذلك بلغ "النسور" النهائي في 1990 وخسروا أمام الجزائر هدف لصفر، كما لعبوا نصف النهائي أربع مرات، في سنوات 2002 و2004 و2006 و2010. أفريقيا ضد أوروبا، الفرانكوفون ضد الانغلوفون من جهتها ستكون بوركينا فاسو في مهمة صعبة أمام منتخب غانا، بطل أفريقيا في أعوام 1963 و1965 و1978 و1982، والذي خاض النهائي في 2010 بأنغولا وخسر أمام مصر بهدف من دون رد. المهمة صعبة ولكنها ليست مستحيلة ذلك أن بوركينا فاسو لم يحسب لها حساب في منافسات المجموعة الثالثة إلا أنها أحرزت التأهل إلى ربع النهائي على حساب زامبيا حاملة اللقب، ثم أزاحت من طريقها توغو بفضل هدف من نجمها بيترويبا مهاجم رين الفرنسي. وتجدر الإشارة إلى أن مباراتي النصف النهائي سيتنافس فيها منتخبان ناطقان باللغة الفرنسية (مالي وبوركينا فاسو) يشرف على تدريباتهما مدربان أوروبيان هما الفرنسي باتريس كارتيرون لزملاء كيتا والبلجيكي بول بوت لزملاء بيترويبا، ضد منتخبين ناطقين بالإنكليزية (نيجيريا وغانا) يدربهما أفريقيان محليان هما ستيفان كيشي وكويسي أبياه. وهذه المنتخبات الأربعة كلها من غرب القارة الأفريقية.