صنعت أزمة المياه وجفاف حنفيات السكان هذه الأيام جوا مشحونا ومتوترا في العديد من مناطق الوطن جراء طول مدة المشكل الذي يعود الى الواجهة كل موسم صيف و خاصة عند ارتفاع درجات الحرارة على شاكلة التي تعرفها البلاد هذه الأيام، حيث لم يجد الكثيرون ما يسدون به عطشهم بعد يوم كامل من الصيام ما دفع ببعضهم الى الخروج الى الشارع والاحتجاج في خطوة لجلب انتباه المسؤولين المعنيين. ومن أهم المناطق التي رصدناها في هذا الموضوع تلك الواقعة كل في ولايات المدية والبويرة وبجاية. بسبب عطب في المضخة الرئيسية شهر دون قطرة ماء بقرية عين العزراء بالجباحية! يواجه سكان قرية عين العزراء ببلدية الجباحية الواقعة على بعد حوالي 20 كلم شمال غرب البويرة، أزمة عطش خانقة منذ قرابة الشهر لأسباب أرجعتها مصادر موثوقة الى وجود عطب بالمضخة التي تزود القرية بمياه الشرب والتي يعود انقطاعها الى بداية شهر جويلية الجاري. وهو الوضع الذي أدخل سكان القرية في دوامة البحث عن قطرة ماء في أي مكان خاصة أمام ارتفاع درجة الحرارة الى ما يقارب 40 درجة مئوية يوميا، ناهيك عن تزامن ذلك وشهر رمضان الكريم أين يصعب على الإنسان الصائم التنقل لجلب صهاريج المياه من الينابيع والآبار كحل مؤقت في انتظار أخذ الجهات المسؤولة التي تم إعلامها لعدة مرات بالمشكل على محمل الجد وطالبوها بإصلاح عطب المضخة في أقرب وقت ممكن نظرا لأهمية هذه المادة المتعددة الاستعمالات. وأضاف سكان قرية عين العزراء إن توقف التموين بالمياه الشروب أصبح مشكل يتجدد في كل مرة مما يتطلب حلا نهائيا من خلال الوقوف على الأسباب التي تقف وراء العطب والذي تم إصلاحه منذ أيام قليلة بعد معاناة وغياب المياه لأزيد من الثلاثة أسابيع شهر ماي المنصرم لنفس السبب وهو ما دفع قاطني القرية الى الاستنجاد بأقرب عنصر طبيعي للمياه هذا الأخير الذي يبعد عن القرية بأزيد من 10 كلمترات حسب السكان الذين ناشدوا تدخل السلطات الولائية لإنهاء المشكل بعد تأخر مصالح البلدية في إصلاح العطب على الرغم من وعودها بحله بعد تلقيها لعدة شكاوي ونداءات استغاثة رفعتها العائلات القاطنة بهذه القرية النائية الوعرة التضاريس والتي اعتادت المياه أن تهجرها في انتظار تحقيق حلم ربط القرية وعدة قرى مجاورة بالمياه ضمن مشاريع التحويلات الكبرى لمياه السدود خاصة بعد أن أصبحت هذه المادة هوس سكان دائرتي القاديرية والاخضرية بالجهة الغربية للولاية على الرغم من مشاريع الربط الترقيعية بشبكة مياه الشرب. ..السكان يخرجون الى الشارع ويحتجون جراء أزمة المياه في قصر البخاري جدد أمس الأول وللمرة الثانية، سكان قصر البخاري احتجاجاتهم بغلق أهم الطرقات بكل من شارع 20 أوت ووسط المدينة وحي محمد خميستي، مع التهديد بالخروج إلى الشارع للمطالبة بتوفير قطرات الماء الشروب في عز فصيل الصيف. وهذا بعد فشل عديد النداءات الموجهة للوكالة الجزائرية للمياه والتي لم تتمكن هي الأخرى من إيجاد حلول ناجعة لهذه الأزمة. حيث سبق وأن دفع المشكل نهاية الأسبوع الماضي ومباشرة بعد الإفطار،سكان قصر البخاري ب 64 كلم جنوبالمدية، بقطع الطريق الوطني رقم1 انطلاقا من المدخل الشمالي ولغاية حي الوئام (عجلانة) على نحو 2 كلم، بسبب جفاف حنفياتهم لمدة طويلة تفوق أشهر حسب مصادر ل(أخبار اليوم)، حيث تتواصل معاناة سكان مدينة قصر البخاري ال:78 ألف