نسجت خيوطها والدته و"نفذتها" شقيقته رنّ هاتفه، وبدون تردد راح يرد على صاحب المكالمة المجهولة، وإذا به يجد نفسه أمام صوت (حنون)، وإذا بها تقول له (صح رمضانك)، الشاب الولهان بحب الفتيات تناسى أنه صائم، وراح يبادلها الكلام بصوت (بلبلي)، أعجبت بصوته، اكثر مما أعجب هو بصوتها، وبعدها طلبت منه ان لم يكن هناك حرج بإعادة مكالمته، بدون تردد قال لها (كلميني متى شئت أنا حر من أي قيد...)، وقبل أن يسدل الستار عن أول مكالمة بين الطرفين، ترجاها أن تكلمه من جديد، كونه يجهل رقم هاتفها... وقبل أن يخف نبض قلبه المتأثر بذلك الصوت الملائكي وإذا بهاتفه يرن من جديد، هذه المرة أسرع للرد على صاحب المكالمة، رغم أنه لم يظهر لا رقم صاحب المكالمة ولا هويته، الاسم كان (مجهول). وجد الشاب نفسه من جديد مع صوت ملائكي أكثر (نعومة) من صاحبة المكالمة الأولى، ما إن قال كلمة (ألو)، حتى أجابت (المجهولة)، اسمح لي أنني أخطأت). المسكين، وخشية أن توقف تقطع المكالمة المجهولة إرسالها، رد عليها (لا لست مخطئة أنا هو الشاب الذي تريدين الاتصال به). جوابه أو بالأحرى كلامه، قوبل بضحكة زلزلت قلب الشاب الولهان بالفتيات، لكن لم يكن يدري المسكين أنه وقع في الفخ الذي سيندم فيه عن تلك اللحظة الذي اشترى فيه أول هاتف جوال، وفرح به أكثر من فرحة ذلك الشاب الذي يحصل على تأشيرة دخول دول (شينقن). المسكين، وخشية أن تقطع (المجهولة) مكالمتها الهاتفية، راح يطلب منها رقم هاتفها الشخصي، ليكلمها، فسألته من تكون؟. أجابها الشاب (الولهان)، أنا ابن فلان وفلان، والدي يعمل إطارا في سوناطراك، أما أنا فأملك أكثر من محل تجاري، حين ردت عليه بضحكة عريضة، كادت تسقطه أرضا، وقبل أن يواصل (المسكين) ردت عليه أليس أنت ابن فلان وفلان وتسكن في الحي الفلاني، حينها تجمد الدم في عروقه، وكاد أن يتهاوى أرضا، وحين استفاق من الضربة الموجعة من صاحبة تلك المكالمة (المجهولة)، وجد هذه الأخيرة قد قطعت مكالمتها. ساعة من بعد عاد الى بيت عائلته أشبه بالطائر المكسور الجناحين، لقد تأكد أنه قد سقط في الفخ، فخ فتاة أكيد أنها تعرفه جيدا وتعرف كل شيئ عن عائلته. ما إن فتحت له والدته الباب، قالت له (تستهل أكثر من هذا)... وهو يتلقى التوبيخ من والدته، تأكد له جليا أن صاحبة المكالمة (المجهولة) حدثته من بيت والديه، وفعلا فتلك المكالمة الهاتفية كانت شقيقته، أرادت أن تعرف حقيقة شقيقها الذي أتعب كاهل والديها بسبب مصاريفه الكثيرة لملئ شريحة هاتفه النقال. حينها أقسم (الشاب) أنه لن يرد مستقبلا عن أي مكالمة مجهولة، كما أقسم أنه لن يستعمل هاتفه إلا لضرورة القصوى، بل اقسم لوالدته أن شقيقته أعطته درسا لن ينساه في مسيرته الحياتيه. تلكم هي قصة حقيقية ارتأينا أن نرويها لكم باختصار شديد نتمنى خاصة من المولعين بمعاكسة الفتيات عبر الهاتف النقال أن يأخذوا العبرة من هاته القصة، ومن يدري فقد تقعون في مشكلة تقودكم الى ما وراء القضبان، عافاكم الله وصح صيامكم.