واشنطن تدرس تسليح المعارضة السورية اندلعت معارك عنيفة بعدد من المدن والبلدات قرب العاصمة السورية دمشق بين الثوار، وقوات النظامالتي كثفت قصفها للعديد من المناطق السكنية في جبهات متفرقة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اشتباكات عنيفة اندلعت في مدينة داريا التي تعرضت في وقت سابق للقصف من قبل القوات النظامية. وتحدث المرصد السوري عن اشتباكات مستمرة منذ منتصف الليلة الماضية في مدينة الزبداني وعلى أطراف مدينة زملكا من جهة المتحلق الجنوبي، وهو طريق سريع يفصل بين دمشق وريفها من جهتي الشرق والجنوب. كما كثف الجيش النظامي مجددا قصفه بالدبابات والطائرات على مواقع الثوار في ريف دمشق وتحديداً في دير العصافير ودوما وعدرا ومخيم اليرموك والقابون وغيرها. وأسفر القصف خلال الساعات ال24 الماضية عن مقتل 38 شخصاً بينهم تسعة أطفال وسقوط عشرات الجرحى. من جهة ثانية، أرسلت قوات النظام تعزيزات عسكرية مدعومة بأليات ومدرعات إلى مدينة داريا بريف دمشق وسط اشتباكات متقطعة بين الجيش الحر وقوات النظام عند المدخل الجنوبي من المدينة. كما تجدد القصف بالمدفعية الثقيلة مدعومًا بالطيران الحربي على مدينة عربين بريف العاصمة، مما أدى إلى احتراق المنازل والمحال التجارية، وامتد القصف ليشمل مدينتي الزبداني وعربين. وأشار الناشطون بريف دمشق إلى وصول رتل عسكري مدعوم بالدبابات من مطار المزة العسكري إلى مدينة داريا مع اشتباكات عنيفة بمحيط منطقة الجمعيات وساحة الحرية. كما اندلعت في المنطقة اشتباكات متقطعة عند المدخل الغربي للمدينة بالتزامن مع استمرار القصف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على المدينة. كما استهدفت مدينة الزبداني بريف دمشق بقصف عنيف جدا من نقطة حرش بلودان. جاء ذلك بينما تحدثت صحيفة "الوطن" السورية المقربة من نظام الرئيس بشار الأسد، عن "محاولة جديدة لاختراق أمن العاصمة"، قائلة إن الجيش النظامي قتل "الإرهابيين بالمئات". وأشارت إلى أن المدخل الشمالي الشرقي للعاصمة في أطراف حي القابون شهد مساء أمس الأول الاثنين "محاولة جديدة لغزو العاصمة بدأت كالمعتاد بتفجير انتحاري ضخم جدا تلاه انفجار آخر قبل أن يبدأ الغزو الذي سرعان ما انتهى بحصيلة قدرت بما يتجاوز المائة قتيل في صفوف الغزاة"، على حد وصف الصحيفة. وقد كثفت قوات النظام قصفها لعدة مناطق سكنية، مخلفة أعدادا من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين، بينما تواصلت المواجهات العنيفة مع مقاتلي المعارضة على جبهات متفرقة. وفي هذا السياق، جددت قوات النظام قصفها بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ لحي الخالدية في حمص، حسب ما أفادت شبكة شام التي قالت أيضا إن القصف استهدف مدارس الأطفال والمباني السكنية، مما أدى إلى تهدمها بالكامل. وذكر ناشطون أن دوي انفجارات هز الحي بالكامل، في حين تجدد القصف على مدينتي الحولة والرستن بريف حمص. وفي حمص أيضا، تعرضت الحولة لقصف بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة من قبل قوات النظام. وقد شهدت حلب أيضا قصفا عنيفا من الطيران الحربي على محيط مدرسة الشرطة بخان العسل بالتزامن مع استمرار الاشتباكات العنيفة بين الجيشين الحر والنظامي في المنطقة. وتحدث مركز حلب الإعلامي عن إعدام عائلة من آل رسلان مكونة من ستة أفراد في قرية تركان بريف حلب الجنوبي، وقال إن "كتائب الأسد تحرق المواشي والمحاصيل الزراعية في القرية، بعد اقتحامها". وفي هذا السياق، أعربت منظّمة يونيسيف عن صدمتها إزاء مقتل سبعين طفلاً سورياً على الأقل في قصف بالصواريخ استهدف مناطق سكنية في مدينة حلب يومي الثامن عشر والثاني والعشرين من الشهر الجاري. وقالت إنّها تدين هذه الهجمات بأشدّ العبارات. أما في حماة، فقد تحدث ناشطون عن قصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على قرى وبلدات بريف حماة الجنوبي هي الجنان وسريحين، وزور السوس وسط اشتباكات عنيفة بين الجيشين الحر والنظامي بالمنطقة. وفي إدلب تعرضت منطقة جبل الزاوية لقصف براجمات الصواريخ وتركز القصف على قرية أبلين. جاء ذلك بينما شهد حي القابون بدمشق إطلاق رصاص كثيف من مبنى القناصين الموجود في الأوتستراد على المارة في الحي. وقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان اليوم الأربعاء مقتل ثمانية أشخاص في محافظات مختلفة بينهم سيدة وأربعة من الجيش الحر. على صعيد آخر أشار اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إلى مقتل النقيب سامر حسن جردو من المخابرات الجوية في محافظة درعا أثناء مروره على أحد الحواجز المتنقلة التي يقيمها الجيش الحر، وذكر الاتحاد أن جردو تورط بعدة مجازر في درعا ومن أشهرها مجزرة صيدا. من جهة أخرى، قالت صحيفة واشنطن بوست نقلا عن مسؤولين أميركيين وأوروبيين إن البيت الأبيض يدرس إرسال سترات واقية من الرصاص ومركبات مدرعة إلى الثوار في سوريا وربما يقدم لهم تدريبا عسكريا، مما يعد تغييرا في سياسة الولاياتالمتحدة تجاه الصراع الدائر هناك منذ عامين، وفي الأثناء دعت روسيا المعارضة السورية للدخول في محادثات مع النظام وتشكيل فريقها التفاوضي. وقدمت الولاياتالمتحدة مساعدات إنسانية مثل الأغذية والأدوية والملابس بملايين الدولارات للسوريين واللاجئين، لكنها لم ترسل بشكل مباشر مساعدة للثوار المسلحين أو المعارضة السياسية. وأضافت الصحيفة أن من المتوقع أن يناقش وزير الخارجية الأميركي جون كيري التغيير المقترح بالسياسة مع مسؤولين أثناء جولته الحالية بعواصم أوروبية وعربية. ومن المقرر أن يجتمع كيري مع قادة المعارضة أثناء مؤتمر "أصدقاء الشعب السوري" في روما اليوم.