اعرف دينك.. لتسعد في دنياك وآخرتك ما يحتاجه المسلم من العلم بالعقيدة من العلوم والمعارف التي يحتاج المثقف المسلم المعاصر إلى المعرفة بها، وتحصيل قدر من الإلمام بها مباحث العقيدة الإسلامية، ويمكن له أن يحصل مراده من هذا العلم من خلال ما يأتي: 1- يطلق اسم العقيدة أو أصول الدين، أو علم الكلام، أو الفقه الأكبر، على المباحث الكلية التي يجب على المسلم التصديق بها وهي التي نطقت السنة بتسميتها بأركان الإيمان. 2- لابد للمسلم من أن يعرف أن من يتعامل معهم في باب الاعتقاد نوعان من الناس مؤمن وكافر، ولكل منهما الدواء الذي يعالج به والوسيلة العلمية التي يوصل بها إليه. 3- فأما المؤمن فنحتاج إلى أن نحدثه عن أصول الاعتقاد، وحسن الاستدلال بها من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومأثور السلف وما وثقنا به من المباحث التي بحثها أهل العلم في مصنفاتهم المقررة في هذا الباب. 4- وأما الكافر فنحتاج إلى أن نخاطب عقله ونناقش فكره بكل ما استطعنا الوصول إليه من المباحث العقلية والعلمية والفكرية، التي تحمله على الاقتناع بديننا والتسليم بفكرتنا، وتورثه برد اليقين بصحة دعوانا وسلامة عقيدتنا وحسن مسيرتنا كمسلمين. 5- يحتاج المسلم المعاصر عند بحثه مسألة العقائد إلى أن يقف على ضوابط هي: - أن لازم المذهب ليس بمذهب؛ بمعنى أن ما يفترضه المتكلم من أمور عقلية تلزم على أمر ما ليس بالضرورة أن تكون فيه، ومن الأمثلة على ذلك أن نقول بأن كل محجبة إلى الجنة مطلقا، وأن كل متبرجة إلى النار مطلقاً، فهذا كلام غير صحيح، إذ لا نشهد على هذه المحجبة بالجنة ؛لاحتمال تغير حالها كما لا نشهد على هذه المتبرجة بالنار؛ لاحتمال تغير حالها ولاحتمال جهلها، فالأصل التعليم لا التعنيف. - أن مدارس أهل الإسلام المعتبرة على خير، وأنها جميعاً تتكامل فهذا يرفدنا بالدليل النقلي من الكتاب والسنة في باب الاعتقاد، وهذا يرفدنا بالدليل العقلي في هذا الباب. - أن مدارس أهل الإسلام متكاملة، فكلها تشكل ما يسمى )أهل السنة والجماعة) المتحدث فيهم والمتكلم كما قال السفاريني: (وأهل السنة طوائف ثلاث: السلفية أتباع أحمد ابن حنبل، والأشعرية أتباع الأشعري، والماتريدية أتباع أبو منصور الماتريدي). - أن هذه المدارس متفقة على أصل الإيمان وإن اختلفت في بعض فروعه، وغير المختص يحتاج إلى المتفق عليه ولا يحتاج إلى المختلف فيه. - أن الخلاف العقدي جزء من الخلاف العلمي، تنطبق عليه ضوابطه، وتُراعى فيه أريحيته، ويسع الناس فيه أن يعمل كل بقناعته بينه وبين الله. - من رام معرفة مجمل الاعتقاد أخذه من الكتب المتيسرة، وهي ملقاة على قارعة الطريق يسراً وسهولة وانتشاراً واعتماداً عند أهل العلم، ومن رام الاختصاص والتبحر فسبيله بحور متلاطمة دونها العلماء، تعارفوا عليها، ولا يحجر حاجر على غيره أن يرى ما يرى، ويقرأ ما يقرأ، ويعتقد ما يراه بينه وبين الله. - يجمل بالمسلم أن يطلع على ما عند الآخر حتى ولو كان مخالفاً له؛ ليفهم عنه إن جهل ويعذره إن أخطأ، وبالتالي فإن الدراسة المقارنة في مباحث الاعتقاد مطلوبة في هذه الأيام. 6- المسلم المعاصر غير مضطر إلى اجترار معارك عقدية قديمة لا حاجة إلى البحث فيها في هذه الأيام، والحال أنها تدخل في باب تاريخ الفلسفة كالبحث في الاسم والمسمى ومناقشة بعض الفرق الإسلامية القديمة المنقرضة، فهذه أمور الدارس المعاصر غير محتاج إليها، أما العلماء فسبيلهم الإحاطة بمفردات العلوم التي تخصصوا فيها. 7- وعلى هذا الذي ذكرت، فإنه يمكن للمسلم أن يحقق حاجته من هذا العلم من خلال ما يأتي: - دراسة كتاب سهل مستوعب لمباحث العقيدة أمثال: كتاب الإيمان للدكتور محمد نعيم ياسين، وكتاب تبسيط العقائد للشيخ حسن أيوب، وكتاب العقائد الإسلامية لسيد سابق، وكتاب تعريف عام بدين الإسلام للشيخ علي الطنطاوي، وكتاب رسالة العقائد للبنا، وكتاب مبادئ الإسلام للعلامة المودودي، وكتاب الحضارة الإسلامية له. - الاطلاع على الكتب التي تقارن بين مدارس أهل الإسلام في الاعتقاد أمثال: كتاب الاعتقاد للإمام البيهقي، والأسماء والصفات له، وكتاب لوامع الأنوار للإمام السفاريني، وكتاب العقيدة الإسلامية ومذاهبها للدكتور قحطان الدوري، وهو أيسر الموجود. - الاطلاع على الكتب التي تستشهد على تقرير العقيدة بالقضايا العلمية المعاصرة، وتعمل على دفع شبهات الماديين والملاحدة عنها أمثال: كتاب العلم يدعو إلى الإيمان لموريسون، وكتاب الله يتجلى في عصر العلم لمجموعة مؤلفين أمريكان، وكتاب الإسلام يتحدى لوحيد الدين خان، وكتاب الإسلام في مواجهة العلم له، وكتاب الإيمان بين الآيات القرآنية والحقائق العلمية للدكتور العبادي، وكتاب وجود الله للقرضاوي، وكتاب الله لسعيد حوى. - الاطلاع على الكتب التي تفصل آثار الإيمان في حياة الناس أمثال: كتاب الإيمان والحياة للقرضاوي وهو أجمعها، وكتاب العقيدة والعبادة للندوي، وكتاب العقيدة وأثرها في بناء الجيل للدكتور عبد الله عزام رحمه الله، وكتاب الإيمان وأثره في حياة الناس للترابي. - الاطلاع على الكتب التي تعالج قضايا عقدية معاصرة كقضية التكفير، أمثال: كتاب دعاة لا قضاة للهضيبي، وكتاب ظاهرة الغلو في التكفير للقرضاوي، وكتاب الحكم وقضية تكفير المسلم للبهنسي.