الجيش ينفي انقلابه على مرسي مصر في نفق المجهول شهدت مصر أمس علميات حشد غير مسبوقة للمناصرين والمعارضين للرئيس مرسي في الميادين والشوارع قبل ساعات من نهاية المهلة المحددة من قبل الجيش لأطراف الصراع بإيجاد حل للازمة التي تعصف بالبلاد. وزاد من حدة التوتر والتخوف من الساعات القادمة رفض الإخوان لمهلة الجيش، وعدم وجود في الأفق أي إشارات لوجود تحركات من المعارضة أو الرئاسة بغية التوصل إلى حلول توافقية محتملة، حيث ترى المعارضة أن خروج ملايين المصريين للمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة وإنهاء حكم الإخوان المسلمين هو استفتاء شعبي على إنهاء شرعية الرئيس مرسي، وأنه لا مجال لأي حوار معه. وترفض الحركات الإسلامية المؤيدة للرئيس مرسي وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية بيان الجيش، وتعتبره (انقلابا على الشرعية). وقد أعلنت مصادر عسكرية مسؤولة أن الجيش المصري يواصل نشر قوات بشوارع القاهرةوالجيزة وعدد من المحافظات بالأحياء والمناطق التي بها منشات حيوية وكذا قرب أماكن المظاهرات لمنع نشوب مواجهات. وأوضح المصدر أن الجيش يواصل أيضا الدفع بقوات إضافية ويكثف من تحركاته بجميع مناطق سيناء بعد ورود معلومات بمحاولة بعض الجماعات الجهادية استهداف منشات حيوية ردا على بيان الجيش. وقال المصدر إن القوات المسلحة تناقش حاليا خريطة الطريق التي ستسير بها البلاد خلال الفترة المقبلة وبعد انتهاء المهلة. وكانت مصادر أمنية أشارت أيضا إلى أنها رصدت تحرك بعض عناصر الإخوان المسلمين بمخلف المحافظات في محاولة للحشد في الميادين لمواجهة المتظاهرين المطالبين بإسقاط الرئيس مرسيو وهو ما دعا قوى المعارضة إلى مطالبة الجيش والشرطة بحماية الحشود من هجومات محتملة من طرف عناصر (ميليشيات) الإخوان وحلفائهم حسب تعبير حملة (تمرد). ففي وقت نفى فيه الجيش المصري أيّ نية لدى القوات المسلحة بتنفيذ انقلاب في البلاد، مستدركا على بيانه بمنح مهلة 48 ساعة لحل الأزمة، مؤكدا على أن الجيش سيقف دائمًا إلى جانب الشعب، اعتبر الإسلاميون أن تنحي مرسي أو إجراء انتخابات رئاسية مبكرة لن يكون إلا على رقابهم. فقد خرج مصريو المعارضة قبل ذلك للاحتفال ببيان القوات المسلحة، معتبرين أنه يكتب نهاية الرئيس محمد مرسي، في الأول من جويلية 2013 على طريقة نهاية الرئيس السابق حسني مبارك في 11 فيفري 2011. وأشار الجيش إلى أن القوات المسلحة درع الوطن، وحماية لحدوده من أعداء الخارج، وتؤمّن الجبهة الداخلية أيضًا، ولفت إلى أن القوات المسلحة انحازت إلى الشعب في 1952، وقام بثورته المجيدة في 23 يوليو 1952، وأنهت النظام الملكي، من دون إراقة الدماء، منوهًا بأن القوات المسلحة انحازت إلى الشعب المصري في ثورة 25 يناير 2011، ونبّه إلى أنها تنحاز إلى الشعب المصري في مطالبه المشروعة في هذه الظروف الدقيقة، وأضاف أن مؤسسة الرئاسة والمعارضة مازالت أمامهما الفرصة لمدة 48 ساعة، للجلوس معًا، والاستجابة لمطالب الجماهير، ولفت إلى أن بيان القوات المسلحة واضح، لا لبس فيه، مشيرًا إلى أن التقارير الأمنية التي تلقتها القيادة العامة للجيش المصري، تشير إلى احتمالية ووقع البلاد في اقتتال أهلي، ما لم يتم التوصل إلى حلول شافية للأزمة السياسية التي تمر بها البلاد حاليًا، ونوّه بأن القيادة العامة استشعرت الخطر، لا سيّما في ظل التقارب المكاني بين الحشود المؤيدة للرئيس مرسي في ميدان رابعة العدوية، والمعارضة له أمام القصر الجمهوري. ونفى المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة أن يكون البيان الخاص بالقوات المسلحة انقلابا عسكريًا، وقال إنه في ضوء ما يتردد على لسان بعض الشخصيات في وسائل الإعلام المختلفة، والتي تحاول توصيف بيان القيادة العامة للقوات المسلّحة على أنه انقلاب عسكري، تؤكد المؤسسة العسكرية على ما يلي: (إن عقيدة وثقافة القوات المسلحة المصرية لا تسمح بانتهاج سياسة (الانقلابات العسكرية)، وقد سبق أن نزلت القوات المسلحة إلى الشارع المصري في الأعوام 1977 - 1986 - 2011 ولم تنقلب، بل كانت دائمًا تقف مع إرادة الشعب المصري العظيم وطموحاته