الفريق أول شنقريحة يستقبل من طرف رئيس أركان الدفاع للقوات المسلحة الهندية    الوزير الأول"نذير العرباوى" يشرف غدا مع نظيره التونسي على إحياء ذكرى ال 67 لأحداث ساقية سيدي يوسف    وزير الاتصال"مزيان ومحمد " يسلم رسالة خطية من رئيس الجمهورية إلى نظيره الغاني    المغرب يلجأ إلى الأساليب الخبيثة ل"شرعنة" احتلاله للصحراء الغربية    التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة: قبول 99 ملف تصريح بالترشح إلى غاية الخميس    جبهة القوى الاشتراكية تعقد دورة استثنائية لمجلسها الوطني    ألعاب القوى (تجمع فزاع الدولي بالإمارات): مشاركة ثلاثة رياضيين جزائريين في الموعد    الصيدلية المركزية للمستشفيات "فاعل أساسي" في تزويد المستشفيات الوطنية بالأدوية    كرة القدم/الكأس الجزائرية الممتازة-2024 (مولودية الجزائر- شباب بلوزداد): مرشحان في رحلة البحث عن أول لقب للموسم    الدراجات/ طواف الجزائر2025: الطبعة ال25 عبر ولايات شرق و جنوب الوطن    المغرب : هيئة تجدد موقفها المناهض للاختراق الصهيوني وتجريم التضامن مع القضية الفلسطينية    "الأونروا" تحذر من مخاطر تعرض مئات آلاف الفلسطينيين في غزة للبرد القارس    الجزائر-الأمم المتحدة: عرض نتائج الورشة الخاصة ب"الدعم التقني والمنهجي" لتعزيز تمكين الشباب    تنظيم الطبعة ال 19 للصالون الوطني للتشغيل والتكوين المتواصل والمقاولاتية من 8 الى 10 فبراير بالعاصمة    عطاف يجري محادثات مع المبعوث الخاص للرئيس الموريتاني    شايب يستقبل المدير العام للوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار    المواطنون الراغبون في أداء مناسك العمرة مدعوون لأخذ اللقاحات الموصى بها من طرف وزارة الصحة    صيدال: الاطلاق المقبل لمشروع انتاج المادة الأولية للعلاجات المضادة للسرطان    مهرجان الصورة المؤسساتية: تتويج 14 فيلما مؤسساتيا بجائزة أفضل الإبداعات السمعية البصرية في مجال الأفلام المؤسساتية    الجوية الجزائرية/الديوان الوطني للحج : اتفاقية لنقل الحجاج وفقا لآليات تنظيمية ورقمية متطورة    التدابير الواردة في قانون المالية لسنة 2025 تهدف إلى تحسين مناخ الأعمال في الجزائر    تجارة: مراجعة شاملة للإطار التشريعي وتوسيع الاستثمار في المساحات الكبرى    مشروع ازدواجية الطريق الوطني رقم 27 : تسليم محور قسنطينة خلال الثلاثي الرابع من 2025    وفاة المجاهد و الخطاط عبد الحميد اسكندر عن عمر ناهز 86 عاما    حيداوي يبرز جهود الدولة في التكفل بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة    راموفيتش مدرباً لشباب بلوزداد    شاهد حي على همجية وبربرية الاحتلال الفرنسي    ترامب يفتح جبهة صراع جديدة    صوت المريض    تنفيذ تمارين افتراضية بالجلفة    بذرة خير تجمع الجزائريين    مع فرضية غير واقعية    خط سكة الحديد الرابط بين العبادلة وبشار يوضع حيز الخدمة قريباً    إبراز التراث الأدبي والديني للأمير عبد القادر    هذه ضوابط التفضيل بين الأبناء في العطية    المنازل الذكية تستقطب الزوّار    تعويضات للعمال المتضرّرين من التقلبات الجوية    إبراهيموفيتش يكشف سبب رحيل بن ناصر    مسلوق يتعهّد باحترام رزنامة المباريات    سايحي يلتقي نقابة البيولوجيين    أمطار رعدية مرتقبة بعدة ولايات جنوب البلاد ابتداء من يوم الخميس    مناجم: تنصيب مدير عام جديد للشركة الوطنية للأملاح    ندوة تاريخية للتأكيد على همجية