السّلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد: في الحقيقة أنا جد مضطرب ولا أعرف من أين أبدأ الكلام يا سيدة نور، لذلك أرجو أن تمنحيني الفرصة كي أعبّر لك عما يختلج في قلبي. أنا سيد متزوج منذ عشر سنوات من امرأة صالحة لكنها في الآونة الأخيرة تغيرت، ولم أعد أعرف إن كانت نفسها المرأة التي أحببتها وأردتها زوجة، رغم رفض والدتي لها. لقد تخليت عن صلاة التراويح لكي أراقب زوجتي، التي رن هاتفها ذات عشية عندما كنا على مائدة الإفطار، فإذا بها تطلب مني أن أرد على الإتصال لأن الرقم كان مجهولا بالنسبة لها، لقد فعلت وبمجرد أن تكلمت وجدت صوت رجل يطلب مني الحديث مع صديقته فلانة، وذكر اسم زوجتي ثم أنهى المكالمة وعندما سألتها أقسمت أنّها لا تعرفه. هذا الأمر جعلني لا أبارح البيت في الليل والنهار بعدما علقت كل أعمالي ومصالحي حتى صلاة التراويح لكي أراقبها، فأنا أريد أن أوقعها في شر أعمالها، وأخشى لو تبين الأمر أن أرتكب ملا يحمد عقباه. عز الدين/ جيجل الرد: سيدي الكريم؛ يجب أن تعلم أن التصرفات الطائشة ليست بغريبة من بعض الناس، وهذا سلوك له دوافعه الخفية، والتي في الغالب تأتي نتيجة سوء النية والخبث، فالمُتصل لو كان بالفعل يُريد صديقته كما يقول لما تحدث معك، بل في الغالب الأعم يغلق الهاتف خشية العاقبة. فلا أعتقد أنّه يعرف زوجتك، بدليل أنها طلبت منك أن ترد على الهاتف. الفترة الطويلة التي قضيتها مع زوجتك، دون شك كفيلة بمعرفة الكثير عنها، بل من كلماتك فهمت بأنك على ثقة بها لولا هذه المكالمة، فهل من اللائق أن تلغي بناء شامخا بينك وبين زوجتك من الثقة والإنسجام فقط بسبب مكالمة طائشة؟ انزع عن عقلك الشك، وتجاوزه بكل ثقة واستعن بالله تعالى، فالشّيطان يعمل بحرص على تهديم أركان بيتك، كما أنّني ألمس من كلماتك عدم الراحة لتصرف هذا الشخص، بدليل أنك لا تملك دليلا قاطعا على قوله وادعائه، ولو كان بالفعل أكيدا، لما انتظرت كل هذا الوقت. سيدي الكريم لا أرى في هذا التصرف ما يبعث على القلق، تجاوزه واطمئن كثيرا حتى لو أخبرك باسم زوجتك أو أخبرك ببعض المعلومات عنها، فتلك أشياء من السهل الحصول عليها دون عناء، والعابث لا يعيقه شيء، أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأن يحفظ لك بيتك وزوجتك وكرامتك من كيد الكائدين. ردت نور