نحو التغيير والإصلاح)، وأضاف في بيان له على صفحته على موقع (الفايس بوك): (جاء بيان القوات المسلحة بغرض دفع جميع الأطراف السياسية في الدولة إلى سرعة إيجاد حلول للأزمة الراهنة، والتوصل إلى صيغة من التوافق الوطني، الذي يلبّي متطلبات الشعب المصري)، وتابع: (كما أننا نؤكد أن بيان القيادة العامة للقوات المسلحة يعدّ تفاعلا مع نبض الشارع المصري، وقد أكد على أن القوات المسلحة لن تكون طرفًا في دائرة السياسة أو الحكم، ولا ترضى بأن تخرج عن دورها المرسوم لها في الفكر الديمقراطي الأصيل النابع من إرادة الشعب). وفي مشهد أقرب ما يكون للعرس، توافد المصريون فرادى وجماعات إلى ميدان التحرير، للاحتفال ببيان القوات المسلحة، الذي بدا أنه ينحاز إلى المتظاهرين، وخرج المصريون وأسرهم، آباء وأمهات وأطفالًا، وهم يحملون الأعلام، وأبواق الاحتفال، وبطاقات حمراء مكتوب عليها كلمة (ارحل)، وأطلقت السيّارات أبواق الاحتفال، وسار المصريون في مجموعات إلى ميدان التحرير. مسيرات مؤيدة لمرسي وتزايد محتجي "رابعة" احتشد المعارضون للرئيس المصري محمد مرسي أمام قصري الاتحادية والقبة حتى الاستجابة لمطالب الشعب ورحيل النظام، في مليونية الإصرار. وتزايد عدد المتظاهرين المعتصمين بمحيط القصر، حيث فاق عددهم عشرات الآلاف بالمقارنة باعتصام أول أمس الذي لم يزد فيه العدد عن ألفي متظاهر، وقد تم تشييد أكثر 150 خيمة بطول شارع المرغني في الجهة المقابلة لقصر الاتحادية. فيما أغلق العشرات من متظاهري قصر القبة مبنى حي الزيتون وعلقوا لافتة مكتوبة عليها (الحي مغلق لحين رحيل النظام)، ودعا المتظاهرون موظفي الحي إعلان العصيان المدني لاستكمال أهداف الثورة، وردد المتظاهرون بعض الشعارات منها (العصيان المدني العام حتى سقوط النظام). في سياق متصل، بدأت طائرات الهليكوبتر التابعة لقوات الجيش في التحليق مع بداية ضوء الشمس، أعلى محيط قصر الاتحادية. وفي الوقت نفسه رفضت التيارات الإسلامية تنحّي مرسي أو إجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وقالت إن ذلك المطلب لن يكون إلا على رقابهم. وقال الدكتور محمد البلتاجي، القيادي في حزب الحرية والعدالة: (لن نسمح بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، كما تطالب قوى المعارضة إلا على رقابنا ودمائنا)، وأضاف في كلمة له من على المنصة الرئيسة في ميدان رابعة العدوية، حيث يتظاهر أنصار مرسي ردًا على بيان القوات المسلحة: (لن نسمح بأي انقلاب أيًا كان نوعه)، وتابع: (عندما ينزل بعض الفلول في ست محافظات، ويظنّ البعض أنها ثورة، فهذا هراء)، معلنًا أنه سوف تخرج مسيرات حاشدة د في كل مراكز وقرى مصر مؤيدة للرئيس مرسي وللشرعية. هذا، وزادت أعداد المؤيدين للرئيس مرسي في ميدان رابعة العدوية، بشكل لافت، عقب بيان القوات المسلحة، وتوافد العديد من أنصاره إلى الميدان (دعمًا للشرعية)، ورددوا هتافات مؤيدة للرئيس مرسي، منها: (ارفع رأسك فوق إنت مصري.. ارفع راسك فوق رئيسنا مرسي)، (قالوا عصيان.. صحصح فوق.. إحنا الثوار)، (سمع هس.. مفيش كلام.. الريس مرسي.. تعظيم سلام)، (دب برجلك طلّع نار.. إحنا معانا عزيز جبّار). وبدأ الآلاف من أنصار الرئيس مرسي يتوافدون على ميدان رابعة العدوية لدعم الشرعية. وقالت الصفحة الرسمية لحزب الحرية والعدالة على موقع (الفايس بوك) إن (مسيرة جماهيرية حاشدة تتجاوز 50 ألف شخص دعمًا للشرعية وتأييدًا للرئيس مرسي، تطوف شوارع الجيزة، وبدأت من مسجد خاتم المرسلين في العمرانية وتتجه إلى ميدان الجيزة)، وأشارت إلى أن مسيرات حاشدة خرجت في المحافظات، ومنها محافظة أسوان التي خرجت منها (مسيرة حاشدة من أمام مسجد منصور حمادة في شارع عباس فريد في مدينة أسوان واستمرت على كورنيش النيل وسط هتافات تندد بالانقلاب على الشرعية ومحاولات قلب نظام الحكم من البعض تحديًا لإرادة الشعب المصري. شارك في المسيرة الآلاف من شعب أسوان، وفي مقدمتهم جماعة الإخوان المسلمين، وحزبا البناء والتنمية والأصالة. وقد لاقت المسيرة تأييدًا كبيرًا من أهالي أسوان وسائقي السيارات والركاب، والمارين في كورنيش النيل، كما شارك بعضهم في الهتافات).