وبربرية الاحتلال الفرنسي    اليمين المتطرّف الفرنسي في مرمى النّيران    "الأميار" مطالبون بتحمل مسؤولياتهم    صب منحة رمضان في حسابات مستحقيها قبل منتصف فيفري    استعادة الأراضي غير المستغلّة وتسريع استكمال المباني غير المكتملة    الجزائر تحتضن مؤتمر الاتحاد الإفريقي    "أباو ن الظل".. بين التمسّك والتأثّر    معرض لفناني برج بوعريريج بقصر الثقافة قريبا    ندوة وطنية عن المعالم والمآثر بجامعة وهران    رياض محرز يشدد على أهمية التأهل إلى كأس العالم    المبدعون من ذوي الاحتياجات الخاصة يعرضون أعمالهم بالجزائر العاصمة    إمام المسجد النبوي يحذّر من جعل الأولياء والصَّالحين واسطة مع اللَّه    الإذاعة الثقافية تبلغ الثلاثين    هذا موعد ترقّب هلال رمضان    أدعية شهر شعبان المأثورة    الاجتهاد في شعبان.. سبيل الفوز في رمضان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدعاة غير المؤهلين يركزون على مسائل تثير الجدل والخصومة
نشر في أخبار اليوم يوم 09 - 02 - 2013


خرجوا بالدعوة عن مسارها الصحيح
الدعاة غير المؤهلين يركزون على مسائل تثير الجدل والخصومة
أكد علماء الدين أن الدعوة الإسلامية في الفترة الراهنة شابها قصورٌ وخلط من بعض الدعاة الذين يتعصبون لمذاهب وأفكار معينة تعود سلباً على أهداف الدعوة وتسبب أضراراً فادحة للمسلمين، وأن كثيراً من الدعاة صعدوا المنبر ولا يحملون مواصفات الداعية، وأن الداعية يجب أن يهتم بالقضايا المعاصرة التي تشغل بال الأمة. واقترح العلماء للخروج من هذا النفق المظلم إنشاء مجلس أعلى للدعوة الإسلامية لمراقبة وتقويم الدعاة ومراجعة أفكارهم.
الدعوة إلى الله، عز وجل، فرض لازم، فقد قال الله تعالى: «أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة» سورة النحل الآية 125 وقوله تعالى: «ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر» (سورة آل عمران الآية 104)، هكذا يقول الدكتور أحمد محمود كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية جامعة الأزهر، موضحاً أن الدعوة إلى الله تناط بمن هو أهلٌ لها قال الله تعالى: «قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني» سورة يوسف الآية 108. والدعوة الإسلامية لها مقاصد طيبة تظهر في إرشاد البشرية إلى أسباب الصلاح والفلاح والنجاح، وإنقاذها من وسائل الدمار والهلاك، وتحقيق الهداية، وتكثير الصالحين، وتذكير الغافلين وتنبيه العصاة والعودة بالمنحرفين والمتعثرين إلى الطريق المستقيم وإزالة الشُّبهات التي يبثها أعداء الحق والنصوص والقواعد الشرعية الدالة على ذلك معلومة ومشهورة ومعروفة.
أفكار متعصبة
وأشار الدكتور كريمة، بحسب "الاتحاد"، إلى أن أداء الدعوة وظيفة أو حِسبة شابها قصور وخلط من بعض الدعاة الذين يتعصبون لمذاهب وأفكار معينة تعود سلبا على أهداف الدعوة وتسبب أضراراً فادحة وتشغل الناس في المساجد بأشرطة الكاسيت و"سي دي" وكتيبات تشتمل على مسائل تثير الجدل والخصومة مع المجتمع بأسره، مثل النقاب والإسبال والتصوير الفوتوغرافي والأخذ من اللحية والعمل بالمؤسسات المالية والأضرحة وبركة الأولياء والتوسل بهم وصيغ الأذكار غير القرآنية وغير النبوية، حتى أمسى رواد المساجد في حيرةٍ بالغة، وانسحب هذا على باقي الدعاة الذين يكابدون ويواجهون هذه الأفكار الراسخة في عقول أصحاب بعض الفرق والمذاهب الذين يعتقدون أن ما يعتقدونه هو الإسلام الصحيح وما عدا ذلك باطل.
