كشف مصدر أمريكي عن وجود معلومات لدى واشنطن تؤكد بأن النظام السوري يقوم بتجهيز ومزج مركبات كيماوية تدخل في إعداد غاز »السارين« القاتل، من أجل استخدامه ضد المعارضة المسلحة في البلاد. نقلت قناة »سي إن إن« الأمريكية، أمس، عن المصدر الذي لم يذكر اسمه، قوله إن الولاياتالمتحدة تمكنت خلال الأيام الماضية عبر جهات مختلفة من جمع معلومات تشير إلى هذا التوجه، دون أن يوضح كيفية التوصل إلى هذا الاستنتاج، وأضاف المصدر أن الغاز مخصص على الأرجح للاستخدام في قذائف المدفعية، معتبرا أن التحركات الحالية التي جرى رصدها تتجاوز عمليات النقل التي أقدمت عليها السلطات السورية عدة مرات في الفترة الماضية. إلى ذلك، قالت صحيفة »يديعوت أحرونوت« الإسرائيلية، إن جهات أمنية غربية كشفت بأن إسرائيل قد طلبت خلال الشهرين الأخيرين مرتين تصريحا من الأردن لضرب مخازن الأسلحة الكيماوية السورية، ونقلت الصحيفة العبرية عن مجلة »أتلانتيك« الأمريكية، قولها إن مصادر استخباراتية إسرائيلية أكدت بأن مبعوثا من الموساد الإسرائيلي قد توجه بهذا الطلب إلى الأردن، إلا أن الأخير رفض إعطاء تل أبيب تصريح من هذا النوع حتى هذه اللحظة. وأشارت المجلة الأمريكية، إلى أن إسرائيل يمكنها تنفيذ ضربة من هذا النوع دون تصريح الأردن، كما فعلت عندما ضربت المفاعل النووي فى دير الزور، إلا أنها قلقة من تداعيات مثل هذه الضربة على الأردن فى ظل تصاعد قوة الإسلاميين فيها كما هو تأثير الربيع العربي. وقالت المجلة الأمريكية إن طائرات إسرائيلية بدون طيار وطائرة أمريكية بدون طيار، تقوم بطلعات استطلاع في منطقة الحدود الأردنية السورية، لاستكشاف المخازن الكيماوية السورية غير البعيدة عن المنطقة الحدودية، وأوضحت »أتلانتيك« أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان قد عيّن رجل موساد مبعوثا خاصا للأردن، وأن إسرائيل كانت تريد توجيه ضربة عاجلة، إلا أنها تلقت معلومات أن التوقيت قد يكون غير مناسب للأردن. وكان وزير الخارجية الأردني ناصر جودة، اعتبر بأن استخدام الأسلحة الكيماوية في النزاع القائم في سوريا سيغير المعطيات ومن شأنه أن يؤدي إلى تدخّل دولي، وقال جودة أمس الأول إن استخدام أسلحة كيمياوية سيغير المعطيات، وأن النظام السوري يعرف جيدا أن المجتمع الدولي لن قيبل باستخدام هذه الأسلحة من طرف القوات الحكومية أو المعارضة. يشار أيضا أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون أكدت أمس، أقوال الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأن استعمال السلاح الكيماوي من قبل الأسد هو خط أحمر. من جهة أخرى، قال دبلوماسيون إن وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي وافقوا على الأرجح أمس، على إرسال صواريخ »باتريوت« لتعزيز الدفاعات التركية المضادة للطائرات وتهدئة مخاوف تركيا من أنها قد تتعرض لهجوم صاروخي ربما تستخدم فيه أسلحة كيماوية. وطلبت تركيا الشهر الماضي من الحلف إرسال لصواريخ المذكورة التي يمكن استخدامها لاعتراض الصواريخ والطائرات وذلك بعد أسابيع من المحادثات مع الحلفاء بشان كيفية تعزيز الأمن على حدودها الممتدة لمسافة 900 كيلومتر مع سوريا التي تعرف صراعا داميا دخل شهره العشرين. على صعيد آخر، ناقش نائب وزير الخارجية الروسي مبعوث الرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف وسفير الولاياتالمتحدة في روسيا مايكل ماكفول، أمس، الوضع في سوريا، حيث جاء ذلك في بيان لوزارة الخارجية الروسية، وقد أفادت الأخيرة أنّ الطرفين ناقشا خلال اللّقاء المسائل الملّحة على الأجندة الدولية الخاصة بسوريا والوضع في التسوية الشرق أوسطية. جدير بالذكر أنّ تقارير إعلامية نقلت عن مصادر دبلوماسية قولها الاثنين، إن جهاد مقدسي المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية انشق عن حكومة الرئيس بشار الأسد وغادر البلاد متّجها نحو العاصمة البريطانية لندن.