قبل سبعة أيام من نهائي كاس الجزائر تاريخ اتحاد الجزائر (الجزء الاول) بعد أن تعرفنا في الأعداد الأربعة الأخيرة عن قصة فريق أهدى أول كاس قارية للجزائر وهو مولودية العاصمة، بداية من عدد اليوم سنقدم لكم قصة فريق اتحاد العاصمة، الفريق المقبل على خوض المباراة النهائية رقم 17 في تاريخه، فاز بسبعة كؤوس وخسر تسعة كؤوس، أربعة منها أمام منافسه في الفاتح ماي المقبل ونعني به فريق المولودية. إعداد: بن عبد القادر لكن قبل أن نتعرف عن كيفية انتزاع اتحاد العاصمة أو فريق " سوسطارة " كما يحلو لعشاقه مناداته على أول لقب وطني بعد الاستقلال، سنعود بكم إلى مسيرة هذا الفريق الكبير صاحب الرقم القياسي في بلوغه نهائيات كاس الجزائر، كيف تأسس واهم انجازاته إبان الاحتلال الفرنسي، كما ستنفرد الشباك ولأول مرة بنشر اسماء جميع اللاعبين الذين قدموا أنفسهم فداءا للوطن إبان الثورة التحريرية المجيدة. تأسيس فريق الاتحاد يعود تأسيس فريق اتحاد العاصمة إلى تاريخ الخامس جويلية من عام 1973، وهي الذكرى التي صادفت المئوية وسبع سنوات على احتلال الجزائر من طرف الجيش الفرنسي الغاشم للجزائر، وهو اليوم الذي رفع فيه الظلم على الشعب الجزائري عام 1962، وبما أن هذا التاريخ يعد من بين أغلى تواريخ الجزائر، يعد كذلك من أغلى تاريخ فريق الاتحاد كونه تأسس في الخامس من شهر جويلية، ففي كل سنة يحتفل فيها الشعب الجزائري بالاستقلال الوطني, يحتفل إتحاد العاصمة وأنصاره بذكرى تأسيسه المصادفة ليوم 5 جويلية 1937, ففي هذا اليوم قررة مجموعة من الأصدقاء بلورة فكرة إنشاء نادي رياضي إسلامي إلى جانب "العميد مولودية العاصمة في القصبة. ووقع الاختيار على اسم الإتحاد الرياضي الإسلامي للجزائر. وقد جرت الاجتماعات الأولي لتأسيس الفريق في مقهى بن كانون بقلب حي القصة العتيق. فكرة تأسيس فريق الاتحاد عن كيفية إنشاء اتحاد العاصمة يقول احد أعمدة مسيري الفريق وهو الحاج كما رحمه الله في احدى شهاداته النادرة لصحيفة المجاهد الصادرة عقب تتويج الفريق باللقب الوطني عام 1963 " فكرة إنشاء الفريق بدأت في شهر ماي 1937, عندما تم تحويل أحد الفرق الأحياء (نادي حي سالوست لرياضي) إلى نادي الاتحاد. كان الحاج كما, حسب شهادته, إلى جانب كل من لحمر علي, المدعو زياد, ومرزاق مداد, والكل كان مستعدا لتجسيد الفكرة. إستغل الحاج كما صداقة جازولي, أحد مسيري مولودية الجزائر, لإنجاز القوانين الأساسية لاتحاد العاصمة, بحكم تجربة جازولي في الشؤون القانونية لإنشاء الجمعيات, وتم تقديم ملف الفريق إلى الولاية تحت رقم 1687 مباشرة بعد الإنتهاء من الإجراءات التأسيسية, في البداية رفض الوالي المستعمر كلمة "الإسلامي" في البداية, لكنه قبل للأمر الواقع في الأخير, ومنح الاعتماد في 5 جويلية 1937, وكان مقر النادي بشارع ديفان سابقا (خلف مسجد كنشاوة). وتدعم مكتب الفريق بعدة أسماء على غراز عمراني, حامز, لكحل, باسطا, زناتي, شريفي, في حين ان أول رئيس شرفي هو مرزاق مداد صاحب مقهى الرياضيات المرحوم امحمد العنقا دعم الفريق بالمال فور حصول اتحاد العاصمة على الموافقة بتاسسه، انخرط في البطولة ضمن الدرجة الثالثة، وذلك في خريف 1937، وقد قدم فيه لابوا الاتحاد لمحات كروية رائعة أذهلت حتى الفرنسيين أنفسهم، الذين كانوا منشغلين في تلك السنة بكاس العالم التي أقيمت ببلدهم فرنسا. بعد الذي فعله لاعبوا الاتحاد وتمكنهم من الارتقاء إلى الدرجة الثانية بجدارة واستحقاق , أبدى في صائفة عام 1938 عدد كبير من اللاعبين نيتهم في الالتحاق بالفريق, لكن القانون المسير للبطولة أنذالك لم يكن يسمح بذالك, حيث كان يفرض عليهم إمضاء إجازة من درجة ثانية لا تسمح لهم بالمشاركة في البطولة الرسمية. أما العائق الثاني الذي كان يعرقل الإتحاد فهو عدم امتلاكه