حي داقار في الجزائر الوسطى 230 عائلة تعيش في أقبية مظلمة رغم عملية الترحيل الواسعة التي عرفتها الجزائر خلال السنوات الأخيرة إلا أن مئات العائلات لازالت تعيش أوضاعا كارثية ومزرية للغاية داخل أقبية مظلمة ولم تبرح مكانها لحد الساعة على غرار حي عبد العالي بطوش "داقار"، محمد الخامس، كريم بلقاسم وحي المسبلين، حيث اتخذتها هذه الأخيرة مساكنا لها بعد أزمة السكن الخانقة التي عرفتها الجزائر بعد العشرية السوداء ولم تجد مأوى لها سوى اللجوء إليها عوض التشرد في الشوارع الأمر الذي انعكس سلبا سواء على الحالة الصحية أو النفسية لمعظم القاطنين بالأحياء المذكورة. حسب معلومات مستقاة من مصادر مطلعة فإن عدد هذه الأقبية يصل إلى 230 قبوا والمواطن المحظوظ من تحصل على أكثر من قبو أما من لم يوفق في الحظي بواحد فهو من تتضاعف معاناته في العيش بين أربعة جدران غير مهواة بمساحة لاتتجاوز 2م 16 تتاكلها الرطوبة بما في ذلك من الأسقف والأرضية وباعتبار أن هذه المساكن في فراغات صحية أصلا فهي تضم بين جدرانها أنابيب الصرف الصحي التي إذا حدث بها عطبا خلل أغرقت هؤلاء السكان في فيضانات من المياه القذرة إلى حين تصليحها والتي لا تتم غالبا إلا بعد عدة أيام. ولدى تنقل "أخبار اليوم" إلى الحي بعد اتصال هؤلاء حيث دخلت هذه الأقبية ووقفت على واقع مر وعصيب ومدى حجم المعاناة التي يعيشها المواطنون داخل أقبية مظلمة حولوها إلى مساكن لا يستنشقون فيها إلا الرطوبة العالية والروائح الكريهة داخل وسط يفتقر إلى التهوية ولأدنى متطلبات العيش الكريم وهي الأسباب التي جعلت السكان يصابون بأمراض مزمنة ومختلفة، كالربو و الحساسية المفرطة، وأمراض أخرى على غرار حالة إحدى المواطنات والتي تقطن بفراغ صحي واحد والتي على إثره تدهورت حالتها الصحية أين استدعت ترددها على المستشفى من حين لآخر وبعد الفحوصات والتحليل توصل الطبيب المعالج أنها مصابة بخلل في الجهاز التنفسي نظرا لوجود تعفن على مستوى الحنجرة نتيجة الرطوبة العالية في ذلك الجحر، الذي تعيش فيه على غرار غياب التهيئة مما زاد حالتها تدهورا أما الدواء فلا دواء لهذا المرض والعلاج الوحيد الذي أمر به الطبيب حسب السيد محمد بشير هو أن تغادر المكان الذي تعيش فيه إلى مكان آخر تتوفر فيه الشروط الصحية ووسائل الراحة وإلا ستصل حالتها إلى مرحلة الخطر أين تفقد معها حياتها نتيجة عدم تمكن الأطباء من السيطرة على النوبات التي قد تتعرض لها، وحسب زوج هذه السيدة انه بالرغم من اتصاله في العديد من المناسبات بالسلطات المحلية للنظر في قضيته إلا انه لم يتلقى أي رد شاف لتبقى هذه السيدة تصارع المرض في صمت في ظل غياب التكفل من طرف المسؤولين بحل مشكل هذه العائلة وغيرها من العائلات التي تواجه نفس المصير وأمام هذه الوضعية الحرجة التي تتخبط فيها العائلات ، ناشد سكان الأقبية بالأحياء المذكورة المتواجدة ببلدية الجزائر الوسطى خصوصا حي عبد العالي بطوش السلطات المحلية والولائية النظر في قضيتهم خاصة وان الأمراض تفتك بالعديد من العائلات من جهتنا حاولنا الاتصال بمصالح البلدية لأخذ توضيحات بشان تلك العائلات إلا أننا لم نتمكن من ذلك بحجة أن رئيس البلدية في اجتماع.