وللخروج من هذا النفق المظلم، اقترح الدكتور كريمة إنشاء مجلس أعلى بالمؤسسات ذات العلاقة مثل وزارات الأوقاف في الدول العربية والأزهر الشريف لمراقبة وتقويم أفكار هذه الفرق والمذاهب ومحاولة التقريب بينهما ومراجعة الكتب والوسائل الإعلامية الدعوية؛ لأن ضررها، من وجهة نظر الدكتور كريمة، لا يقلُّ خطراً عن الكتب والمجلات الإباحية، وهي أولى بالضبطية القضائية لما يصدر عن أصحاب هذه الأفكار الشاذة والمتعصبة.
قضايا تشغل الأمة
ويقول الشيخ عادل عبد المنعم أبو العباس، عضو لجنة الفتوى بالأزهر: نحن نعيش في عصر اختلطت فيه الأمور، حتى لدى بعض الدعاة من الذين كان ينبغي عليهم أن يقودوا المجتمع إلى الطريق الصحيح، ودعاة الإسلام يمثلون القدوة في جميع العصور والأزمنة، وكان ينبغي عليهم أن يقوموا بشغل الناس على منابر الإسلام بالقيم التي تحمل هموم الأمة، وتشغل بال المسلم بكل قضاياه الحياتية التي تربطه بالواقع، ومعنى ذلك أن خطبة الجمعة تستطيع أن تكوّن جيلاً ضخماً من الشباب الواعي إذا أحسن الدعاة إلى الله استغلالها في هذه الجوانب الكلية. لكننا للحسرة والأسف نلحظ أن خطبة الجمعة أصبحت تقليدية في بداية الأمر، حيث إن العبارات والموضوعات التقليدية غلبت على الساحة من كلام عن قضايا فرعية أصبحت لا تهمُّ المجتمع المسلم وقُتلت بحثاً ولا تستطيع أن تحمل كل هذا الضجيج مثل قضية النقاب وقضية تقصير الثياب وقضية السنن والبدع التي حفظها الناس حفظا وقتلها الباحثون بحثاً.
وأوضح أبو العباس أن الرسول صلى الله عليه وسلم استغل المنبر في القضايا التي كانت تشغل الأمة أيام عصره مع أنها كانت لا تتجاوز دقائق معدودة، ومع ذلك استطاعت أن تكوّن أمة وأن تؤسس دولة وأن تربي جيلاً لأنه صلى الله عليه وسلم كان يتكلم عن كبريات القضايا ويشرح للناس مهمات الحياة.
وأبدى أبو العباس أسفه لأن بعض دعاة اليوم يصعد المنبر من دون أن يحسن الدعوة، وذلك بسبب كثرة الزوايا الصغيرة التي فشلت في تربية الجماهير، فقد يضجُّ الداعية ولا يملك إلا الصراخ والعويل ويتكلم في هذه القضايا بلا وعي.
أهم مصادر الدعوة
وأشار أبو العباس إلى أن أهم مصدر من مصادر الدعوة إلى الله بعد القرآن والسنة والقياس والإجماع، الصحيفة اليومية والجريدة والواقع الذي يعيشه الناس، فإذا أصبح الداعية يتكلم في جانب والحياة تصير في جانب آخر فهذا يجعله يعيش كمن يقولون كلمة ثم ينصرفون من دون أن يغيِّروا جماهيرهم، والدعوة إلى الله تكليف وشرف وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من هؤلاء الذين يتكلمون في القضايا الصغيرة ويتركون قضايا الأمة التي تحمل هموم المجتمع ولذلك أعلن صلى الله عليه وسلم: «من قال عليَّ ما لم أقل ومن حج عني بحديث، وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكذابين». والحقيقة المرة الأليمة أن كثيراً من الدعاة صعدوا المنبر ولا يحملون مواصفات الداعية وقد تكون بسبب منع كبار الدعاة من الصعود إلى المنبر وفتح الباب لأحداث السن الذين لا يكادون يفقهون حديثا.