نسمة، جراء تذبذب التزويد بالمياه الصالحة للشرب والتي تعرفها هذه البلدية لأكثر من عشر سنوات عجاف، الأمر الذي نجم عنه توسيع دائرة الاحتجاج لدى المواطنين السكان الذين أعربوا عن تذمرهم الشديد للتباطؤ المميت للسلطات المعنية المحلية والولائية في وضع حد نهائي لأزمة المياه الصالحة للشرب التي يعيش سكانها معاناة ملفتة للنظر، خاصة بعد أن قام صاحب ملبنة قصر البخاري بربط ملبنته وبطريقة غير شرعية بشبكة مياه الشرب حسب ذات المصادر، والتي كانت تزود عدة أحياء من مدينة قصر البخاري، ما تسبب في انقطاع قطارات إكسير الحياة عن حنفيات القاطنين وفي عز فصل المتميز بارتفاع غير فصلي في درجات الحرارة الأيام الأخيرة والمتزامن والشهر الفضيل، حيث يكثر الطلب على استعمال المياه مما يضطر عديد العائلات إلى الاعتماد على كراء الصهاريج والاستعانة بينابيع المياه القريبة على غرار مناطق البلديات (بوغار - سانق والمفاتحة)، أين يعتمد سكان الأحياء الشعبية على الحمير لجلب المياه إلى منازلهم ومن عيون وينابيع غير صحية، والتي قد تتسبب في تعرض أفراد خاصة الأطفال منهم إلى أمراض معدية قد لا تحمد عقباها -أضافت مصادرنا- ذات الصلة بالقطاع الصحي. على النقيض ....سد تيشي حاف في بجاية ينقذ 3 بلديات من الأزمة ستشهد ثلاث بلديات وهي فرعون، سمعون وبني جليل بولاية بجاية، انفراج في أزمة ماء الشرب قريبا بعد معاناة طويلة عكرت صفوة حياة السكان، ومن المنتظر أن يستفيد من هذه العملية 12000 ساكن ببلدية فرعون وحدها. وقد شرعت الجهة الوصية في تزويد بلديات، سمعون، بني جليل وشلاطة منذ سنة 2012 من سد تيشحاف، حيث جاء ذلك تطبيقا للبرنامج المسطر والمتضمن بتزويد 26 بلدية والتي يستفيد منها حوالي 45000 ساكن، وقد خصصت الدولة غلافا ماليا لا يقل عن 10 ملايير دينار على ثلاث مراحل ، هذا في انتظار استكمال البرنامج ليشمل البلديات الباقية منها أيت رزين، إغرام، إغيل أعلي، بني مليكش، تزمالت وبوجليل، بغلاف مالي يقدر ب 60 مليون دينار ويتم ربط حوالي 90000 عائلة بالمياه الصالحة للشرب، وقد تم الكشف عن بدء عملية إسناد هذه المشاريع للمؤسسات المعنية قصد الشروع في عملية التجسيد خلال شهر على أكثر تقدير. وللإشارة فإن عملا جبارا قامت به الدولة منذ أن شرعت في إنجاز سد تيشحاف، ومنذ ذلك اليوم دخلت ولاية بجاية مرحلة جديدة في توفير هذه المادة الحيوية لسكان الولاية وقد حقق المشروع اكتفاء ذاتي لا يقل عن 90 بالمائة والباقي يتم مواصلة استغلال آبار منبع الأزرق الموجودة ببلدية درقينة، بغض النظر المخزون الاستراتيجي الذي تزخر به المنطقة من المياه الجوفية والتي تضمن ماء الشرب إلى غاية سنة 2025 إذا تم استغلالها بالكامل، وإلا فإنها تعتبر مادة كامنة مخزنة طبيعيا تجعل المنطقة بعيدة عن أي تخوف محتمل بسبب الجفاف، وفي هذا الشأن دأبت السلطات المحلية على التفكير في انتهاج سياسة استهلاكية رشيدة، بدايتها القضاء على التسربات التي تذهب في الطبيعة هباء منثورا، إلى جانب ضبط سياسة حكيمة في التوزيع ومحاربة التبذير بقدر الإمكان، وهو ما جعل هذه المادة تسيل في حنفيات السكان بشكل يستجيب لحاجياتهم اليومية، ومن خلال هذه المعطيات فإن احتياطي المياه الصالحة للشرب تبعث على الارتياح بشكل نسبي ولمدة 25 سنة على الأقل بشرط أن يشارك المواطن في الحفاظ على الجانب الاستهلاكي.