تعيش أكثر من 200 عائلة بحي الصومام بباب الزوار في ظروف جد مزرية في أقبية العمارات، بين المياه القذرة والجرذان وأمراض الحساسية. في حين تتقاذفهم مصالح البلدية وديوان الترقية دون أن تسوي مشاكلهم.وقد اضطرت العائلات المقيمة في حي الصومام، إلى تحويل الأقبية إلى غرف نتيجة الضيق وكثرة أفرادها وهو الأمر الذي جعلهم يتحملون العيش وسط المياه القذرة والجرذان وقد طالبت ذات العائلات بمنحها سكنات لائقة في الوقت الذي شرعت فيه ولاية الجزائر في تسليم سكنات العائلات المحتاجة. وحسب ممثلي الحي، فإن هذه العائلات لها حق الأولوية في الحصول على سكنات لائقة. وفي هذا الصدد يقول حسين وهو احد السكان المقيمين بقبو في العمارة رقم ,3 أن ضيق المساكن وكثرة أفراد العائلة اضطره إلى تحويل القبو إلى سكن وهو يضطر في كل مرة إلى تفريغه من مياه الأمطار في موسم الشتاء أو المياه القذرة باستعمال وسائل بدائية دون أن تتدخل مصالح البلدية او ديوان الترقية العقارية التي تملك السكنات. ويضيف انه يعيش في القبو ''مضطرا''، حيث يعمد كل ثلاثة أيام إلى تنظيف القبو او تدعيم بعض الجدران بالأجر والاسمنت علها تصمد أمام التسربات الكثيرة للمياه القذرة. ونفس الظروف يعيشها سكان العمارة الثالثة، إذ يقول أحد أفرادها إن قنوات المياه القذرة تحولت إلى ديكور لا يستغنى عنه في تزيين البيوت، فهم مضطرون إلى الاستماع إلى فسنفونية'' المياه المتسربة التي توقظهم في كل وقت ليلا ونهارا، فقد حدث أن انفجرت القناة الرئيسية للصرف الصحي على الساعة الثانية ليلا فأعلنت حالة الطوارئ من أجل تصريف المياه القذرة دون أن تتدخل البلدية- بحسب تعبير السكان- كما يعيش هؤلاء وسط اختناق لا يطاق نظرا لعدم وجود نوافذ للتهوية، حيث الرطوبة تصل إلى مستويات عالية، علاوة عن أنهم تدبروا امرهم من اجل تقسيم الأقبية إلى غرف لائقة. ويشدد المقيمون في الأقبية بحي الصومام على أن مصالح البلدية تكتفي بالتسويف والوعود بدراسة وضعيتهم أو ترحيلهم إلى سكنات لائقة. أما مصالح ديوان الترقية العقارية بالدار البيضاء فهي تعتبرهم سكان غير شرعيين وتوجههم إلى مصالح البلدية قصد إدراجهم في السكنات الاجتماعية. وعن هذا التقاذف بين الإدارات، يقول رئيس جمعية الحي إنه وصل حتى إلى رئاسة الجمهورية وقدم لها ملفا ضخما عن الوضعية المأساوية التي تعيشها ما يفوق 200 عائلة ووعدت بدراستها كما ردت رئاسة الجمهورية على طلب إحدى العائلات بتوجيهها إلى البلدية. من جانب آخر، وجدنا العديد من أفراد العائلات تقوم بإصلاح الأقبية بتفريغها من المياه القذرة أو التفكير في الخطوات التي يتوجب عليهم اتخاذها من اجل إشعار سلطات البلدية بحالتهم، إما بالاعتصام أمام مقر البلدية وديوان الترقية أو الاستنجاد برئاسة الجمهورية التي من شأنها، بحسب قول أعضاء من جمعية الحي، إخراجهم من تحت الأرض.