قراءة في مسيرة "الخضر" إلى الدور الحاسم مركز أوّل.. أربعة انتصارات وهزيمة غير مستحقّة في مثل هذا الأيّام من العام الماضي وعقب الخسارة التي تجرّعها المنتخب الوطني أمام المنتخب المالي في العاصمة البوركينابية واغادوغو بهدفين لواحد برسم الجولة الثانية من الدور الثاني لتصفيات كأس العالم المنطقة الإفريقية الكثيرون راهنوا على أن (الخضر) لن يبلغوا الدور الحاسم، خاصّة في ظلّ الوجه القوي الذي ظهر به المنتخب المالي في تصفيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة بفوزه في جميع مبارياته التصفوية، زد على ذلك أن المنتخب الوطني ومقارنة بالمنتخب المالي كانت تنتظره خرجتان متتاليتان في الجولة الرّابعة والخامسة إلى كلّ من البينين ورواندا، على العكس من ذلك كانت تنتظر المنتخب المالي مباراتان فوق أرضه أمام رواندا والبينين، كلّ هذا جعل الجمهور الجزائري يخشى أن تطير تأشيرة ريادة المجموعة الثامنة إلى المنتخب المالي. أنهى المنتخب الوطني الجولة الثانية بفوز على رواندا في ملعب (تشاكر) ب (4/0) وخسارة أمام مالي ببوركينا فاسو كما سبق الذكر بنتيجة (2/1)، والحصيلة أربع نقاط من مباراتين، الأمر الذي جعل المنتخب الوطني يحتلّ المركز الثاني بثلاث نقاط متأخّرا بنقطة واحدة عن المنتخب البينيني. انتهت سنة 2012، وبانتهائها تناسى الجمهور الرياضي الجزائري ولو إلى حين تصفيات مونديال البرازيل لمشاركة المنتخب الوطني في نهائيات كأس أمم إفريقيا في جنوب إفريقيا، وهي المنافسة التي سجّل فيها منتخبنا الوطني نتائج لا تليق بسمة منتخب مثل العرب في مونديال 2010، حيث كان أوّل المنتخبات التي ودّعت الدور الأوّل بعد أن حصد منتخبنا لهزيمتين أمام تونس (1/0) وأمام الطوغو (2/0)، الأمر الذي جعل أشبال المدرّب حليلوزيتش يخوضون المواجهة الثالثة والأخيرة أمام كوت ديفوار بشكل تحصيل حاصل فانتهت بالتعادل هدفين لمثلهما بعد أن كان منتخبنا متقدّما في النتيجة (2/0). وبالرغم من الطريقة (المذلّة) التي ودّع بها منتخبنا الوطني العرس القارّي بجنوب إفريقيا إلاّ أن الأداء والمستوى اللذين قدّمهما اللاّعبون الجزائريون في هذه الدورة كانا محلّ ثناء التقنيين والاختصاصيين الذين راحوا يتنبّأون بمستقبل زاهر للمنتخب الوطني، واصفين مباريات تصفيات المونديال الحالي بمثابة تأكيد لنظرتهم للمنتخب الوطني، وهي النّظرة التي جسّدها أشبال المدرّب حليلوزيتش في المباريات الثلاث الأخيرة. تسعة على تسعة بداية حصاد المنتخب الوطني كان في نهاية شهر مارس الأخير، فبرسم الجولة الثالثة من تصفيات المونديال البرازيلي استطاع زملاء بوفرة الغائب عن لقاء الجولة الثالثة الفوز على المنتخب البينيني في ملعب (تشاكر) بنتيجة (3/1)، فوز حتى وإن قابلته عودة المنتخب المالي بنقاط الانتصار من كيغالي على حساب رواندا إلاّ أنه سمح لمنتخبنا الوطني بالتربّع على ريادة المجموعة الثامنة برصيد ستّ نقاط رفقة المنتخب المالي، فيما تراجع المنتخب البينيني إلى المركز الثاني برصيد أربع نقاط، وعند نقطة واحدة تجمّد رصيد منتخب رواندا. بعد شهرين تقريبا من الفوز المستحقّ المسجّل على حساب البينين في ملعب (تشاكر 3/1)، جاءت مباراة العودة أمام المنتخب البينيني في مدينة بوتو نوفو البينينية. فرغم الظروف الصعبة التي جرت فيها المباراة، إلاّ أن العناصر الوطنية قدّمت مباراة في المستوى، تمكّن من خلالها المهاجم الواعد إسلام سليماني من تسجيل هدفين، فيما سجّل زميله فغولي الهدف الثالث، مانحا ثلاث نقاط من ذهب للنّخبة الوطنية. هذا الفوز قابله تعثّر غير منتظر لشريك منتخبنا الوطني في الرّيادة المنتخب المالي بتعادله بأرضه أمام رواندا