تستنشق روائح كريهة بواد السمار 250 عائلة معرضة لكارثة وبائية لازالت 250 عائلة مقيمة بسكنات فوضوية تفتقر إلى أبسط متطلبات الحياة الكريمة، وما زاد من تفاقم وضعها الروائح الكريهة المنبعثة من مفرغة واد السمار التي تسببت في إصابة السكان بالعديد من الأمراض المزمنة على غرار صعوبة التنفس والربو وغيرها من الأمراض الخطيرة، الأمر الذي بات يشكل هاجسا للصحة العمومية. ومازاد من تفاقم الوضع هو الانتشار المذهل للمزابل والنفايات التي زحفت نحو الحي بشكل رهيب وصارت تحاصرهم من كل الاتجاهات، هذارغم إطلاق مئات الشكاوي والنداءات للمسؤولين للتدخل واحتواء المشكل والقضاء على هذه النقطة السوداء قبل وقوع مالا يحمد عقباه وحدوث كارثة صحية وبائية يذهب ضحيتها مواطنون أبرياء لاذنب لهم، إلا أنهم كانوا ضحية أزمة السكن والهروب من مجازر الإرهاب، كما تسبب الوضع المتردي في تعرض معظم السكان إلى تعقيدات صحية لا أول لها ولا آخر لاسيما ماتعلق بصعوبة التنفس والاختناقات المتتالية والتي مست الأطفال خاصة والتي تستدعي نقلهم في كل مرة إلى مستشفى زميرلي بالحراش. وتكابد العائلات القاطنة بالقرب من المفرغة العمومية وضعا عصيبا وقاسيا في سكنات لا تصلح لآدميين بسبب تدهورها وقدمها وافتقارها إلى أدنى الضروريات، وقد عبر بعض المواطنين ل (أخبار اليوم) عن مدى استيائهم من الوضع المأساوي والبدائي الذي يعيشونه منذ التسعينيات دون تدخل السلطات المعنية، كما أضاف محدثونا في ذات السياق عن سياسة اللامبالاة والتغاضي عن حجم المشكل القائم التي تتخبط فيه عشرات العائلات، غير مبالين بما تلحقه تلك النفايات من أضرار بهؤلاء السكان الذي فرضت عليهم الظروف البقاء تحت رحمة المزابل دون أي التفاتة تذكر أو تدخل من البلدية لإزالة الروائح الكريهة التي تسد الأنفاس، كما كانت في وقت مضى تقوم بعملية الرش للتقليل من ضرر الحشرات الضارة التي تعرف انتشارا بالمنطقة، خصوصا وأنهم يقيمون بالقرب من مفرغة واد السمار التي تضاعفت في تعفنها وروائحها الكريهة المنتشرة بسبب تأخر دخول شاحنات رش المبيدات إن لم نقل تكاد تنعدم في الوقت الحالي على الأقل مما ساهم بشكل كبير في تلوث المحيط وأدى إلى انتشار الحشرات بكل أنواعها خصوصا القوارض المتواجدة بشكل ملفت للانتباه مما حوّل حياة السكان إلى جحيم وكابوس أسود حرمهم من النوم والراحة، خوفا على أنفسهم وأطفالهم من لسعات العقارب والحشرات الضارة. وأضاف ذات المتحدث أنهم يتقاسمون المكان مع الجرذان والفئران التي تتغذى بكل أنواع المزابل، مما يشكل خطرا على صحتهم في حال تعرضهم للسعات الحشرات والحيوانات الضارة، وأمام هذه الأوضاع المزرية تطالب العائلات بترحيلها في أقرب الآجال قبل وقوع ما لا يحمد عقباه وتتسبب تلك الروائح والأوساخ في كارثة وبائية تعرض هؤلاء إلى أمراض خطيرة.