لا زالت أزيد من 50 عائلة بحي ديار العافية ببلدية القبة، تعيش حياة مزرية داخل أقبية العمارات منذ سنوات عدة، إلا أنها لم تستفد لحد الساعة من عمليات إعادة الإسكان التي استفادت منها العديد من العائلات على مراحل، حيث أكدت العائلات المعنية أنهم قاموا بمراسلة السلطات المحلية في العديد من المرات وتنقلوا إلى البلدية، إلا أنهم يتلقون في كل مرة وعود لم تجسد لحد الساعة على أرض الواقع لأسباب تبقى –حسبهم- مجهولة. قمنا بزيارة هذه العائلات التي استقبلتنا ببيوتها المتواضعة للوقوف عند حجم معاناتهم الحقيقية التي يتخبطون فيها عن كثب، هي وضعية وصفوها بالمزرية تعيشها عائلات منذ أزيد من 10 سنوات، حيث قال أحد السكان "نحن نعيش حياة الجرذان ولسنا مصنفين ضمن خانة البشر" ليضيف آخر "سئمنا من هذا الوضع، أولادنا باتوا شباب ونحن لا نزال بهذا القبو" هي عبارات صادفتنا عند زيارتنا للمكان، وأخذنا الفضول لإلقاء نظرة على حياة العائلات التي تتخذ من أقبية عمارات حي ديار العافية مأوى لها، تنعدم بها أبسط شروط الحياة الكريمة. وقال شاب في مقتبل العمر يقطن رفقة شقيقته ووالدته وزوج والدته في قبو عمارة منذ 12 سنة، أنهم يعيشون في غرفة واحدة، تنعدم بها أبسط شروط الحياة الكريمة، الشقة ككل هي غرفة واحدة تنعدم بها التهوية لعدم وجود شبابيك ما أدى إلى ارتفاع نسبة الرطوبة، وقالت والدته أنها اضطرت لاستعمال أسفل الدرج كمطبخ، وأضافت أن الحياة بهذا المكان لا تطاق وأشبه بالجحيم خاصة مع تساقط قطرات من الماء من الأسقف التي باتت آيلة للانهيار، وقالت إحدى العائلات أنها تعيش حياة المذلة والمهانة والبؤس في أقبية لا تصلح حتى لعيش الجرذان في حد ذاتها، فكيف لعاقل بشري أن يقضي فيها سنوات حياته، ليقوم بفتح باب قبوه أين صدمنا للحالة الكارثية التي يعيشون فيها، أولها الرائحة الكريهة التي تنبعث من المكان بسبب الرطوبة العالية، وكذا تسربات للمياه القذرة من قنوات الصرف الصحي، مما أدى إلى انتشار مختلف الحشرات، خاصة في ظل انعدام التهوية داخل القبو، والأكثر من هذا كله يقول محدثنا السيد أن المكان يعج بالجرذان التي تقتسم معهم المكان، وتشكل خطرا كبيرا على حياتهم وبالخصوص على أطفالهم.