حكاية لا تنتهي فصولها مهووسو الفنانين.. بين الحقيقة والخيال غ. د حكاية مهووسي الفنانين لا تنتهي فصولها بل تتأجج في كل مرة يلاحق مهووس هذه الفنانة أو يهدد آخر تلك... فتنشغل وسائل الإعلام بملاحقة المتطفل على حياة الفنانين والمهدد لها، وتفرد له مساحات واسعة على صفحاتها، ويتحوّل بقدرة قادر إلى نجم، يهتم الجمهور بمعرفة تفاصيل عنه وينبري علماء النفس إلى تحليل شخصيته، وتشوبه هالة من التضخيم يختلط فيها الواقع بالخيال. ألقي القبض أخيراً على شخص يحاول الصعود إلى شقة المسماة هيفاء وهبي في وسط بيروت ، وكان حراس الأمن اشتبهوا بثلاثة رجال يحومون في تلك المنطقة، فألقوا القبض عليهم ليتبين أنهم مسلحون فيما كان أحدهم يحتفظ بشفرة حادة في فمه. لغاية الآن لا يُعرف ما إذا كان وراء محاولة الاعتداء جهة معينة أو أحد مهووسي الفنانين الذين قد يدفعون حياتهم ثمنا لحبهم لهولاء وهوسهم بهم. سبق للنجمة الجميلة أن تعرضت لاعتداء مماثل، عندما حاول أحدهم التعدي عليها أثناء توجهها إلى مبنى شركة «روتانا} في وسط بيروت، وولى هارباً بعدما قاومته. كذلك حاول آخر اقتحام شقتها في منطقة فردان ولكن حراس المبنى منعوه من ذلك. تدمير حياة كاد بعض المهووسين أن يدمروا حياة الفنانين من بينهم باسكال مشعلاني التي عانت من مهووس مصري ظل يلاحقها ثماني سنوات، وكان يأتي إلى بيروت ويقف تحت منزلها مهدداً ومتوعداً ويلاحقها أينما تذهب، ويردّد أن السبب الذي يفرقه عنها هو مدير أعمالها ملحم أبو شديد الذي أصبح زوجها ووالد ابنها الوحيد، ويدّعي بأنها تحبه لكن ملحم أبو شديد منعها من الاقتراب منه. عاشت باسكال مشعلاني أياماً صعبة قبل وضع حد لهذا المهووس وإدخاله إلى مصحّ للتأهيل العقلي. كذلك كادت إحدى المهووسات أن تهدد زواج كريم عبد العزيز، عندما ادعت ليلة زفافه بأنها حبيبته الوحيدة وأرسلت إلى زوجته رسالة تهديد بالقتل، وكاد الزواج يصل إلى نهاية مشؤومة لولا تدخل الشرطة، ليتبين بأن المهووسة بالنجم الشاب هي مدرّسة، وكانت هددته أكثر من مرة بأنها سوف تدمر حياته في حال تزوج غيرها، وقد ألقي القبض عليها وأجبرت على التعهد بعدم التعرض لكريم. عانت وفاء عامر الأمرّين من رجل ظل يطاردها حتى باب منزلها قبل أن تتزوج من المنتج محمد فوزي، وقد حاول اقتحام المنزل مرات بغية التحدث إلى وفاء، وفي النهاية ألقى رجال الأمن القبض عليه. كذلك ادعت إحدى الفتيات المهووسات بأن محمد هنيدي طلب منها الزواج عرفياً وعندما رفضته بدأ يحاربها بلقمة عيشها، الأمر الذي تبين في ما بعد عدم صحته . وبعيداً عن المهووسين الحقيقيين، قد ينشر فنانون إشاعة بأن ثمة مهووسين يلاحقونهم للدلالة على شعبيتهم واستعداد أشخاص للتضحية بحياتهم من أجل إرضائهم أو الوصول إليهم. ظاهرة مرضية تصف الدكتورة ديالا خطار (أخصائية في علم النفس) مهووسي الفنانين بأنهم أناس يحتاجون إلى العاطفة والاهتمام، لافتقادهم إليهما منذ الطفولة نتيجة حرمانهم من عاطفة الأم أو الأب، أو ربما عانوا من تفرقة بينهم وبين إخوتهم. تضيف أن هؤلاء غالبا ما يعيشون في عزلة شبه تامة، فيتعلقون برمز معروف وناجح ويصبح مع الوقت الصديق الوحيد، ويتحدثون إليه ويشكون له همومهم ثم يصدقون بالفعل أنهم قريبون منه، عندها تبدأ مرحلة التقرب منه وملاحقته من مكان إلى آخر والتصور لا شعورياً بأنه يبادلهم بردة فعل مرحبة، لكن عندما يرفضهم الفنان يصدمون ويتحولون إلى أشخاص عدوانيين ويسعون إلى رد الصاع صاعين، والانتقام سواء عن طريق التهديد بالقتل أو تشويه الوجه أو الفضيحة . في المقابل توضح خطار أن الفنان الذي يطلق إشاعة على نفسه بأن مهووساً يلاحقه، يريد في الحقيقة أن يُشعر المحيطين به بأن ثمة من يحبه لدرجة الهوس، وأن معجبيه تجاوزوا الخطوط الحمراء وأصبحوا يشكلون خطرا عليه. وكثيراً ما يصدق الفنان الكذبة ويصرح بأنه معرض للخطر وينسى أنه هو من أطلق هذه الإشاعة. تنصح الدكتورة خطار المشاهير بالحذر في تحركاتهم اليومية، لأن المهووسين الذين سيحاولون الاقتراب منهم بأي ثمن قد يفقدون السيطرة على تصرفاتهم ويصبح همهم إلحاق الضرر بالنجم الأحب إلى قلبهم، فيتحول الحب إلى حقد ورغبة عارمة في الانتقام من دون وازع أو رادع. كذلك تنصح عائلة المهووس بألا تعامله كونه مذنباً بل ضحية ومريض نفسي يجب أن يخضع للمتابعة. أخيراً تلوم خطار الفنانين الذين يلجأون إلى القضاء، فيما الأصح التقرّب من الضحية، ومن الممكن أن يتعاون الفنان مع الطبيب لإنقاذ هذه الضحية بدل أن ينال عقاباً قد يدفع حياته ثمناً له.