تحرص الشابة البريطانية جيما ويل والألمانية سارة فرانشيسكا إلى الذهاب للإفطار الجماعي وحضور دروس في رمضان والدين الإسلامي ضمن مشروع أعد للمسلمات الجدد لمساعدتهن على الانخراط في مجتمعهن الجديد. ويواجه معتنقو الإسلام الجدد صعوبات في الصيام نظرا لطول فترة النهار خلال شهر رمضان التي تصل إلى 18 ساعة في اليوم، لكن ذلك لم يمنعهم من الإقبال بفرحة وسعادة على صيام الشهر الفضيل. وكشفت دراسة بريطانية عن تزايد عدد البريطانيين الذين اعتنقوا الإسلام في المملكة المتحدة، مشيرة إلى أن أكثر من نصفهم من الإناث، وهو ما أكده أيضا معهد غيتستون البريطاني الذي أشار إلى زيادة مطردة في الداخلين للإسلام. ومن بين هؤلاء جيما ويل (25 عاما) التي ولدت في لندن لعائلة كاثوليكية ودرست في المدارس الكاثوليكية من سن ثلاث سنوات حتى 18 سنة. اعتنقت ويل الإسلام عن طريق صديقتها التي شرحت لها أساسيات الدين الإسلامي لتدرك أنها لم تكن تعرف شيئا عن الإسلام، وشعرت كما تقول أنها حقا جاهلة جدا بهذا الدين وكل ما كانت تعرفه عنه هو (الإرهاب) وإجبار النساء على ارتداء البرقع. قررت الشابة البريطانية معرفة المزيد عن هذا الدين عبر القراءة وفهم أكثر عن الإسلام لتكتشف أن مسجد ريجنت بارك ينظم حلقات دراسية عن الإسلام للمسلمين الجدد وغير المسلمين. بدأت الرغبة تراود الفتاة لتعلم المزيد لتدرك أن كل ما تعلمته عن هذا الدين يتفق مع رغباتها وتذكرت كيف ذهبت للصلاة في المرة الأولى وعلى الرغم من عدم معرفتها وقتها بسورة الفاتحة أو أي سورة أخرى لكنها شعرت بشيء بداخلها أنها على اتصال مع الله. وتقول ويل إنها شعرت بدعم لم تتصوره حيث تتوالى عليها الدعوات من المسلمات للإفطار، ومن جهات إسلامية أخرى، وإنها تشعر بالفخر والسعادة كونها مسلمة جديدة. من جانبها تحدثت سارة فرانشيسكا يلك (25 عاما) عن أن واحدا من تلك الأشياء التي جعلها تتعرف على الإسلام التقاليد الجميلة للمسلمين، حيث كانت والدتها تعمل في الشرق الأوسط لسنوات عديدة، ومثل ذلك فرصة لها للتعرف على الثقافة الإسلامية والعربية خصوصا عندما زارت دولة قطر عندما كانت تبلغ أربعة عشر ربيعا. سمعت الفتاة الألمانية الأذان لأول مرة وجلست على شرفة الفندق في رهبة للاستماع إلى (الصوت الجميل الذي يحيط بها من كل جانب). ذهبت فرانشيسكا إلى الجامعة حيث التقت مع العديد من المسلمين، وأصبح أحدهم صديقا لها وكانت تسأله بصورة دائمة عن الإسلام سيلا من الأسئلة (وكان هو صبورا معي للغاية ليصبح بعد ذلك زوجي والحمد لله). وقد أكدت عدد من المسلمات أنه رغم فترة الصيام الطويلة في بريطانيا فإنهن يجدن راحة وطمأنينة، ويمثل رمضان لهن (شهرا سحريا) وخاصة بالنسبة للمعتنقين للإسلام حديثا، حيث يمثل هذا الواقع لهم فرصة للقاء إخوانهم المسلمين ومعرفة المزيد عن الدين الخاتم. وتعليقا على ذلك قال رئيس مجلس الأمناء لمسجد فينسبري بارك في لندن محمد كزبر إنه (رغم الحملة الشعواء على الإسلام والمسلمين في بريطانيا من قبل الإعلام المتحيز ومحاولته تشويه صورة الجالية الإسلامية لعزلها عن باقي المجتمع البريطاني، إلا أن هذا الأمر أحدث ردة فعل إيجابية لعدد لا بأس به من المجتمع البريطاني، حيث قاموا بالبحث أكثر عن هذا الدين وزاد عدد شراء القرآن الكريم المترجم إلى اللغة الإنجليزية). وأوضح في هذا السياق أن المسجد استقبل خلال الأسبوع الماضي أكثر من خمسمائة زائر معظمهم من العائلات للاطلاع على المعارض المتخصصة والقيام بجولة في المسجد، مشيرا إلى أن هذه الفعاليات كان لها أثرها الإيجابي في الإقبال على الدخول في دين الله حيث لا يمر يوم إلا ويدخل عدد من البريطانيين في الإسلام خاصة النساء حيث تتجاوز أعدادهن أضعاف الرجال. وأوضح كزبر أن المؤسسات الإسلامية لاسيما المساجد عليها مسِؤولية رعاية هؤلاء المسلمين الجدد وتقديم كل أشكال الدعم المعنوي والعلمي لهم وتأمين جو يلائم وضعهم الجديد.