انتقد عائلته والمخابرات.. العاهل الأردني: "لن تبقى أيّ ملكيات عربية مستقبلا" تعهّد العاهل الأردني الملك عبد اللّه الثاني في حديث صحفي جريء وغير مسبوق أثار عاصفة من الجدل في الأردن بأن تتطوّر (المؤسسة الملكية) في بلاده، وبأن لا يكون يوما في موقع الرئيس السوري بشار الأسد حاليا. حفلت مواقع التواصل الاجتماعي المؤيّدة للحراك الشعبي في الأردن بنشر موسَّع لمضامين خطاب الملك الصريح، مع تأييد واسع للرؤية النقدية التي تقدّم بها الملك في الحديث. ووفقا للترجمة الحرفية التي قدّمها الكاتب الصحفي داوود كتاب ونقلتها (القدس العربي) أمس الثلاثاء، فقد سُجل هذا الحديث مؤخّرا مع العاهل الأردني من قِبل الصحفي الأمريكي الشهير جيف جولدنبرغ وسينشر لاحقا في مجلّة (أتلانتك). ولم يصدر تعليقٌ رسمي من الديوان الملكي على هذا الحديث الذي تضمَّن تشخيصا لبعض زعماء المنطقة ونقدا حادّا لقادة عشائر ولجهاز المخابرات في الأردن. وأهمّ من جاء في ترجمة الكتاب التي نشرتها (إلكترونية عمان) توبيخ الملك لبعض الأعضاء في العائلة المالكة وتأكيده بأن بعض أطراف العائلة المالكة لا يفهمون ما الذي جرى بعد التحول في العالم والربيع العربي متوقّعا أن لا يبقى أيّ ملك أو ملكيات مستقبلا. وقال الملك: (عائلتي لم تفهم الأمور بعد)، وأضاف: (انظر إلى بعض إخوتي، هم يعتقدون أنهم أمراء وكذلك بعض أبناء عمومتي.. يا للهول). ووصف العاهل الأردني الرئيس المصري محمد مرسي بأنه (يخلو من العمق) ورئيس الوزراء التركي آردوغان بأنه (مستعجل وينزل من الحافلة فقط عند المحطة التي يريدها). ووصف العاهل كذلك الرئيس بشار الأسد بأنه (منغلق تماما)، مستذكرا كيف فشل في إدراك معنى عبارة باللّغة الإنجليزية تعني (تعب السفر) خلال لقاء في الكواليس على هامش إحدى القمم العربية. وقال الملك إنه مستعدٌّ لمعاقبة ولده لو تجاوز القانون أو أخطأ، مشيرا إلى أنه منع أفراد العائلة المالكة من وضع الأضواء الصفراء على مواكبهم ويحاول إجبارهم على عدم قطع الإشارة الحمراء. وانتقد الملك أيضا من أسماهم ب (الديناصورات) من قادة بعض العشائر المتحالفين مع المؤسسة الأمنية والتيار المحافظ، وقال: (هؤلاء يصوِّتون لمرشّحي العشيرة فقط). وكشف الملك أنه لم يكن يتوقّع نفوذ النخب المحافظة في مؤسسة المخابرات في بلاده متّهما المؤسسة الأمنية وتحالفا من المحافظين بالعمل على استهداف تمثيل المكوّن الفلسطيني في مملكته والعمل على تحجيمه وتقليصه. ولم تعرف بعد ظروف تسجيل هذه المقابلة النّارية والساخنة والنّادرة حسب مراقبين، لكن الملك كشف فيها أيضا أنه عرض على الرئيس بشار الأسد وعائلته اللّجوء السياسي وتوفير الحماية لهم في عمان وقال: (لقد رفضوا وطلبوا منّي الاهتمام بشؤوني)، وشدَّد على أن الملكية في الأردن ستتغيّر، معتبرا أنه سيدير ملكية دستورية ديمقراطية ولن يسمح لنفسه بأن يجلس في موقع بشار الأسد اليوم، كما اعتبر أن إيقاف مدِّ الإسلاميين هي المعركة الأهمّ للأردن، واصفا الإخوان المسلمين بأنهم (ذئب في ثوب حمل وماسونيون وغير ديمقراطيين). كما تضمَّن الحديث سخرية من الدبلوماسيين الأمريكيين (الساذجين في بعض الأحيان). واعتبر الملك أنه لم يكن مدركا في البداية لحجم نفوذ المحافظين في دائرة المخابرات العامّة في بلاده، معتبرا أن إدارة المخابرات في الماضي هم السبب في تأخير الإصلاح لأنهم يتقدّمون خطوة ويتراجعون أكثر. وقال الملك إنه سيعاقب أيّ أمير يتورّط في الفساد قائلا: (لا يوجد أحدٌ في العائلة المالكة لا يمكن استبداله، والربيع العربي يطرح السؤال: أين ستكون الملكيات بعد 50 عاما؟).