بفضل أسعارها المنخفضة الأحذية الصينية تغري الجزائريين اكتسحت المنتجات الصينية الأسواق الجزائرية خلال الآونة الأخيرة، حيث لقيت إقبالا من قبل المواطن الجزائري الذي يندفع في الكثير من الأحيان إلى السلع التي تباع بأسعار منخفضة نظرا للغلاء الفاحش الذي مس جميع السلع الاستهلاكية دون استثناء. قادتنا خرجتنا الميدانية إلى بعض هذه المحلات والأسواق الموزعة عبر أحياء متفرقة من ولاية الجزائر العاصمة، لفت انتباهنا الانتشار الكبير للسلع الصينية التي تباع بأسعار جد منخفضة مقارنة مع الماركات الأوروبية الأخرى التي تمتاز بالجودة والنوعية، إضافة إلى كونها صحية مقارنة مع الصينية ولعل الأمر الملفت للانتباه وأنت تتجول بهذه الأسواق تلك الطاولات المنصوبة التي عرضت عليها أنواع مختلفة من الأحذية الربيعية بألوان جد جذابة تجعل المار بجانبها يقترب للاستفسار عن السعر واختيار من نوعين إلى ثلاثة أنواع من الأحذية بألوان مختلفة، ومنهم نجد (أسماء التي كانت متواجدة بالمكان بساحة الشهداء حيث أفادتنا برأيها في الموضوع من خلال قولها: (نعلم كلنا نوعية الأحذية الصينية كونها غير متينة إضافة إلى عيوب أخرى إلا أن هذا لا يمنعنا من اقتنائها فلكل شيء عيوب ومحاسن، وباعتبارها منخفضة الثمن هذا ما يدفعنا لاقتنائها فبدل شراء حذاء واحد بسعر يصل إلى 2800دج فما فوق أفضل اقتناء ثلاثة أحذية بسعر لا يتجاوز 1500دج خاصة ونحن في فصل الربيع الذي يحتاج إلى ألوان باهية ومختلفة حسب الألبسة المختارة لذلك اليوم). من جهة أخرى يوصي الأطباء بالحذر من الاستهلاك المفرط لمثل هذه السلع التي قد تترك آثارا سلبية على صحة المواطن نظرا للأمراض التي قد تنجم عنها تحدث على مستوى القدم، ومنها على سبيل المثال (الإكزيما)، إلى جانب ظهور أعراض أخرى منها الحكة الشديدة التي تجلب التوتر، يضاف إلى كل هذا التهابات ودمامل مقيحة مصحوبة بألم شديد بسبب صنع هذه السلع من مواد كيماوية خطيرة، أما بالنسبة لمرضى السكري فالأمر يختلف إذ قد يؤدي مع تأزم الوضع إلى بتر الرجل إذا لزم الأمر لذلك. في السياق ذاته عبرت السيدة (نادية) برأيها من خلال قولها: (لقد عانيت من حساسية مفرطة بسبب انتعالي لأحد الأحذية من صنع صيني فشكله ولونه جميل خلق في نفسي الرغبة في اقتنائه، إلا أنني دفعت الثمن لأن تلك الحساسية ولدت إكزيما فضيعة جعلتني أراجع الطبيب المختص بالأمراض الجلدية حيث نصحني بتغيير الحذاء لمدة أسبوع للتعرف فيما إذا كان الحذاء هو السبب، وفعلا فقد صدق ظنه)، من جهته يرى مواطن آخر (عادل) أحد أصحاب تلك الطاولات بساحة الشهداء أن السلع الصينية تعتبر المنقذ الوحيد للمواطن البسيط ذو الدخل المحدود حتى يستطيع التوفيق بين جميع متطلبات العائلة من مأكل ومشرب وغيرها من الأمور الأخرى التي تعتبر ضرورية، وقد استطاع استخلاص هذه الآراء من خلال حديثه مع زبائنه الذين لا يتوقفون عن التذمر والشكوى من الحالة الاجتماعية ومستوى الأجور خاصة العائلات التي تحتوي على عدد معتبر من الأطفال. هذا الإقبال يعتبر سببا رئيسيا في انتشار وامتلاء الأسواق الجزائرية بالمنتجات الصينية خاصة الأحذية والألبسة فوفرتها الكثيفة عرفت رواجا كبيرا خاصة لدى هؤلاء المواطنين، فالأسعار المنخفضة وضعف ميزانية المواطن جعل الإقبال عليها يكون بشغف دون التفكير في الآثار الجانبية التي تظهر فيما بعد على صحته.