عدلت باريس عن خيار تسليحها المعارضة السورية وأعلنت تمسكها بقرار حظر الأسلحة على دمشق، بعد أسبوعين من اتفاقها ولندن على توريد الأسلحة للمعارضة لتعزيز جهودها في مواجهة النظام، فيما رفضت روسيا أي تمثيل للمعارضة في الأممالمتحدة. أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في مقابلة تلفزيونية على قناة ”فرانس 2” تراجعه عن خيار تسليح المعارضة السورية، في ظل غياب ضمانات تؤمن عدم وقوع الأسلحة في أيدي جهات أخرى، وأضاف هولاند أن بلاده ستتمسك بالحظر الأوروبي المفروض على توريد السلاح إلى سوريا، مشيرا إلى أن تسليح المعارضة السورية لن يتم إلا إذا توفرت القناعة بوصول الأسلحة إلى من وصفهم بالمعارضين الشرعيين، وضمان عدم وقوعها بين أيدي الإرهابيين”، واتهم هولاند روسيا بانتهاك الحظر المفروض على سوريا عبر إرسال أسلحة إلى سلطات الرئيس بشار الأسد، كما أشار إلى الانقسامات التي تعصف بالمعارضة في الآونة الأخيرة. وقال مبعوث السلام الأممي العربي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، إنه لا يرى نهاية قريبة للحرب الأهلية الجارية في سوريا، ودعا المجتمع الدولي إلى تكثيف الضغوط الدبلوماسية على طرفي النزاع، كما شدّد على أن تسليح المعارضة السورية ليس حلا للأزمة، وأوضح في مقابلة مع القناة البريطانية الرابعة أنه لا يتوقع حدوث معجزات في القريب العاجل للصراع السوري، مضيفا أنه لم تجمعه اتصالات بالرئيس السوري منذ نهاية ديسمبر الماضي، منتقدا تعاطي المجتمع الدولي ومجلس الأمن وبالدرجة الأول الصين، روسيا والولايات المتحدة مع القضية السورية. من جهتها أكدت المفوضة العليا للأمن والعلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، الحاجة الماسة لعملية سياسية توقف إراقة الدماء والدمار في سوريا، مثمنة خطوة رئيس ائتلاف المعارضة معاذ الخطيب في قيادة وفد سوريا ورحبت بجهوده للتفاوض مع ممثلي النظام السوري وإطلاق حوار يقود إلى حل سلمي للنزاع. وبعدما افتكت المعارضة مقعد سوريا في الجامعة العربية تسعى للحصول على كرسي لها في الأممالمتحدة الأمر الذي لم توافق عليه روسيا واعتبرته خرقا واضحا لقوانين إذ أعلنت روسيا رفضها لأي محاولة من جانب المعارضة السورية للحصول على مقعد سوريا في الأممالمتحدة كما حدث في الجامعة العربية، مشيرة إلى أنها ستعارض بشدة أي محاولة من هذا القبيل، وذهب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى اعتبار قرارات الجامعة العربية الأخيرة تشكل رفضا للتسوية السلمية في سوريا، مشيرا إلى أن القرار القاضي بأن الائتلاف الوطني المعارض هو الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري يفشل كافة الجهود التي تم بذلها حتى الآن، بما في ذلك الاتفاقات التي تم التوصل إليها في اجتماع جنيف يوم 30 جوان الماضي. كما تعهدت موسكو بمقاومة مثل هذه الخطوة المتوقعة من قبل المعارضة السورية، متنبئة بفشل أي محاولة من جانب الائتلاف الوطني السوري المعارض للانضمام إلى المنظمة الدولية، كما أعلنه مندوب روسيا الدائم بالأممالمتحدة فيتالي تشوركين.