بهدف لمثله، تعادل وضع منتخبنا في الرّيادة بمفرده بفارق نقطتين عن مالي، الأمر الذي استبشره الجزائريون وراح الكثير من التقنيين يرشّحون (الخضر) لبلوغ الدور الحاسم، حتى وإن كان المنتخب الوطني مقبلا على مباراة ثانية على التوالي خارج أرض الوطني بكيغالي أمام رواندا على اعتبار أن لقاء الجولة الأخيرة سيستقبل فيها منتخبنا الوطني نظيره المالي في ملعب (تشاكر)، وهو الملعب الذي بات فأل خير على (الخضر). أسبوع واحد فقط عن مواجهة البينين، خاض العناصر الوطنية المواجهة الخامسة وما قبل الأخيرة في الدور الثاني خارج أرض الوطن، في العاصمة الرواندية كيغالي. وكما كان منتظرا حقّق المنتخب الوطني أوّل أمس فوزا حتى وإن كانت نتيجته جدّ ضئيلة إلاّ أن الهدف الذي سجّله لاعب نادي بولونيا سفير تايدر وضع منتخبنا قاب قوسين أو أدنى من بلوغ الدور الفاصل. بعد أقلّ من ثلاث ساعات من نهاية مباراة رواندا والجزائر، جاءت نهاية مباراة مالي والبينين، وكم كانت نهاية هذه المواجهة سعيدة على الجزائريين، كيف لا والتعادل الذي فرضه المنتخب البينيني على المنتخب المالي مكّن منتخبنا الوطني من قطع تأشيرة المرور إلى الدور الفاصل دون انتظار مواجهة مالي في الجولة الأخيرة بعد أن بات زملاء بوفرة يتقدّمون المنتخب المالي بأربع نقاط كاملة، وحتى وإن خسر (الخضر) المواجهة المقبلة فلن يؤثّر ذلك على وضعيته في جدول الترتيب، حيث يبقى رائدا بفارق نقطة واحدة عن مالي. لكن الذي يجب أن نقوله هو أن اللاّعبين الجزائريين سيلعبون مواجهة الختام من أجل الفوز لتحسين ترتيب الجزائر في (الفيفا)، زد على ذلك أن المنافس سيخوض هذه المواجهة دون روح بعد أن عرف قدره مسبقا وهو عدم قدرة لاعبيه على منافسة المنتخب الوطني من أجل المركز الأوّل في المجموعة الثامنة. أرقام في نقاط * خاض المنتخب الوطني إلى حدّ الآن خمس مباريات في التصفيات المؤدّية إلى مونديال البرازيل. * حقّق المنتخب الوطني الفوز في أربع مباريات مقابل خسارة واحدة دون أن يسجّل أيّ تعادل. * سجّل خطّ هجوم المنتخب الوطني 12 هدفا بمعدل أكثر من هدفين في كلّ لقاء، فيما تلقّت شباك منتخبنا الوطني أربعة أهداف فقط. * لأوّل مرّة في تاريخ المنتخب الوطني لكرة القدم يحقّق انتصارين متتاليين في تصفيات كأس العالم خارج الديار. * فارق الأهداف في المنتخب الوطني زائد ثمانية، فيما لا يتعدّى هذا الفرق عند المنتخب المالي عن هدف واحد. * في نظرة عن هوّية المنتخبات الخمسة التي تأهّلت إلى الدور الفاصل نجد المنتخب الوطني يحتلّ المركز الرّابع برصيد 12 نقطة بعد كلّ من مصر برصيد 15 نقطة وكوت ديفوار وإثيوبيا برصيد 13 نقطة، فيما يأتي المنتخب التونسي في المركز الخامس برصيد 11 نقطة. * يحتلّ الفريق الوطني الجزائري المركز الثاني من حيث فارق الأهداف بزائد ثمانية، فيما يحتلّ المنتخب الإيفواري المركز الأوّل بفارق زائد 10، فيما نجد في المركز الثالث مصر بزائد 7 وبعدها إثيوبيا بزائد 5 وأخيرا تونس بفارق زائد 4 فقط. * يحتلّ هجوم المنتخب الوطني المركز الثاني إلى جانب المنتخب المصري ضمن المنتخبات الخمسة المتأهّلة إلى الدور الفاصل برصيد 12 هدفا، المركز الأوّل لكوت ديفوار برصيد 14 هدفا، وفي المركز الرّابع تونس بعشرة أهداف وأخيرة هجوم إثيوبيا برصيد ثمانية أهداف. * يتساوى دفاع المنتخب الوطني مع دفاع منتخب كوت ديفوار برصيد أربعة أهداف، وبذلك نجدهما في المركز الثاني بعد دفاع إثيوبيا برصيد 3 أهداف، وفي المركز الرّابع نجد دفاع مصر بخمسة أهداف وفي المركز الخامس تونس بستّة أهداف. * أحسن هدّاف في التصفيات هما الثنائي إسلام سليماني من المنتخب الجزائري ومحمد صلاح من مصر.