بقلم: أ.سميرة بيطام بلل وجهك بدموعك فيديك شاهدة عليك، عما قريب أفضل الأيام لك...السماء دائما مفتوحة لك، والكون شاهد عليك و لصوتك المرتعد.. امش أيها الطفل الجميل، فالتاريخ شاهد عليك، رأيتك تراجع دروسك خلف المدافع وتركز جيدا تحت صوت القذائف، ومن هناك من على حافة الوديان لمحتك تغني وأنت جالس فوق صخرة الأكابر. كنت نارا أوقدها جمر الأعداء من اغتصبوا بلدك، لا داعي أن تترجاني ببراءتك فأنت في عيني بريء فوق العادة، لأنك صديق محمد الدرة، ولذلك أحببتك كثيرا منذ رأيتك، قامتك أيها الطفل صغيرة ولم تكن في يوم من الأيام قصيرة... لكم أعجب وأبتسم لما تتسلق بقامتك مدافع ضخمة فانحني تقديرا لأقبل يديك اللطيفتين، والأجمل من ذلك حينما أراك تحمل مصحفا وتبكيني عمدا عندما ترتل كلام الله... فحينما يمتزج الصوت العذب مع إصرار القامة الصغيرة أظل أفتخر بك يا عربي إلى أن تغدو طبيبا أو مهندسا أو مؤذنا أو مجاهدا، فكل الوظائف تليق بقامتك، وإني لأختار من وقتي لأجالسك وأسمع أنشودتك عن بلدك وأنت تصطف أمامي كالجندي مع رفاقك في وقفة الأبطال. كم أزعجت بقامتك نوم العدو، فاختار أن يكبل يديك حتى لا تحمل حجرا أو قلما أو دفترا لكنك تمردت عليهم في أن يمسك أحد منهم بذراعك، لم تكن في يوم من الأيام سهلا ولم تكن نظرتك حانية بل كانت متوعدة أن تنتقم لبلدك، لأنك رحت تعصف بغضبك حزنا على أمك وأبيك وإخوتك وأهلك جميعا لما اغتالوهم أمام عينيك، أعرف جيدا حق وطنك عليك، فلكم كانت الحجارة كبيرة في قبضة يدك لأنك ألفت مداعبتها منذ ولدت.. قفزتك الجنونية من على سور بيتك كانت كالشرارة تسابق الرصاصة في سرعة البرق وأنت تفر من عدوك لما طاردك، مرة تراوغ بالاختباء ومرة تعاكس الاتجاه بالمشي خلسة، فلكم حيرني ذكاءك وأنت بعد صغير، ربما لأنك عربي وتحمل في صدرك الكثير من الثأر لجرحك وأنت بعد صغير.. كنت مزعجا في الشارع ومن أمام عتبة بيتك لأنك تقوم بأدوار البطولات يعجز عنها الكبار، وهذا ما يزيدني إعجابا بقامتك الصغيرة، فأنت تدخل المنافذ من مداخل صغيرة، فلولا صغر قامتك لما ولجت مضايق ضيقة، فأنت تستطيع أن تكون مجرما في نظر العدو ولكن فدائيا في نظر أمك وأبيك وأبناء وطنك.. لم تحتويك القوانين الدولية ولا الوطنية لأنك غدوت متمردا وربما خارجا عن القانون وهذا في نظرهم، أما في نظر أبناء العروبة فأنت بطل دوخت العالم ببطولاتك.. فكنت القدوة والأنموذج. تمر من أمام أنقاض الدمار ولا تبالي، وتجمع صدفا لتلعب أنت ورفاقك أو تمضي لتشيع جنازة أحد رفاقك ممن سقطوا في ميدان الشرف، تستطيع أن تحمل النعش مع رفاقك لأنك تقويت على تحمل الآلام والصعاب وأنت بعد صغير، أتذكرك طفلا حينما أراك تلعب، أما حينما يطاردك العدو فأنت البطل حينما شغلت انتباه الكبار في أن يطاردوك.. لن تبكي أمام أمك حينما يقصف بلدك ولكنك ستمسح دمعتها من أنك شهيد المستقبل فتعطيها الوعد تلو الآخر من أنك في سبيل الله ماض حتى تستشهد.. ما أروعك حينما تصبر أمك بكلام سيدخلك الجنة.. وما يزيدني لوعة بشجاعتك حينما يقتادك العدو للزنزانة ولا تستنجد بأمك لأنك ترى في الاستنجاد قلقا لها، فرحت تمشي ولسانك يكبر وصوتك يعلو عاليا فوق رشاشاتهم في أنك لا تخشى الرصاص ولا القنابل.. سأظل معجبة بك ما دمت تعرف من هو عدوك الحقيقي ومن يتغنى بالسلام ليخدعك، أثق فيك يا بطل إنك لا تأمن سلام الخونة.. هل فهمت الآن لما تعجبني قامتك أيها الطفل العربي؟ ولتطمئن لإعجابي أهديك هذا المقال خصيصا في عيدك.. عيد النصر الطفولي مع تحياتي وتقديري لك أيها الفلسطيني والشامي.. ألف تقدير وتحية.