وأكد أبو العباس أن الدعوة إلى الله شرف وإن خطبة الجمعة بمثابة حقنة فيتامينات أسبوعية ينتظرها من يذهبون إلى المسجد رغبة منهم في الجلوس والوعظ، وهي الخطبة الوحيدة على مستوى الأديان التي يُكلف فيها المستمع بأن ينصت ولا يتكلم، فإذا أحسن الداعية الدعوة إلى الله استطاع أن يربي جيلاً، وقد قال الشيخ الغزالي إمام الدعاة: أنا أستعد لخطبة الجمعة من يوم السبت إلى يوم الخميس احتراماً لعقلية من سيأتون إليَّ لأنني أعرض عليهم عقلي فإن كنت مجنونا عرضت عليهم كلاما يشبه الهذيان والجنون وإن كنت عاقلاً عرضت عليهم ما كان يبغيه سيد الدعاة صلى الله عليه وسلم.
وأشار أبو العباس إلى أن الحل يكمن في "المسجد الجامع" الذي يوجد في بعض الدول العربية وفي بعض المراكز الإسلامية في الدول الغربية، والذي يكون بمثابة قوة خلاقة من الدعاة إلى الله من المتخصصين ومن الأساتذة العظماء من الجامعات وكبار الدعاة والمختصين بشؤون الدعوة إلى الله وحينئذ نغلق الباب على أدعياء الدعوة.
* الدعوة الإسلامية لها مقاصد طيبة تظهر في إرشاد البشرية إلى أسباب الصلاح والفلاح والنجاح، وإنقاذها من وسائل الدمار والهلاك، وتحقيق الهداية، وتكثير الصالحين، وتذكير الغافلين وتنبيه العصاة والعودة بالمنحرفين والمتعثرين إلى الطريق المستقيم وإزالة الشُّبهات التي يبثها أعداء الحق والنصوص والقواعد الشرعية الدالة على ذلك معلومة ومشهورة ومعروفة.
* أداء الدعوة وظيفة أو حِسبة شابها قصور وخلط من بعض الدعاة الذين يتعصبون لمذاهب وأفكار معينة تعود سلبا على أهداف الدعوة وتسبب أضراراً فادحة وتشغل الناس في المساجد بأشرطة الكاسيت و"سي دي" وكتيبات تشتمل على مسائل تثير الجدل والخصومة مع المجتمع بأسره، مثل النقاب والإسبال والتصوير الفوتوغرافي والأخذ من اللحية والعمل بالمؤسسات المالية والأضرحة وبركة الأولياء والتوسل بهم وصيغ الأذكار غير القرآنية وغير النبوية، حتى أمسى رواد المساجد في حيرةٍ بالغة.
خرجوا بالدعوة عن مسارها الصحيح
الدعاة غير المؤهلين يركزون على مسائل تثير الجدل والخصومة
أكد علماء الدين أن الدعوة الإسلامية في الفترة الراهنة شابها قصورٌ وخلط من بعض الدعاة الذين يتعصبون لمذاهب وأفكار معينة تعود سلباً على أهداف الدعوة وتسبب أضراراً فادحة للمسلمين، وأن كثيراً من الدعاة صعدوا المنبر ولا يحملون مواصفات الداعية، وأن الداعية يجب أن يهتم بالقضايا المعاصرة التي تشغل بال الأمة. واقترح العلماء للخروج من هذا النفق المظلم إنشاء مجلس أعلى للدعوة الإسلامية لمراقبة وتقويم الدعاة ومراجعة أفكارهم.
الدعوة إلى الله، عز وجل، فرض لازم، فقد قال الله تعالى: «أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة» سورة النحل الآية 125 وقوله تعالى: «ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر» (سورة آل عمران الآية 104)، هكذا يقول الدكتور أحمد محمود كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية جامعة الأزهر، موضحاً أن الدعوة إلى الله تناط بمن هو أهلٌ لها قال الله تعالى: «قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني» سورة يوسف الآية 108. والدعوة الإسلامية لها مقاصد طيبة تظهر في إرشاد البشرية إلى أسباب الصلاح والفلاح والنجاح، وإنقاذها من وسائل الدمار والهلاك، وتحقيق الهداية، وتكثير الصالحين، وتذكير الغافلين وتنبيه العصاة والعودة بالمنحرفين والمتعثرين إلى الطريق المستقيم وإزالة الشُّبهات التي يبثها أعداء الحق والنصوص والقواعد الشرعية الدالة على ذلك معلومة ومشهورة ومعروفة.
