شهدت الأيّام العشرة الأولى من الشهر الفضيل تناميا كبيرا لظاهرة تهريب ومحاولة تسويق المخدّرات، خاصّة على المناطق الحدودية للجزائر، أين يستغلّ بارونات المخدّرات الفترات اللّيلية لتنفيذ عملياتهم، لكن مع المخطّطات الأمنية وتكثيف المراقبة على الشريط الحدودي للوطن، إضافة إلى البرنامج الخاص الذي سطّرته مصالح الأمن المشتركة بمناسبة الشهر الكريم والذي أحدث شرخا في صفوف عصابات التهريب لم تجد تلك العصابات ضالّتها خلال هذه الأيّام بعد أن تمّ إجهاض 5 محاولات لإغراق الوطن بأزيد من 7 أطنان من الكيف المعالج في أربع ولايات من الوطن، وهي محاولات أكّدت تكالب تجّار (الزطلة) على الجزائر والجزائريين. سجّلت أمس قوّات حرس الحدود لمنطقة سيدي بوجنان بولاية تلمسان في بيان لها تحوز (أخبار اليوم) نسخة منه أن المصالح ذاتها تمكّنت من خلال دورية لها في مجال الاختصاص من استرجاع 12 قنطارا و68 كلغ من الكيف المعالج كانت على متن سيّارة من نوع (رونو 25) تحت ترقيم أجنبي مهملة من طرف مهرّبي المخدّرات على بعد كيلومترين من الحدود الوطنية، حيث تعدّ العملية الثانية منذ أسبوع في الولاية بعد ما تمكّنت المصالح ذاتها لحمّام بوغرارة الأسبوع المنصرم من الإطاحة بإحدى أخطر عصابات التهريب التي تنشط غرب الوطن، مع حجز كمّية قدّرت بأزيد من 7 قناطير من الكيف المعالج. وجاءت العملية بعد ورود معلومات إلى ذات الجهات الأمنية، أين أوقفت مصالح الدرك الوطني سيّارة من نوع (داسيا لوفان) خلال نقطة مراقبة على مستوى الطريق الوطني رقم 35 في شقّه الرّابط بين حمّام بوغرارة والرّمشي، حيث تبيّن بعد تفتيشها أنها تحوي كمّية من الكيف المعالج تزن 7 قناطير و50 كلغ، فيما كانت أكبر حصيلة تلك التي سجّلها أعوان الجمارك بولاية ورفلة نهاية الأسبوع المنصرم، حيث قدّرت الكمّية المحجوزة ب 47 قنطارا. وتمّت العملية إثر مطاردة لمهرّبين اثنين قبل الإفطار بضواحي حاسي مسعود في عملية مشتركة مع أفراد الجيش الوطني الشعبي بناء على معلومات تلقّتها مفتشية الجمارك. في ولاية وهران أيضا تمكّنت المصالح ذاتها من خلال استغلالها لمعلومات وحصولها على إذن بالتفتيش من توقيف 5 أشخاص وحجز داخل مزرعة تقع بمنطقة السينية في نفس الولاية 1 قنطار من الكيف المعالج. وتعتبر هذه الكمّية المحجوزة قياسية في ظرف عشرة أيّام فقط. فيما تواصل مصالح الأمن المشتركة بالتنسيق مع حرس الحدود حربها ضد بارونات المخدّرات، خاصّة من جهة الحدود الغربية، على غرار ولاية تلمسان التي تلقّب بمحطّة العبور. وكان المسؤول الأوّل للمصلحة الجهوية لمكافحة المخدّرات بتلمسان قد كشف عن تضاعف محجوزات المخدّرات بالجهة الغربية مؤخّرا وما انجرّ عن عرضها وطلبها من البلد المجاور والمقدّرة بداية السنة الجارية بأكثر من 2145 كلغ من الكيف المعالج، حسب المصلحة الجهوية لمكافحة المخدّرات التي أكّدت للمسؤول الأوّل أن المادة تخطّت الخطّ الأحمر بعدما تضاعفت بما يزيد عن العشرين مرّة خلال سنة 2011، أي ما يمثّل 39 طنّا وخمسة قناطير من الكيف ضبطت العام المنصرم كمّية كافية لتعليل عملية الحجز بالحدود الغربية. من جهتهم، مسؤولو فرقة مكافحة المخدّرات بالجهة الغربية لا يزالون يؤكّدون ضرورة تدعيم الفرقة بالإمكانيات لأنها تنشط على مستوى الجهة الغربية وتحتاج إلى الدعم للوقوف في وجه البارونات الذين حوّلوا الجزائر إلى طريق خصب لعبور المخدّرات وبكمّيات كبيرة.