"المتطرف السابق" الهولندي فان دورن: حُسن معاملة المسلمين لي شرحت قلبي للإسلام قطع أرناود فان دورن، السياسي السابق من حزب الحرية الهولندي الذي يتزعمه خيرت فيلدرز المعادي للإسلام والمسلمين الشك باليقين، فقد أكد صحة خبر اعتناقه الإسلام بعد حملة تشكيك عبر وسائل إعلام رسمية واجتماعية، وكتب على صفحته في موقع تويتر تغريدة بالشهادتين وذكر أنه سيبدأ عهدا جديدا. وعمل أرنادو "47 عاما" في البرلمان الهولندي والمجلس البلدي لمدينة لاهاي ممثلا عن حزب الحرية الذي يتزعمه اليميني المتطرف خيرت فيلدرز وأعقبت تغريدات فان دورن تعليقات ومناقشات تشكك فيما ورد على صحفته على تويتر خاصة اعترافه بمواقف معادية للإسلام والهجرة على امتداد تمثيله حزب الحرية قبل أن يستقيل منه أواخر 2011، ويكوِّن الكتلة المستقلة بمدينة لاهاي والتي يمثلها الآن في المجلس البلدي. وأكد فان دورن صحة قراره اعتناق الإسلام، وأوضح أن كثيرا من الناس فاجأهم القرار لما عرفوه عنه من عداء صارخ للإسلام والمسلمين. وقال: "من يعرفني من قريب يعلم أنني منذ أكثر من سنة وأنا أقرأ وأتعمق في الإسلام من خلال الكتب والحوارات، ولكن البعيدين عني فاجأهم القرارُ طبعا؛ لذلك يحاولون التشكيك فيه". وذكر أن سبب قراره هذا أنه شخص لا يحكم على الأشياء من خلال السماع وتناقل الأقوال، لكن بتواصله مع زميل له مسلم بالمجلس البلدي وبعد طول نقاش معه وجّهه إلى مسجد السُّنة حيث وجد منهم كل اللطف وحسن المعاملة، ومن ثم اتخذ قراره بعد نقاش طويل، وهو قرارٌ خاص ولا يريد لأحد أن يناقشه فيه. وحول تحوُّله من حزب عُرف بعدائه الصريح للإسلام والمسلمين وكان أحد رموزه، أوضح قائلا: كل إنسان يمكن أن يرتكب أخطاء في حياته، لكن مع ذلك أعتبر أن كل تجربة في الحياة لها هدف، وتجربتي في حزب الحرية ربما أسهمت في اختياري الجديد. وتابع قائلا: تعلمت الكثير من هذه التجربة، وأعتقد أنها جعلتني أختار الإسلام، وهي بداية جديدة في حياتي وأسال الله أن يوفقني فيها. وقد لقي إسلام فان دورن مباشرة بعد إعلانه على تويتر ردود أفعال متباينة بين مؤيدة ومشككة ورافضة، بل وصل الأمر بالبعض إلى اعتباره "خائناً"، وبالنسبة لآخرين فقد اتخذت قرارا صحيحا. وتعليقا على ذلك, قال دورن: بالنسبة للمؤيد والرافض والمشكك أقول لهم أجمعين: هذا اختيارٌ شخصي، ولم أرد به دخول به معارك إعلامية. وقد أبدى فان دورن بآخر تغريدة على "تويتر" أسفه على بعض مشاعر العداء والكراهية التي وجهها له بعض المتابعين لصفحته، وكتب يقول: من المؤسف أن تصدر كل هذه التعليقات النابعة من كراهية وازدراء وجهل. وشكر المؤيدين قائلا: شكراً لكل من ساندني على هذا الدعم المعنوي وعلى ردود الفعل الإيجابية. وقد أعلن فان إسلامه في مسجد "السُّنة" المحسوب على التيار السلفي في لاهاي، وكان هدفاً لحزب الحرية وزعيمه المتطرف من خلال المطالبة بغلقه واتهام إمامه السابق "فواز جنيد" بأنه معادٍ لقيم هولندية، وطالب بطرده من هولندا. وفي حديث مع الشيخ أبي إسماعيل أحد المشرفين على إسلام فان دورن، أوضح قائلا: أبواب مسجدنا مفتوحة كالعادة له ولغيره. وأكد أبو إسماعيل أن فان دورن نطق الشهادتين لديهم في المسجد، وذكر أن قراره بالفعل اتخذه بعد بحث عميق ونقاش طويل.