أفكار متعصبة
وأشار الدكتور كريمة، بحسب "الاتحاد"، إلى أن أداء الدعوة وظيفة أو حِسبة شابها قصور وخلط من بعض الدعاة الذين يتعصبون لمذاهب وأفكار معينة تعود سلبا على أهداف الدعوة وتسبب أضراراً فادحة وتشغل الناس في المساجد بأشرطة الكاسيت و"سي دي" وكتيبات تشتمل على مسائل تثير الجدل والخصومة مع المجتمع بأسره، مثل النقاب والإسبال والتصوير الفوتوغرافي والأخذ من اللحية والعمل بالمؤسسات المالية والأضرحة وبركة الأولياء والتوسل بهم وصيغ الأذكار غير القرآنية وغير النبوية، حتى أمسى رواد المساجد في حيرةٍ بالغة، وانسحب هذا على باقي الدعاة الذين يكابدون ويواجهون هذه الأفكار الراسخة في عقول أصحاب بعض الفرق والمذاهب الذين يعتقدون أن ما يعتقدونه هو الإسلام الصحيح وما عدا ذلك باطل.
وللخروج من هذا النفق المظلم، اقترح الدكتور كريمة إنشاء مجلس أعلى بالمؤسسات ذات العلاقة مثل وزارات الأوقاف في الدول العربية والأزهر الشريف لمراقبة وتقويم أفكار هذه الفرق والمذاهب ومحاولة التقريب بينهما ومراجعة الكتب والوسائل الإعلامية الدعوية؛ لأن ضررها، من وجهة نظر الدكتور كريمة، لا يقلُّ خطراً عن الكتب والمجلات الإباحية، وهي أولى بالضبطية القضائية لما يصدر عن أصحاب هذه الأفكار الشاذة والمتعصبة.
قضايا تشغل الأمة
ويقول الشيخ عادل عبد المنعم أبو العباس، عضو لجنة الفتوى بالأزهر: نحن نعيش في عصر اختلطت فيه الأمور، حتى لدى بعض الدعاة من الذين كان ينبغي عليهم أن يقودوا المجتمع إلى الطريق الصحيح، ودعاة الإسلام يمثلون القدوة في جميع العصور والأزمنة، وكان ينبغي عليهم أن يقوموا بشغل الناس على منابر الإسلام بالقيم التي تحمل هموم الأمة، وتشغل بال المسلم بكل قضاياه الحياتية التي تربطه بالواقع، ومعنى ذلك أن خطبة الجمعة تستطيع أن تكوّن جيلاً ضخماً من الشباب الواعي إذا أحسن الدعاة إلى الله استغلالها في هذه الجوانب الكلية. لكننا للحسرة والأسف نلحظ أن خطبة الجمعة أصبحت تقليدية في بداية الأمر، حيث إن العبارات والموضوعات التقليدية غلبت على الساحة من كلام عن قضايا فرعية أصبحت لا تهمُّ المجتمع المسلم وقُتلت بحثاً ولا تستطيع أن تحمل كل هذا الضجيج مثل قضية النقاب وقضية تقصير الثياب وقضية السنن والبدع التي حفظها الناس حفظا وقتلها الباحثون بحثاً.
وأوضح أبو العباس أن الرسول صلى الله عليه وسلم استغل المنبر في القضايا التي كانت تشغل الأمة أيام عصره مع أنها كانت لا تتجاوز دقائق معدودة، ومع ذلك استطاعت أن تكوّن أمة وأن تؤسس دولة وأن تربي جيلاً لأنه صلى الله عليه وسلم كان يتكلم عن كبريات القضايا ويشرح للناس مهمات الحياة.
