إسلام، لقد كتبنا وأسلنا الكثير من الحبر، وتمنينا أن يتحرك أصحاب القلوب الكبيرة، ويهبوا إلى نجدتك وانتشالك من الحبس الذي أنت تعاني فيه.. طرقنا أبواب وزارة الخارجية، ونزلنا إلى البرلمان نستجدي نوابنا التدخل، مع العلم المسبق بأن عيونهم بصيرة وأيديهم قصيرة، ورحلنا هاتفيا إلى مكتب القنصل العام بالدار البيضاء.. لكن فشلنا. أيها البطل الصغير، لم يبق أمامنا سوى الذهاب إلى قصر المرادية وطرق باب الرئيس بوتفليقة بقوة، ربما لم يطلع على كتاباتنا، ليأخذ الأمر على مأخذ الجد ويتحرك.. لقد طال غيابك عن أمك التي ترفض عيناها التوقف عن ذرف الدموع، وأحبائك في الحي، وفي ميناء سيدي فرج أين كنت تتدرب على ركوب الأمواج العاتية. إنك وأنت البطل في ركوب الأمواج قادر على تحمّل المزيد من مرارة الصبر وتخلي أولياء أمورنا عنك، فمثلك وإن تخلى عنه كبار قومك، فإن جميع أطفال الجزائر أصبحوا يعرفونك ويدعون لك بفك أسرك. إسلام، إنني من موقع الأب، والأخ، والجار، أشد على أزرك وأترجاك ألا تستسلم، وتظل شامخا بأنفك إلى السماء، متذكرا أنوف أجدادك التي لم تتمرغ يوما في التراب على أيدي ''البرّاني'' وإن ادعى الأخوة وحسن الجوار. أيها الطفل البطل، لك الله، ومعك الله، واعذرنا إن قصّرنا.. فقد تبنينا قضيتك من البداية إيمانا بعدالتها، وبخبث من فبركها، وبأنك ضحية لعب الكبار بالصغار. اليوم، أقسم النواب على حمل صورتك وصوتك إلى مؤسسات الدولة.. ومن الوزراء من أقسم بأغلظ الأيمان أن الدولة ورئيسها واقفون خلفك ولن يتخلوا عنك.. نحن نريد منهم أن يقفوا أمامك وليس وراءك. من خلال هذا المنبر الحر، ندعو جميع أطفال الجزائر التواقين إلى الحياة الكريمة وإلى حقهم في العيش بأمان، بعيدا عن خلافات الكبار، إلى أن يحملوا صورتك في كل مكان، إذ لا يعقل أن ''يُحفر'' الصغار أيضا في هذا الوطن. وعلى أمل أن نراك وأنت بأفضل حال بيننا وفي وطنك البعيد عنك قسريا، وعلى أمل أن يتحرك ''سيد القوم''، نسأل لك العافية وأن يقويك على مؤامراتهم.. والله معك يا ولدي.