رابطة الدفاع عن حقوق الإنسان تدق ناقوس الخطر أقدم أول أمس رب عائلة في العقد الرابع من العمر على محاولة الانتحار بمقر مديرية النشاط الاجتماعي والتضامن بولاية الشلف، بعدما فشل في مقابلة المدير الذي لم يكن متواجدا بمكتبه، حيث قام برش نفسه بالبنزين قبل أن يتدخل أعوان الأمن العاملون بالمديرية وأعوان الشرطة بهدف إقناعه بالعدول عن الفكرة. كشف بيان الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان مكتب ولاية الشلف تلقت أخبار اليوم نسخة منه أن مسبوق قضائيا في العقد الرابع من العمر، يعيش رفقة زوجته وابنته الرضيعة بمركز استقبال الأشخاص بدون مأوى الكائن مقره بحي الزبوج بعاصمة الولاية، أقدم على محاولة الانتحار بعدما تنقل إلى مقر مديرية النشاط الاجتماعي لملاقاة المدير والتوسط عنده قصد الاستفادة من سكن اجتماعي، إلا أنه لم يتمكن من رؤية المدير الذي كان خارج مكتبه وهو ما أثار حفيظة هذا الشاب الذي قام برش جسده بمادة البنزين وهدد بحرق نفسه وهو في حالة كبيرة من الهيجان والغضب، متمكسا بحضور المسؤول الأول على القطاع. وقد تم بعد أن عمت فوضى عارمة وصدم العمال والحضور بالمشهد المروع ومحاولات حثيثة قام بها أعوان الأمن العاملين بالمديرية وعناصر الشرطة، إقناع هذا الأخير بالعدول على فكرة الانتحار، وتقديم له الإسعافات اللازمة وتحويله إلى مقر مصالح الأمن للتحقيق معه ومعرفة الأسباب الحقيقية التي دفعته لمحاولة حرق نفسه، علما أنه منذ أزيد من شهرين توفي شاب يبلغ من العمر 25 سنة بالمستشفى بالعاصمة متأثرا بحروق بليغة نتيجة قيامه بسكب البنزين على جسده وحرق نفسه داخل مقر مديرية النشاط الاجتماعي والتضامن بالشلف. وكشف تقرير الرابطة التي دقت من خلاله ناقوس الخطر أن ولاية الشلف شهدت العديد من عمليات الانتحار منذ جانفي 2013 ادت إلى وفاة 03 اشخاص حرقا من بينها محاولة انتحار جماعي حرقا لثلاثة شبان تتسبب في إصابة مدير النشاط الاجتماعي ومدير دار الطفولة والمنتحر الذي لفظ أنفاسه الأخيرة اول امس متأثرا بالحروق البليغة التي أصابته، حالة الإنتحار هذه أقدم عليها ثلاث شبان، الحادثة وقعت صباح يوم الأحد الماضي، حين تقدم ثلاث شبان تتراوح أعمارهم ما بين 23 و25 سنة إلى مديرية النشاط الإجتماعي، قصد، ملاقاة المدير والذي كان لحظتها مشغولا مع مدير الطفولة المسعفة، حيث أراد الشباب الثلاثة نقل إنشغالتهم إلى المسؤول الأول عن المديرية، والمتمثل، في معرفة مصيرهم بعد أن قرر مسؤول دار الجمعيات طردهم من مناصب عملهم التي استفادوا منها في إطار الإدماج المهني، حيث أرادوا إستفسار واضح ونظرا لإنشغال المدير والرد من الكاتبة بأنه منشغلا، قام هؤلاء بتنفيذ محاولة الإنتحار، خلفت إصابة ثلاثة أشخاص. كما شهدت نفس الولاية محاولة انتحار 05 أفراد من عائلة واحدة بسبب أزمة السكن رفض رئيس الدائرة استقبالهم، حدثت الواقعة بدائرة الكريمية، حين تقدم خمسة أفراد من عائلة واحدة ويتعلق الأمر بكل من مراد 34 سنة، رقيب 30 سنة، حميد 28 سنة، يوسف 22 سنة ولخضر 19 سنة إلى مقر دائرة بالكريمية، حيث قام الأشخاص الخمسة برش البنزين على أجسادهم، محاولين إشعال النار والإنتحار، وحسبهم بعد نجاتهم من الإنتحار، يرجع سبب إقدامهم على الإنتحار بعدما شعروا بالحقرة والظلم من طرف السلطات المحلية وخاصة مصالح الدائرة التي أقصت عائلتهم من قائمة المستفيدين من الحصة السكنية الموجهة للقضاء على البناء الهش. كما أقدم شاب في عقده الثالث من العمر، على محاولة الإنتحار حرقا، أمام مكتب المير الجديد لبلدية بوزغاية، إحتجاجا على عدم إستفادته من منصب عمل بالبلدية كونه بطال، ونفس الشي الذي اقدم عليه معوق حركيا أمام مقر مديرية النشاط الاجتماعي بعدما رش جسده بالبنزين وذلك بسبب عدم تغيير كرسيه المتحرك المعطل. وفي يوم 06 جوان 2013، في حدود الساعة الثامنة والنصف صباحا، اهتزت المديرية الولائية لأمن ولاية الشلف، على وقع انتحار شرطي داخل مكتبه، مستعملا في ذات الوقت مسدسه الشخصي في إنهاء حياته بطلقة نارية وتبقى الأسباب الانتحار مجهولة. وقد أرجع التقرير أسباب الانتحار بولاية الشلف إلى غلق أبواب الحوار وبيروقراطية الإدارة واستعمال سلطة تعسف، انعدام فرص العمل وتكفل بالمواطنيين، ازدياد الأعباء المالية على كاهلهم، تهميشهم وإقصائهم، غياب الرقابة وصرامة تطبيق القوانين على مصالح الإدارية. وغياب الشفافية والعدالة الاجتماعية في تكفل بالانشغالات المواطنين، وهروب المسؤولين، فضلا على انعدام برنامج للتنمية والسير بها في الاتجاه المعاكس لمطالب السكان وظهور ظاهرة الرشوة والمحسوبية. كما دعت الرابطة إلى فتح باب الحوار مع المواطنيين وإيجاد وتوفير بيئة تسود فيها الشفافية والعدالة الاجتماعية وليس شيء آخر.