وأبدى أبو العباس أسفه لأن بعض دعاة اليوم يصعد المنبر من دون أن يحسن الدعوة، وذلك بسبب كثرة الزوايا الصغيرة التي فشلت في تربية الجماهير، فقد يضجُّ الداعية ولا يملك إلا الصراخ والعويل ويتكلم في هذه القضايا بلا وعي.
أهم مصادر الدعوة
وأشار أبو العباس إلى أن أهم مصدر من مصادر الدعوة إلى الله بعد القرآن والسنة والقياس والإجماع، الصحيفة اليومية والجريدة والواقع الذي يعيشه الناس، فإذا أصبح الداعية يتكلم في جانب والحياة تصير في جانب آخر فهذا يجعله يعيش كمن يقولون كلمة ثم ينصرفون من دون أن يغيِّروا جماهيرهم، والدعوة إلى الله تكليف وشرف وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من هؤلاء الذين يتكلمون في القضايا الصغيرة ويتركون قضايا الأمة التي تحمل هموم المجتمع ولذلك أعلن صلى الله عليه وسلم: «من قال عليَّ ما لم أقل ومن حج عني بحديث، وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكذابين». والحقيقة المرة الأليمة أن كثيراً من الدعاة صعدوا المنبر ولا يحملون مواصفات الداعية وقد تكون بسبب منع كبار الدعاة من الصعود إلى المنبر وفتح الباب لأحداث السن الذين لا يكادون يفقهون حديثا.
وأكد أبو العباس أن الدعوة إلى الله شرف وإن خطبة الجمعة بمثابة حقنة فيتامينات أسبوعية ينتظرها من يذهبون إلى المسجد رغبة منهم في الجلوس والوعظ، وهي الخطبة الوحيدة على مستوى الأديان التي يُكلف فيها المستمع بأن ينصت ولا يتكلم، فإذا أحسن الداعية الدعوة إلى الله استطاع أن يربي جيلاً، وقد قال الشيخ الغزالي إمام الدعاة: أنا أستعد لخطبة الجمعة من يوم السبت إلى يوم الخميس احتراماً لعقلية من سيأتون إليَّ لأنني أعرض عليهم عقلي فإن كنت مجنونا عرضت عليهم كلاما يشبه الهذيان والجنون وإن كنت عاقلاً عرضت عليهم ما كان يبغيه سيد الدعاة صلى الله عليه وسلم.
وأشار أبو العباس إلى أن الحل يكمن في "المسجد الجامع" الذي يوجد في بعض الدول العربية وفي بعض المراكز الإسلامية في الدول الغربية، والذي يكون بمثابة قوة خلاقة من الدعاة إلى الله من المتخصصين ومن الأساتذة العظماء من الجامعات وكبار الدعاة والمختصين بشؤون الدعوة إلى الله وحينئذ نغلق الباب على أدعياء الدعوة.
* الدعوة الإسلامية لها مقاصد طيبة تظهر في إرشاد البشرية إلى أسباب الصلاح والفلاح والنجاح، وإنقاذها من وسائل الدمار والهلاك، وتحقيق الهداية، وتكثير الصالحين، وتذكير الغافلين وتنبيه العصاة والعودة بالمنحرفين والمتعثرين إلى الطريق المستقيم وإزالة الشُّبهات التي يبثها أعداء الحق والنصوص والقواعد الشرعية الدالة على ذلك معلومة ومشهورة ومعروفة.
* أداء الدعوة وظيفة أو حِسبة شابها قصور وخلط من بعض الدعاة الذين يتعصبون لمذاهب وأفكار معينة تعود سلبا على أهداف الدعوة وتسبب أضراراً فادحة وتشغل الناس في المساجد بأشرطة الكاسيت و"سي دي" وكتيبات تشتمل على مسائل تثير الجدل والخصومة مع المجتمع بأسره، مثل النقاب والإسبال والتصوير الفوتوغرافي والأخذ من اللحية والعمل بالمؤسسات المالية والأضرحة وبركة الأولياء والتوسل بهم وصيغ الأذكار غير القرآنية وغير النبوية، حتى أمسى رواد المساجد في حيرةٍ بالغة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.