بالتواطؤ مع ذوي المال سيدات يتاجرن بأجساد المراهقات أخذت ظاهرة المتاجرة بالفتيات خلال السنوات الأخيرة تفاقما والمساهم في هذه التجارة الرخيصة حسب مصادر أمنية هن نساء يتكفلن بإغراء فتيات مراهقات بمستقبل وردي وإدخالهن إلى عالم مجهول وجرهن إلى مالا يحمد عقباه. هذا ما يحدث للكثير من الفتيات المتهورات اللواتي يتركن البيت العائلي بذريعة (سوء المعاملة) التي يتلقينها، ويهربن إلى الشارع دون اكتراث بمصيرهن، حيث عادة ما تنهشهن الذئاب البشرية دون رحمة. وعادة ما تلتقي الفتاة المستهترة الهاربة من البيت العائلي إلى الشارع، بامرأة لعوب تتقرب منها، فتحسب أنها (صديقة) لها وتدعي محبتها ثم توصلها بذلك إلى طريق الرذيلة والدعارة، وهو الأمر الذي أصبح شائعا في العديد من مدن الوطن بل أصبح يشكل طابوها في كل مكان وزمان. والغريب في الأمر أن من يساند الرجل لإغراء الفتيات هن نسوة وعجائز وكل ذلك في سبيل كسب أكبر قدر من الأموال. وقد شهدت السنوات الأخيرة العديد من هذه الحالات تعرضت فيها فتيات لهذا النوع من الإغراء، حيث قصت علينا فيروز ذات الرابعة والعشرين ربيعا والتي أنهت دراستها منذ ثلاث سنوات، فبعدما حصلت على عمل باتت إحدى الموظفات في العقد الخامس من عمرها تتبعها وتطاردها في كل مكان وتحاول في كل مرة أن تجد حجة للتكلم معها في موضوع ما، وبما أن فيروز فتاة فائقة الجمال وخلوقة فقد جعلت الموظفة تنبهر بها هي وكل عمال المؤسسة، وكانت حيلة هذه المرأة في جلب الفتيات إليها هي محاولة استلاف النقود من كل واحدة تُعجب بها وتتحجج لها في كل مرة بظروف قاهرة، وهو ما حدث مع فيروز التي طلبت منها مبلغ 500 دينار لعلاج مرض الربو، وأشفقت عليها وأمهلتها فترة على أساس أن تعيده لها عند دخول الشهر المقبل عندما تتحصل على مرتبها. وعند حلول الشهر أخذت تتحجج لها بعدم امتلاكه وطلبت منها أن تصبر عليها في الشهر الموالي والحال ذاته حصل في الشهر الذي بعده، وأخذت بذلك تتلاعب بها من حين لآخر لتكون على دوام الاتصال معها إلى أن انكشفت حقيقة ما توده منها، حيث كانت تؤكد لها في كل مرة أنها فتاة جميلة وكيف لها البقاء للعمل عند أشخاص لا يقدِّرونها وأخذت تطلب منها الخروج مع ذلك المسؤول وذاك المستشار والذين كانت تتفق معهم مسبقا، مؤكدة لها أن الكل بالمؤسسة معجب بها وينتظرون إشارة منها وعندما لم توافق فيروز على طلبها متحججة بخطوبتها أخبرتها بأن خطيبها لن يكون على علم بما تفعله فلا تفوّت الفرصة مادام الكل معجباً بها وسيصرف الكثير من الأموال عليها وعلى جمالها لكن كان كل ذلك من أجل مبلغ معين من المال مقابل (خدماتها). وقد انكشف أمر هذه الموظفة بعد أن قام بعض الناس بمصارحة فيروز بحقيقة الأمر، مؤكدين لها أن هذه المرأة تدعي صحبتها فقط لإغرائها لتضعها في أحضان رجل تستفيد هي بالمبلغ المقدم لها أمام ما قامت به من عمل لتنفيذ عمليتها الدنيئة، واتضح لها أن ذلك من خلال ما أخبروها به أنها كانت مجرد وسيلة ولولا ستر الله لوقعت فيروز في المحظور.