"كوطة" بلادنا تتقلص بنحو 8 آلاف فرد قوائم حجاج الجزائر "معلقة" نحو إنشاء مؤسسة للفتوى في الجزائر أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله أول أمس الخميس بالجزائر العاصمة أن مسعى إنشاء مؤسسة للفتوى في الجزائر قد إقترحته دائرته الوزارية رسميا، معلنا - من جهة أخرى - أن العربية السعودية منحت 27800 تأشيرة للجزائر لموسم الحج لهذه السنة، وهو ما يعني أن كوطة الجزائر قد تقلصت بقرابة ال 8 آلاف حاج، لتبقى قوائم المرشحين لأداء الركن الخامس معلقة إلى إشعار آخر، أي حتى تفصل الحكومة في مقاييس إبقاء أصحاب الحظ السيء. وأوضح غلام الله في رده على إنشغال أحد أعضاء مجلس الأمة في الجلسة العلنية التي ترأسها رئيس المجلس عبد القادر بن صالح بخصوص إشكالية الفتاوى الموازية في ظل غياب مؤسسة رسمية للفتوى أن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف تضطلع حاليا بمهمة الفتوى في الجزائر وبأن مسعى إنشاء مؤسسة أو هيئة في هذا المجال قد إقترحته دائرته رسميا وهو في إنتظار تجسيده. وأضاف أنه ينتظر من قادة الرأي وأرباب الفكر ونواب الأمة أن يساهموا جميعا في مصالحة أبناء الجزائر مع مؤسساتها وأن يحصنوها من الآثار الهدامة للنشاط الموازي الذي يريد أن ينخر المجتمع ويهدم أسس الدولة. ولم يفوت الوزير فرصة تدخله أمام أعضاء مجلس الأمة ليدعو بقوله:دع الشعب الجزائري المتدين على فطرته في إحتضان مشاريع بيوت الله والتسابق في بنائها مبرزا بأن هذه الصفة من صفات الشعب الجزائري المسلم. وذكر ممثل الحكومة بالمناسبة بفتح 83 مسجدا منذ بداية السنة الحالية عبر التراب الوطني وقد تم ذلك في إطار القانون المنظم لممارسة الشعائر الدينية في الجزائر. وفي ذات السياق، تطرق غلام الله إلى الإشكالية المطروحة من قبل عضو مجلس الأمة قائلا : هؤلاء الذين يطلقون فتاوى مثيرة للجدل هم شخصيات منفصلة عن مؤسسات الفتاوى الرسمية وأتباعهم ينتسبون إلى هيئات موازية وليس لهم تأثير على الجزائر. وقد شدّد الوزير بهذا الصدد بأن الجزائر محصنة بمرجعية دينية ووطنية ونظام فتواها قائم على مؤسسة المسجد التي تدعم حاليا بمديري الشؤون الدينية والأوقاف في كل ولاية. فيما أضاف الوزير أن المجالس الولائية المتكونة من نخبة من الأئمة وأساتذة الجامعة والمشايخ تمثل مركزيا في الوزارة الوصيةو مما يسمح بإصدار الفتاوى على مدار الساعة من خلال مداومات اللجنة بمقر مؤسسة المسجد الولائية وبمقر الوزارة الإلكتروني للإجابة على تساؤلات الشخصيات المادية والمعنوية. وأشار غلام الله، أن هذه المجالس توجد بكافة المحطات الإذاعية المحلية والمركزية وفي شبكة البرامج التلفزيونية، مؤكدا أن هذه الشبكة المؤسسة تحصن المجتمع من مخاوف عديدة وهي تتسم بالأصالة والحركية، مشيرا في نفس الوقت إلى أن إجتماعات دورية وطنية تعقد للقائمين على الفتوى في المجالس العلمية الولائية وهي موسعة للأئمة وللكفاءات الجامعية وللمشايخ وللناشطين في وسائل الإعلام لتدارس القضايا ذات الإهتمام الوطني والتعاون في تأصيل وتخريج الفتاوى ذات الطابع المحلي التي تجد المجالس المحلية صعوبة في إصدار رأي موحد فيها. وقد اعتبر الوزير كذلك أن هذا النظام هو أقرب ما يكون إلى نظام مجمع فقهي متخصص على غرار ما يوجد في منظمة التعاون الإسلامي أو في الأزهر الشريف أو الهيئات العلمية في البقاع المقدسة. وفي شق آخر، أعلن غلام الله على هامش الجلسة العلنية المنعقدة بمجلس الأمة أن العربية السعودية منحت 800.27 تأشيرة للجزائر لموسم الحج لسنة 2013، قائلا: المفاوضات مع السلطات السعودية بخصوص تقليص حصة الجزائر لموسم حج 2013 ، قد أفضت إلى منح الجزائر 800 .27 تأشيرة، وأضاف الوزير بأن الحكومة لم تدل برأيها بعد في هذا الموضوع قبل أن يشير إلى أن الجهات المعنية ستحدد في وقت لاحق قوائم المرشحين لموسم الحج ما عدا الفائزين بالقرعة.