واصلت القوّات النّظامية السورية أمس تقدّمها داخل حي الخالدية في مدينة حمص في وسط سوريا، وسط قصف عنيف ومتواصل لليوم العاشر على التوالي، بحسب ما ذكر ناشطون لوكالة الأنباء الفرنسية. قال النّاشط الإعلامي أبو بلال الحمصي إن (الحملة الشرسة على حمص مستمرّة لليوم العاشر على التوالي واستطاعت قوّات النّظام أن تدخل إلى أجزاء من الخالدية بعد قصف كثيف واستخدام أسلوب الأرض المحروقة)، وأشار إلى أن (السيناريو يشبه سيناريو القصير)، في إشارة إلى المدينة التي سقطت أخيرا بأيدي قوّات النّظام في ريف حمص بعد حصار طويل وحملة قصف كثيفة، مضيفا (الحملة شرسة لم نشهد مثلها منذ بدء الثورة)، وأوضح ردّا على سؤال أن قوّات النّظام باتت تسيطر على كتل من الأبنية تشكّل حوالي ثلاثين في المائة تقريبا من مساحة حي الخالدية الواقع في شمال مدينة حمص، وأنها تقترب من مسجد الخالد بن الوليد. وبثّت تنسيقية حي الخالدية شريط فيديو على موقع (يوتيوب) تسمع فيه بوضوح أصوات اشتباكات عنيفة وانفجارات بالقرب من مسجد الخالد بن الوليد، فيما الشوارع مغطاة بالركام، ويظهر الشريط دمارا هائلا وأرضا مهجورة، مع دخان يتصاعد من كل مكان بعد كل انفجار. كما بثّ ناشطون شريطا آخر تظهر فيه حرائق مشتعلة في عدد من المحال التجارية والمنازل في منطقة غير محددة من حمص. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن (الاشتباكات العنيفة) مستمرّة بين (مقاتلين من الكتائب والقوات النّظامية ومسلّحين تابعين لها عند أطراف حي الخالدية)، مشيرا إلى (أنباء عن خسائر في صفوف الطرفين). وأشار ناشط يقدّم نفسه باسم مجاهد الحمصي إلى أن (مائتي قذيفة هاون وصاروخ سقطت خلال نصف ساعة بعيد السادسة صباح أمس الاثنين على الخالدية). وقال أبو بلال إن النّظام (يستخدم كلّ الأسلحة الفتّاكة)، موضحا أن (حوالي ألف قذيفة تسقط يوميا على أحياء حمص القديمة والخالدية وجورة الشياح والقصور والقرابيص)، وأشار إلى وجود (800 عائلة محاصرة في هذه الأحياء مع آلاف الثوّار الذين يقاتلون بسلاح خفيف)، منتقدا عدم إرسال قيادة الجيش الحر أي دعم إلى حمص، وقال إن (حمص في وضع خطير جدّا بعد تقدّم قوّات النّظام في حي الخالدية). من جانبه، قال الرئيس الجديد للائتلاف الوطني للمعارضة السورية أحمد عاصي الجربا إنه يتوقّع أن تصل أسلحة متطورة وفرتها السعودية إلى مقاتلي المعارضة قريباً، وأن تُحدث تغييرا في وضعهم العسكري الذي وصفه بالضعيف. ونقلت وكالة (رويترز) عن الجربا الذي تربطه علاقات وثيقة بالسعودية، في أوّل مقابلة تُجرى معه منذ انتخابه في إسطنبول التركية رئيساً للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، إن المعارضة لن تشارك في مؤتمر للسلام اقترحته الولاياتالمتحدة وروسيا في جنيف ما لم يصبح موقفها العسكري قويا. وأضاف الجربا عقب عودته من محافظة إدلب بشمال سوريا، حيث التقى مع قادة ألوية مقاتلي المعارضة في منطقة جبل الزاوية أن المشاركة في مؤتمر جنيف (في ظلّ هذه الأوضاع غير ممكنة، وإذا كان يتعيّن علينا الذهاب إلى جنيف فيجب أن نكون أقوياء على الأرض خلافاً للوضع الآن فهو ضعيف). وسئل عمّا إذا كانت الصواريخ التي تطلق من على الكتف، والتي يمكن أن تحدّ من التفوق الكبير للرئيس بشار الأسد في الدروع، ستصل لمقاتلي المعارضة بعد أن اضطلعت السعودية بدور بارز في دعم المعارضة خلال الأسابيع الأخيرة، فأجاب قائلا: (نحن ندفع بهذا الاتجاه، وأعتقد أن الأمور الآن أحسن من ذي قبل، وأن هذه الأسلحة ستصل إلى سوريا قريبا). وأوضح الجربا أن أولويته كرئيس للائتلاف هي العمل على تأمين دعم ذي شقين: عسكري وإنساني، قائلا: (إننا نسعى لتوفير أسلحة متطوّرة ومتوسطة المدى للجيش السوري الحر وللمناطق المحرّرة). وعرض الجربا على قوّات الرئيس بشار الأسد هدنة خلال شهر رمضان لوقف القتال في مدينة حمص المحاصرة، حيث يواجه مقاتلو المعارضة هجوماً برياً وجويا شرسا من قِبل قوات الجيش.