فيما أكّد لافروف أن تنظيم "جنيف 2" ليس سهلا أوروبا ترفع حظر تسليح المعارضة السورية قرّر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي مساء أوّل أمس في بروكسل رفع حظر السلاح المفروض على المعارضة السورية، في وقت أعلن فيه وزير الخارجية الرّوسي سيرغي لافروف أن تنظيم مؤتمر دولي لتسوية النّزاع السوري لن يكون (مسألة سهلة)، وذلك بعد مشاورات مع نظيره الأمريكي جون كيري في باريس. قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بعد انتهاء الاجتماع الأوروبي المطوّل إن الاتحاد الأوروبي وضع حدّا لحظر الأسلحة عن المعارضة السورية وأبقى العقوبات الأخرى في حقّ النّظام السوري، وأضاف أن هذه هي النتيجة التي كانت تأملها بريطانيا. لكن هيغ أوضح أن بريطانيا ليس لديها خطط فورية لإرسال أسلحة إلى سوريا. كما نقلت (رويترز) عن دبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي قولهم إن حكومات الاتحاد ستتجنّب تسليم أيّ شحنات سلاح لسوريا في الوقت الرّاهن، مشيرين إلى أن الاتحاد وافق على تمديد كلّ عقوباته المالية والاقتصادية المفروضة على سوريا منذ عامين. وينسجم هذا القرار مع رغبة بريطانيا وفرنسا اللتين تطالبان منذ أشهر بتسليح المعارضين المعتدلين في سوريا. وفي المقابل فإن عدّة دول أوروبية مثل النمسا والسويد وبلجيكا وهولندا أعلنت أنها لا تنوي تسليح المعارضة. وقال المتحدّث باسم الائتلاف السوري المعارض المجتمع في إسطنبول أمس إن قرار الاتحاد الأوروبي رفع الحظر عن تسليم السلاح للمعارضة السورية المسلّحة، هو قرار (غير كاف ويأتي متأخّرا جدّا). وأوضح لؤي صافي أن القرار (بالتأكيد خطوة إيجابية، لكننا نخشى أن يكون غير كاف وجاء متأخّرا جدّا). من جانبه، قال قاسم سعد الدين المتحدّث باسم قيادة مجموعة الجيش السوري الحرّ أهمّ قوى الائتلاف المعارض: (نأمل أن يكون قرارا فعليا وليس مجرّد كلام). وأضاف صافي أن (الشعب السوري خاب أمله، كان يعتقد أن الديمقراطيين يهتمّون بمن يرغبون في الديمقراطية)، وتابع: (نحن بحاجة إلى أسلحة لحماية المدنيين والشعب السوري، الأسلحة هي أحد العوامل لكننا نريد أيضا من الاتحاد الأوروبي أن يتّخذ موقفا أكثر جدّية وأكثر حزما). وعبّرت روسيا من جانبها عن أسفها للقرار الأوروبي واعتبر وزير خارجيتها سيرغي لافروف أنه (يضرّ بشكل مباشرس بالجهود القائمة لعقد مؤتمر دولي لحلّ النّزاع السوري). في سياق مواز، أعلن لافروف أن تنظيم مؤتمر دولي لتسوية النّزاع السوري (جنيف 2) لن يكون مسألة سهلة، لكنه يرى فرصة للنّجاح، مضيفا أنه بحث سبل عقد هذا المؤتمر مع كيري في باريس. ويعدّ اجتماع الوزيرين هو السادس بينهما منذ تولّى كيري منصبه، وقد التقيا لمناقشة موعد المؤتمر الدولي المزمع عقده الشهر القادم، وهوية المشاركين فيه من ممثّلي النّظام السوري والمعارضين له، وفق ما أورد كيري. وحول المشاركين المحتملين في المؤتمر قال لافروف إنه تمّت الموافقة على الدول التي كانت شاركت في مؤتمر جنيف في جوان الماضي، وعبّر عن اعتقاده بإمكانية توسيع الدائرة لتشمل كلّ اللاّعبين الرئيسيين المعنيين بالوضع في المنطقة، من دون أن يحدّد أسماءهم. وكان مؤتمر جنيف 1 قد ضمّ وزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن (الولايات المتّحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا)، إضافة إلى ممثّلين للجامعة العربية والعراق والكويت وقطر وتركيا، والأمينين العامّين للجامعة العربية والأمم المتّحدة وممثّلة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي. وأعلنت دمشق موافقتها المبدئية على إرسال ممثّلين لها إلى المؤتمر، في حين لم تقرّر المعارضة السورية موقفها من المشاركة حتى الآن.