ملعبا, حيث أن الفيدرالية الجزائرية الفرنسية كانت ترفض على الأندية إمضاء عقد لا تقل مدته عن خمس سنوات مع إدارت بعض الملاعب, وهذا حتى تتمكن من الدخول في المنافسة, ورغم الضائقة المالية, إلا أن إدارة الإتحاد إتصلت بفريق أولمبيك بوانت بيسكاد (رئيس حميدو حاليا ) وتعاقدت معه لاستغلال الملعب مقابل 5000 فرنك سنويا. هذا المبلغ كان يغطيه بعض محبي الفريق وعلى رأسهم الحاج محمد العنقى الذي قدم مداخيل عدة حفلات أحياها لصالح الإتحاد. الاتحاد قبل الحرب العالمية الثانية انهت تشكيلة الإتحاد البطولة الأولى في المركز الثالث, وهي بداية اعتبرت موفقة بالنسبة لفريق حديث النشاة. وباندلاع الحرب العالمية الثانية توقفت المنافسة, ونظمت بطولة غير رسمية تضم فوجين, ولعب الاتحاد في مجموعة قوية تضم غاليا سبور الجزائر فريق اليهود, الجامعة , سانت أوجين, مولودية الجزائر وعدة فرق اخرى. وتواصلت المنافسة على مدى ثلاث سنوات وظهر خلالها عدة نجوم من الإتحاد كالحارسين عبد الرحمان إبرير (حارس فريق جبهة التحرير الوطني), حسن زيتوني, رابح بدران, رابح زواوي, واسماعيل محمودي عام 1943 أول صعود... 1951 أول بطولة في موسم 1942/1943 تحول مقر الفريق إلى شارع ليون, ليفتح المجال إلى بداية نشاط فروع رياضية اخرى, كالملاكمة, كرة السلة والدراجات, وكان كل من عبد الحميد عمراني وشرشاوي مسؤولي الفروع الثلاث على التوالي, وكانت العودة الرسمية للمنافسة عام 1942 وأثمرت مجهودات الفريق بالصعود في الموسم الموالي إلى القسم الثاني بقيادة مصطفى الكمال الذي كان لاعبا ومدربا في نفس الوقت. وفي عام 1951 صعد الفريق إلى القسم الأول مع الإخوة عزوز, ربيع, عبد الكريم (كريمو), شابري وبن حايك, وفي نفس الموسم توج الإتحاد بأول بطولة للجزائر متفوقا على العديد من الفرق القوية كالاتحاد الرياضي البليدي ومديوني وهران وشباب قسنطينة ومولودية العاصمة وفرق الكولون وفي مقدمته هذه الفرق نادي الغاليا والجامعة. تتويج الاتحاد بلقب البطولة الجزائرية اتهله لتمثيل الجزائر في كاس شمال إفريقيا، لكنه أقصي في الدور الثاني، على يد الوداد البيضاوي المغربي الذي انتزع تاج تلك السنة بتغلبه على النادي الاتحاد الرياضي التونسي الذي كمان يتشكل من لاعبين جلهم فرنسيين. التتويج الذي تحول إلى نقمة على الفريق تتويج فريق الاتحاد بلقب البطولة الجزائرية لعام 1951، كان نقمة عليه بإقدام الفيدرالية الجزائرية الفرنسية بمنع نجوم الفريق تجديد عقودهم، الأمر الذي اثر على مسيرة الاتحاد، كان سببا في إخفاقه بالفوز بثاني لقب جزائري إلى غاية صدور بيان جبهة التحرير الوطني بتجميد جميع النشاطات الرياضية عام 1957، وهو مادفع بالعديد من لاعبي الفريق بالالتحاق بإخوانهم المجاهدين من اجل رفع الراية الوطنية وطرد المستعمر الفرنسي الغاشم من بلادنا. الاتحاد ونداء جبهة التحرير الوطني أثبتت مدرسة اتحاد العاصمة خلال الفترة الإستعمارية على أهدافها ،الرياضية من جهة, ودورها في الحركة الوطنية المواجهة للإستعمار من جهة اخرى فمنذ سنة 1955 لما كانت الثورة الجزائرية في أوج نشاطها, استعد رئيس الفريق علي شرفي بعض اللاعبين الشباب ومن بينهم محمد خلدود, مصطفى بوديسة وحميد بن كانون, لحيثهم على مجابهة المستعمر بكل شجاعة والاستجابة لنداء جبهة التحرير الوطني، وفي نهاية نفس السنة أمر جيش التحرير الوطني كل الأندية المسلمة بالتوقف عن النشاطات الرياضية وهو ما استجاب له نادي اتحاد العاصمة. شهداء الاتحاد سقط في ميدان الشرف عدة شهداء من ابناء الفريق, وتعدى عددهم حسب شهادات حية الأربعين, ومن بينهم لحمر المدعو زياد, واقنوتي, دوادح, حلامي,لوشال, سلامة, لونس, ديمانة, ميكيرى, بلكراوي, مايدي, بوصورة وعلي باسط، رحم الله جميع شهدائنا الأبرار. ... يتبع