بعد مرور 42 سنة عن استضافتها للألعاب المتوسطية بمدينة أزمير سنة1971 تجدد تركيا العهد بالعرس المتوسطي الذي ستعيش على وقعه في الفترة الممتدة من 20 الى 30 جوان الجاري مدينة مرسين (جنوب-شرق تركيا) المستضيفة لفعاليات الطبعة ال17 من المنافسة التي ستنشط من قبل 3500 رياضي و رياضية يمثلون 24 دولة و يتنافسون في 26 اختصاصا رياضيا. فتركيا التي تحدت-حتى نفسها- شهر مارس من سنة 2011 عندما أجهرت عن قدرتها على خلافة اليونان التي سحب منها حق تنظيم دورة 2013 تحرص كل الحرص على توظيف هذا الموعد المتوسطي لتحقيق عدة أهداف. ولان الموعد تنافسي فان الهدف الاول يبقى رياضي في المقام الاول من خلال سعي تركيا لتحسين موقعها بين الدول المتوسطية الرائدة في هذه الالعاب وبالتالي وضع حد لسيطرة الثلاثي ايطاليا و فرنسا و اسبانيا الدائم على المنافسة. فتركيا المتعودة على احتلال المركز الرابع في الترتيب العام تريد استغلال إقامة الدورة بارضها للصعود الى منصة التتويج و احراز على الاقل المركز الثالث في مهمة لا تبدو سهلة المنال . ورغم صعوبة المهمة الا ان تركيا التي سجلت في السنوات الاخيرة استفاقة كبيرة رياضيا, تبني امالا كبيرة على رياضييها خاصة في الاختصاصات الفردية مثل رفع الاثقال و الملاكمة بالإضافة الى الرياضات الجماعية مثل كرة السلة و الكرة الطائرة. ولعل طموح تركيا في إنجاح تحدي مرسين2013 يتجلي بشكل واضح في الارادة التي تحذو السلطات الرياضية في البلاد من اجل اظهار قدرة تركيا الكبيرة في التنظيم لتجعل من الموعد المتوسطي ورقة رابحة اخرى تستعملها لتدعيم حظوظ مدينة اسطمبول المترشحة لتنظيم الالعاب الاولمبية 2020 رفقة مدريد وطوكيو. واكثر من هذا ستكون الفرصة سانحة لتركيا للتفتن بطبيعتها المتنوعة و اظهار قدراتها السياحية الهائلة بمناسبة احتضانها في نفس الفترة لبطولة العالم لكرة القدم (اقل من 20 سنة) التي ستقام مقابلاتها في سبع (7) مدن مختلفة وهي انطاليا و بورسا و غازي نتاب واسطمبول و كايزيري وريز وترابزون. وتحسبا للحدث باتت مدينة مرسين (6ر1 نسمة) المطلة على البحر الابيض المتوسط والواقعة جنوب -شرق تركيا, جاهزة لاحتضان المنافسة المتوسطية التي تنظم كل اربع سنوات منذ الطبعة الاولى التي اقيمت بمدينة الاسكندرية المصرية سنة 1951. وقد استثمرت تركيا قرابة 200 مليون اورو للاعداد للعرس المتوسطي الذي يبدو التحدي والاجتهاد فيه واضحا بالنظر الى ان القائمين على الموعد المتوسطي قد حضروا 54 موقعا رياضيا منهم 11 موقعا جديدا في فترة لا تتعدى ال18 شهرا. ويحتضن ملعب مرسين "فلامبو نوف" الذي يتسع ل25 الف مقعد الحفل الافتتاحي والختامي للالعاب علما ان المدينة تتربع على مساحة ال16 الف كيلومتر مربع وتعيش مرحلة ازدهار واضحة. وعلى الصعيد التنظيمي, تعتزم المدينة التي ستكون في فترة معينة عاصمة حوض البحر الابيض المتوسط -بلا منازع- النجاح في هذا التحدي الذي شرعت في الاعداد له منذ سنتين فقط خاصة وان موعد رياضي ضخم مثل هذا, يحتاج الى فترة لا تقل عن ست(6) سنوات لاعدداه. فانهاء المدينة لاستعداداتها يعد في حد ذاته نجاحا بالنسبة للمدينة التركية التي انتهت من وضع آخر الرتوشات قبل استقبال وفود الدول ال24 المشاركة. — الجزائر: من أجل محو خيبة بيسكارة 2009 .. تبدو مشاركة الجزائر في الطبعة ال17 من الالعاب المتوسطية حاسمة بالنسبة للعناصر الوطنية المطالبة ببذل كل جهودها من اجل محو اثار خيبة دورة 2009 ببيسكارة (ايطاليا) التي لم يتمكن فيها سوى رياضيان اثنان من احراز الذهب وهما على التوالي, العداء عنتر زرق العين( في سباق ال1500 متر و الملاكم حماني رشيد في وزن (75 كلغ) في الوقت الذي اكتفى فيه زملائهم في البعثة الجزائرية بثلاث فضيات و12 ميدالية برونزية. وبمرسين تبقى حظوظ العناصر الوطنية مبنية اكثر على الرياضات الفردية مثل الملاكمة و الجيدو والكرة الحديدية و بدرجة اقل الكراتي. وبالمقابل ستكون المهمة عسيرة جدا في الرياضات الجماعية (كرة السلة و الكرة الطائرة و كرة اليد) بالنظر الى المستوى العالمي الذي تتمتع به تشكيلات الحوض المتوسطي. وستشارك البعثة الرياضية الجزائرية المشكلة من 168 رياضي و رياضية في 16 اختصاصا من ضمن 26 اختصاصا مبرمجا في الدورة. وعليه ستكون الجزائر ممثلة في الاختصاصات التالية: العاب القوى و الكرة الحديدية و الملاكمة و الدراجات و الجمباز و رفع الاثقال و كرة اليد و كرة السلة و الكرة الطائرة و الجيدو و الكراتي و السباحة و الملاحة الشراعية و التجذيف و المصارعة و الرماية والرمي بالقوس. ويتنقل الفوج الاول من البعثة الجزائرية المشكلة من 250 شخصا يوم 18 جوان الجاري الى تركيا، فيما سيتنقل الفوج الثاني يوم 24 من نفس الشهر.