بن مرادي يتراجع عن تصريحاته الأخيرة ويؤكد: "السياحة الصحراوية تعيش أزمة حقيقية" أكد محمد بن مرادي وزير السياحة والصناعات التقليدية أمس الثلاثاء أن السياحة الصحراوية تعيش أزمة حقيقية خلال المدة الأخيرة نظرا للتوتر الأمني الذي تشهده منطقة الساحل على غرار ما حدث في ليبيا ومصر وما يحدث في مالي إلى جانب حادث الاعتداء على المنشأة البترولية بتقنتورين، وكشف بن مرادي في هذا الإطار عن تنظيم سوق وطني سنوي للترويج للسياحة الصحراوية قصد تنميتها وتطويرها لتدارك التراجع الذي عرفته مؤخرا. قال محمد بن مرادي وزير السياحة والصناعات التقليدية لدى نزوله أمس ضيفا على برنامج "لقاء اليوم" الذي تبثه القناة الأولى للإذاعة الوطنية أن الأحداث التي تعرفها منطقة الساحل قد أثرت بشكل واضح على السياحة الصحراوية موضحا أنها "تعيش أزمة" حقيقية بعد التراجع الذي سجلته بفعل "الأوضاع الجيو استراتيجية" التي ميزت المنطقة في الفترة الأخيرة على غرار أحداث ليبيا ومصر وما يحدث في مالي وفي منطقة الساحل عامة وأشار الوزير في هذا الإطار إلى حادث الاعتداء على المنشأة البترولية بتقنتورين مؤكدا أن تقييم وضع السياحة في تلك المنطقة "يعد صعبا للغاية بعد شهر على وقوع الحادث"، وأضاف في ذات السياق أن الوكالات السياحية في الصحراء تشتكي من الركود الذي يميز النشاط السياحي في الفترة الأخيرة لاسيما فيما يتعلق بالضرائب المفروضة عليها والصعوبات الخاصة بالتأشيرة مؤكدا أن الوزارة تحاول مرافقة هذه الوكالات ومنحها التسهيلات الكافية لأداء مهامها لاسيما وأنها تعد "من أفضل الوكالات وطنيا وأكثرها مهنية"، أما عن حجوزات السوّاح في منطقة الصحراء فقد أكد وزير السياحة أن برامج شهري مارس وأفريل مؤكدة وستطبق في تاريخها المحدد وأن الإلغاءات نادرة جدا. للإشارة فإن تصريحات الوزير تبدو متناقضة بعد أن أكد خلال ندوة صحفية عقدها هذا الأسبوع بفندق الجزائر بالعاصمة أن السياحة الصحراوية لم تتأثر أبدا بالتوتر الأمني الذي تشهده منطقة الساحل لاسيما ما يحدث في مالي وحادث الاعتداء على المنشأة البترولية بتقنتورين. ومن جانب آخر كشف وزير السياحة والصناعات التقليدية أنه سيتم خلال الفترة المقبلة تنظيم سوق وطني سنوي للترويج للسياحة الصحراوية بحيث يكون عدد السواح الجزائريين أكثر من السواح الأجانب لتوجيه المواطن إلى السياحة الوطنية بدل التوجه إلى الخارج بهدف الدفع بالسياحة الوطنية وتطويرها، كما أشار بن مرادي إلى ضرورة تجديد بعض المسالك الصحراوية وتطويرها وخلق مسالك جديدة موضحا أن الأوضاع الأمنية تعطل هذه العملية نوعا ما كما تطرق الوزير إلى المخطط الوطني لتطوير السياحة والذي قال أنه يضم أربعة محاور رئيسية تتمثل في تهيئة الأرضية التحتية للاستثمارات ومعاينة ومرافقة المستثمرين الأجانب بالإضافة إلى تنفيذ برنامج الجودة على أرض الواقع والترويج لتوجه الجزائر السياحي، وذكّر الوزير بهذا الصدد ببعض الإحصائيات التي توضح التطور الملحوظ الذي شهده القطاع مؤكدا أنه يوفر مناصب شغل دائمة لأكثر من 400 ألف جزائري وإذا أضيف إليه عدد عمال قطاع الصناعات التقليدية فإن عدد عمال القطاع عامة يمثل حوالي 10 بالمائة من النسبة الكلية للعمال على المستوى الوطني كما أن الإنتاج الخام لسنة 2012 بلغ 2000 مليار دينار، وأوضح وزير السياح في ذات السياق أن الجزائر تملك المؤهلات اللازمة لتطوير القطاع مشيرا إلى توفر 205 منطقة توسع و 55 ألف هكتار جاهزة للاستغلال في مشاريع استثمارية، أما عن الإجراءات التحفيزية لتشجيع الاستثمار في مجال السياحة فقد أكد بن مرادي أن هناك بعض التخفيضات في عدة مجالات كتخفيض نسبة 50 بالمائة للسواح الذين يبلغ عددهم 10 والذي تقدمه الخطوط الجوية الجزائرية.