توبعوا بتهمة محاولة القتل العمدي المخدرات والشذوذ يكلفان ثلاثة شبان 20 سنة في السجن تحوّلت المخدرات إلى السبب الرئيسي في وقوع العديد من الجرائم في الآونة الأخيرة، فلقد باتت الأسرة الجزائرية مهددة بهذه الآفة التي تتسع دائرتها بشكل مستمر، مستهدفة كل فئات المجتمع وعلى الأخص الشباب وحتى المراهقين، بحيث أعمى الإدمان على المخدرات البصر والبصيرة لديهم، فكانت الكارثة في كل مرة.. يعتبر الشذوذ الجنسي من أبرز ما يطبع علاقات المدمنين على المخدرات بكل أنواعها، فمن المعروف أن هذه المواد السامة والمهلوسة تساهم في إلغاء العقل والضمير وأيضا الأخلاق، فيتحول المدمن إلى وحش يلتهم كل ما تقع عليه عينه، فلا وجود للأسرة ولا للأصدقاء في قائمة يومياته.. وقضية الحال، خير دليل على الحالة المتدهورة التي آل إليها المدمنون على المخدرات، فلقد عالجت المحكمة الجنائية بمجلس قضاء العاصمة، قضية بشعة أبطالها اجتمعوا على المخدرات وافترقوا على الشذوذ الجنسي.. تفاصيل القضية انطلقت بتاريخ 3 جوان الفارط حينما تقدم الضحية المدعو (ج.كمال) لدى مصالح الأمن الحضري 16 بشكوى مفادها أنه بتاريخ 31 ماي وخلال تواجده بمحطة البنزين بحي البساتين الواقع بإقليم بلدية بئر خادم تعرض لاعتداء من قبل ثلاثة شبان اعتدوا عليه بشفرة حلاقة للرقبة والرأس أين حررت له شهادة طبية قدرت العجز ب45 يوما ويتعلق الأمر بكل من (غ. نور الإسلام)، وابن عمته (ق. شفيق) وصديقهم (ب. أيوب). وبعد توقيف المتهمين صرح المتهم الرئيسي (غ نور الإسلام) أنه يعرف الضحية في حي لاكنكورد أين عرض عليه هذا الأخير المتاجرة معه في المخدرات وعندما رفض المتهم البالغ من العمر 19 سنة تحرض به جنسيا وهدده بممارسة الجنس عليه، وعندها بدأ يضايقه كلما قصد المتهم الحي لزيارة جدته، ويوم الواقعة يقول المتهم كان في حي البساتين أين قاطع طريقه الضحية الذي كان مع ثلاثة أشخاص وقام بإشهار سلاح من نوع (كلونداري) في وجهه حينها شعر المتهم بالخوف فقصد كشكا واشترى شفرة حلاقة وبعد خروجه منه تتبعه الضحية وأصدقاؤه ووجه له طعنة بواسطة السكين للرقبة، سقط على إثرها أرضا، حينها أخذ شفرة الحلاقة ووجهها للضحية ليصيبه في الرأس والرقبة، وفي تلك الأثناء كان ابن عمته وصديقه، مارين بحي البساتين للذهاب إلى منطقة عين الله حينها وجدوا (نور الإسلام) ساقطا أرضا وأربعة أشخاص من حوله، وهو ما جعلهم يتقدمون منه ويستنجدون بالمارة الذين فضوا النزاع، وهو الأمر الذي أكده المتهمان خلال التحقيق، هذا الأخير الذي أسفر على تكييف الوقائع على أساس جناية محاولة القتل العمدي للمتهم (نور الاسلام) وجناية المشاركة في محاولة القتل العمدي للمتهمين ابن عمته (شفيق) وصديقه (أيوب) أين مثل المتهمون الثلاثة من أجلها أمام المحكمة الجنائية بمجلس قضاء العاصمة. وخلال المحاكمة نفى (أيوب) قصده إزهاق روح الضحية، موضحا أنه من استفزه وكان يترصد له في كل مكان كما حاول ممارسة الجنس عليه لأنه رفض ترويج المخدرات بعد أن أعلمه أن أخاه شرطي بمقر الأمن لسعيد حمدين ووعده بأنه في حالة انكشاف أمره سيتولى شقيقه حمايته من مطاردة الشرطة له، مضيفا أنه يوم الواقعة وجد المتهم الذي هو معروف بحي لاكنكورد بالمتاجرة في المخدرات وسبق له وأن مكث في السجون أين قضى مدة 10 سنوات من حياته بها رفقة ثلاثة أشخاص وبيده (كلونداري) وهي نفس التصريحات التي جاء بها المتهمان الآخران اللذان نفيا أنهما قد تعرضا للضحية أو ضرباه. من جهته الضحية، وخلال جلسة المحاكمة فند أقوال المتهمين وصرح أنه يوم الواقعة ذهب لسوق الدلالة ببئر خادم وعند عودته مر بمحطة البنزين بحي البساتين فتقدمت منه دراجة نارية يمتطيها شخصان نزلا منها وتقدما منه إلى جانب شخص آخر كان جالسا هناك وهو المتهم الرئيسي، حيث قام ثلاثتهم بطعنه بواسطة أسلحة بيضاء لم يتمكن من رؤيتها لأنهم كانوا من الخلف. وفي الأخير التمس النائب العام بالمحكمة الجنائية بمجلس قضاء العاصمة تسليط عقوبة 20 سنة سجنا نافذا و10 سنوات ضد ثلاثة شبان تورطوا في جناية محاولة القتل العمدي والمشاركة فيه.