صفقات بالملايير يُنتظر توقيعها أردوغان يتحدّى معارضيه ويزور الجزائر حجم المبادلات بين الجزائر وتركيا مرشّح لبلوغ 10 ملايير دولار يحلّ رئيس وزراء تركيا رجب طيّب أردوغان ضيفا على الجزائر اليوم الثلاثاء في زيارة يُنتظر أن تكون حافلة بالتوقيع على اتّفاقيات ذات طابع اقتصادي وصفقات جزائرية تركية بالملايير، بعيدا عن كلّ الحسابات والحساسيات السياسية التي يمكن أن تحيط بعلاقات البلدين، في ظلّ ظرف إقليمي ودولي بالغ التعقيد وفي ظلّ احتجاجات تشهدها تركيا، حيث يبدو أن أردوغان أراد توجيه رسالة تحدّ لمعارضيه من خلال التمسّك بزيارة الجزائر والجارين تونس والمغرب. أبقى رئيس الوزراء التركي على برنامج جولته في المغرب العربي رغم التظاهرات المعادية لحكومته، والتي تشهدها تركيا منذ ثلاثة أيّام، ومن المفترض أن يحلّ بالجزائر اليوم الثلاثاء. وأضاف المسؤول رافضا الكشف عن هوّيته أن (أردوغان سيتوجّه إلى المغرب ومنه إلى الجزائروتونس، على أن يمضي ليلة في كلّ بلد)، قبل أن يعود إلى تركيا الخميس. وأعلن مكتب أردوغان في بيان أن رئيس الوزراء سيجري محادثات مع مسؤولين من هذه الدول الثلاث حول (العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية) مع تركيا، بالإضافة إلى (التطوّرات الإقليمية والدولية). وسيشارك أردوغان في اجتماعات لرجال أعمال، على أن يحضر في تونس الاجتماع الأوّل لمجلس التعاون الاستراتيجي التركي التونسي. وحلّ أردوغان بعد ظهر أمس الاثنين بالرّباط في مستهلّ زيارته المغاربية، حيث وجد في استقباله رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بن كيران. ويرافق أردوغان الذي حلّ بمطار الرّباط سلا، وفد هامّ يضمّ عددا من أعضاء الحكومة وفاعلين اقتصاديين أتراك. وتأتي جولة أردوغان في وقت تشهد فيه تركيا تظاهرات معادية للحكومة لا سابق لها منذ تولّي حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان الحكم في 2002. وبعد أن بدت التظاهرات احتجاجا على مشروع عقاري يتضمّن هدم حديقة في وسط إسطنبول تحوّلت إلى حركة احتجاج واسع ضد الحزب الحاكم إثر أعمال القمع العنيفة التي مارستها الشرطة عند بدء التظاهرات، ويتّهم المتظاهرون أردوغان ب (التسلّط). زيارة ثانية من نوعها معلوم أن الزيارة المقرّرة هي الثانية من نوعها ل (أردوغان) للجزائر بعد تلك التي قام بها عام 2006 وتوّجت بتوقيع معاهدة صداقة وتعاون ساهمت في دفعة كبيرة للعلاقات بين البلدين. نصّت المعاهدة التي وقّعها في 23 ماي 2006 رئيس الوزراء التركي رجب طيّب أردوغان ورئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة على (تطوير الحوار في الميادين السياسية والاقتصادية والثقافية واِلتزام الطرفين بتعزيز التعاون الاقتصادي بين الجانبين، خاصّة في مجال المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتأسيس اجتماع سنوي رفيع المستوى بين البلدين). وقال أردوغان بعد حفل التوقيع في ذلك الحين إن (المعاهدة ستسمح لنا بتعزيز تعاوننا في المجالات السياسية، الاقتصادية، العسكرية والثقافية)، وأضاف أن (الجزائر وتركيا دولتان شقيقتان لهما علاقات ضاربة في أعماق التاريخ، وهذه المعاهدة ستؤسّس لمستقبل أحسن بين البلدين). وحسب متتبعين فإن (هذه المعاهدة أعطت فعلا دفعا للتعاون الثنائي الذي بدأت تظهر نتائجه خلال السنوات الأخيرة). وتشير أرقام رسمية حديثة صادرة عن (الوكالة الوطنية لترقية الاستثمار) إلى أن عدد الشركات التركية العاملة بالجزائر بلغ 200 شركة بنهاية العام 2012، بإجمالي استثمارات مباشرة تضاعفت من 500 مليون دولار في عام 2001 إلى مليار دولار بنهاية العام الماضي 2012. وخلال زيارته للجزائر في شهر نوفمبر الماضي أكّد وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو أن حجم المبادلات التجارية بين الجزائر وتركيا بلغ 4 ملايير دولار، وأن هذا الرّقم سيصل إلى 10 ملايير دولار في المستقبل القريب. وكشفت إحصائيات لإدارة الجمارك نشرت مؤخّرا أن تركيا احتلّت خلال العام 2012 المركز الثالث كأكبر مصدّر للبلاد خارج منطقة الاتحاد الأوروبي والسابع عالميا. وأوضحت الإحصائيات أن تركيا جاءت في المرتبة الثالثة بعد كلّ من الصين والأرجنتين ضمن أكبر الدول من حيث حجم الصادرات نحو الجزائر خلال العام الماضي بنحو 1.78 مليار دولار، لتحتلّ بذلك المركز السابع عالميا ضمن قائمة البلدان المصدّرة للجزائر.