خبراء يحللون فشل عملية خطف الرهائن مجمع تيقنتورين جاهز لاستئناف النشاط كشف مسؤول بسوناطراك أمس الثلاثاء أن المجمع الغازي لتيقنتورين (على بعد 250 كلم من اليزي) جاهز للانطلاق من جديد من خلال تشغيل احدى وحدات هذه المحطة، وهو الأمر الذي من شأنه طمأنة عموم الجزائريين، وتوجيه رسالة استقطاب للمتعاملين الأجانب الذين أرعبتهم عملية خطف الرهائن بعين أمناس التي اعتبرها بعض الخبراء فشلا استراتيجيا لجماعات الإرهاب والترهيب. وذكر رئيس مصلحة استغلال الموقع بمجمع تيقنتورين السيد سليمان بن عزو في تصريح للصحافة أن "الوحدة رقم 1 (الخاصة بموقع تيقنتورين) قد وفرت كل الضمانات التقنية والأمنية المتعلقة بتشغيلها. وقد تم تشغيل المحطة في انتظار موافقة الهيئة الأم للمحطة (الشركاء في المشروع)". كما صرح السيد بن عزو للصحافيين على هامش زيارة لاعضاء من المجلس الشعبي الوطني لهذه المحطة التي استهدفها الاعتداء يوم 16 جانفي المنصرم من طرف مجموعة ارهابية يقول "نحن حاليا في حالة تأهب فيما يخص هذا القسم (من المركب) الذي هو عملياتي بنسبة 100 بالمئة". وفيما يتعلق بالوحدة رقم 3 التي تضررت جزئيا خلال هذا الاعتداء فقد تم استبعادها حاليا في انتظار زيارة مفتشية تابعة لسوناطراك في حين أن الوحدة رقم 2 لم تتعرض للاعتداء غير أنها تخضع للمراقبة حسبما أكده كمال حواس رئيس قسم العمليات بتيقنتورين. من جهة أخرى فان قاعدة الحياة التي استهدفها أيضا هذا الاعتداء قد تم اصلاحها بنسبة 95 بالمئة وأن تردد العمال عليها متواصل تماشيا مع تقدم أشغال الترميم حسب السيد حواس. وفي سياق ذي صلة، اعتبر الخبير الدولي في الطاقة السيد فرانسيس بيرين احتجاز الرهائن في جانفي الفارط بالمركب الغازي بعين أمناس "فشلا استراتيجيا" بالنسبة للإرهابيين كون الجماعات الإسلامية المسلحة تواصل تراجعها إلى شمال مالي وأن الشركات الأجنبية أكدت "بوضوح" إرادتها في البقاء في الجزائر. وأوضح الخبير في العدد الأخير من مجلة "البترول والغاز العربي" انه "بغض النظر عن الخسائر المادية التي تحاول المجموعة الإرهابية استغلالها لدعايتها الخاصة فان حصيلة هذا الاعتداء كانت سلبية للغاية" بالنسبة للإرهابيين. ويرى هذا الأخير أن الجزائر كانت "مجبرة على الرد بشدة بالنظر إلى حجم التحدي الذي كان عليها مواجهته". وفي تفصيله لأسباب فشل الإرهابيين أشار إلى أن شركاء المجمع النفطي لسوناطراك بعين أمناس وخاصة بريتش بتروليوم وستاتويل أكدوا "بوضوح" انهم ينوون البقاء في الجزائر البلد الذي باشروا فيه مشاريع أخرى هامة أغلبيتها في مجال الغاز بإن صالح (استغلال الغاز) بالنسبة للشركتين وحاسي موينة (استكشاف الغاز في حوض تيميمون) بالنسبة لستاتويل وبوحارت جنوب (استكشاف) بالنسبة لبريتش بتروليوم. واعتبر السيد بيرين أن الاعتداء الذي استهدف الموقع الغازي بتيقنتورين طرح من جهة أخرى تحديات أمام الجزائر لاسيما في مجال تأمين منشآتها الطاقوية معترفا مع ذلك "أنه ليس ثمة صفر خطر في صناعة المحروقات وفي غيرها وانه ليس من السهل تقديم معلومات حول هذه المسائل التي تتطلب الكثير من التكتم والسرية لتفادي تقديم معلومات لإرهابيين آخرين بشكل غير مباشر. أما التحدي الأخر فيكمن- حسبه- في إقناع بعض المؤسسات المهتمة بالجزائر و التي لم تتخذ بعد قرار نهائي للاستثمار في هذا البلد. واعتبر مدير نشر الاستراتيجيات والسياسات الطاقوية أنه "يتعين على السلطات و سوناطراك إدراك بعد هذه الرهانات وإيجاد في أسرع وقت ممكن حلول مواتية". واحتجزت مجموعة إرهابية مدججة بالأسلحة يوم 16 جانفي الماضي اكثر من 600 عامل بالمركب الغازي لتيقنتورين. وسمح الهجوم الذي شنته القوات الخاصة التابعة للجيش الوطني الشعبي بتحرير أغلبيتهم وأسفر عن مقتل 37 شخصا من بين الرعايا الأجانب وجزائري واحد والقضاء على 29 من بين الخاطفين.