أشرف رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة والوزير الأوّل عبد الملك سلال ممثّلان لرئيس الجمهورية السيّد عبد العزيز بوتفليقة مساء الأحد بالجامع الكبير بالجزائر العاصمة على تكريم الفائزين الأوائل في مسابقة الجزائر الدولية لحفظ القرآن الكريم وتفسيره وتجويده في طبعتها العاشرة والمسابقة التشجيعية الوطنية لصغار حفظة القرآن وذلك بمناسبة إحياء (ليلة القدر) المباركة. غاب رئيس الجمهورية عن المناسبة لأوّل مرّة منذ وصوله إلى الحكم سنة 1999بسبب مواصلته فترة علاجه الذي حال دون إمكانية حضوره الحفل، ولا يبدو مستبعدا أن يغيب كذلك عن مراسيم صلاة عيد الفطر المبارك. وفي بداية حفل (ليلة القدر) كرّم رئيس المجلس الشعبي الوطني السيّد محمد العربي ولد خليفة الفائزين الثلاثة الأوائل في مسابقة الجزائر الدولية ال 10 لحفظ القرآن الكريم وتفسيره وتجويده، والتي شاركت فيها 49 دولة من مختلف المعمورة. وقد نالت الجائزة الأولى الطالبة هاجر سباح من الجزائر العاصمة، بينما تحصّل على الجائزة الثانية الطالب عبد العزيز عبد اللّه علي الحمري القدر من دولة قطر ورجعت الجائزة الثالثة للفارس عوض عبد الرحمن إيهاب حسين من اليمن. ومن جهته، قام الوزير الأوّل عبد المالك سلال بتكريم الفائزين الثلاثة الأوائل في المسابقة التشجيعية الوطنية لصغار حفظة القرآن الكريم الذين تقلّ أعمارهم عن 15 سنة، حيث فاز بالمرتبة الأولى الطالب مصطفى شكري من الجزائر العاصمة ورجعت الجائزة الثانية والثالثة على التوالي لكلّ من الطالب سوسن بوهالي من ولاية سطيف وموسى أريك من ولاية تمنراست. وبهذه المناسبة، تمّ تكريم أيضا أعضاء لجنة التحكيم التي أشرفت على مسابقة الجزائر الدولية التاسعة لحفظ القرآن الكريم وتفسيره وتجويده، وكذا أعضاء لجنة التحكيم التي أشرفت على المسابقة التشجيعية الوطنية لصغار حفظة القرآن الكريم. كما كرّم رئيس الجمهورية السيّد عبد العزيز بوتفليقة بهذه المناسبة بدرع وزارة الشؤون الدينية والأوقاف تسلّمه نيابة عنه رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة قدّمه له الطفل موسى أريك عرفانا له بالجهود التي يبذلها من أجل رعاية وخدمة كتاب اللّه وتحفيظه في أوساط الأجيال الصاعدة. وقد ألقى بالمناسبة العظيمة هذه السيّد بن عزوز أستاذ بمعهد التكوين الأئمة بالعاصمة درسا تحت عنوان (نفحات ليلة القدر) ذكّر فيه بمغزى ومعاني ليلة القدر المباركة التي نزل فيها القرآن الكريم، والتي خصّها اللّه تعالى كأفضل ليلة على الإطلاق تتنزّل فيه الملائكة والرّوح فيها بإذن ربّهم من كلّ أمر سلام هي حتى مطلع الفجر. وقال الأستاذ إن مسابقة الجزائر الدولية لحفظ القرآن الكريم وتفسيره وتجويده هذه استقطبت العديد من العرب والعجم من الصين والفلبين ومن أوساط إفريقيا، مشيرا إلى (أن الخير كلّ الخير في وحدة الأمّة والوئام والأمن والسلام كما أوصى ديننا الحنيف وليس في تمزّقها وتفرّقها)، وذكر أن هذه المناسبة التي تتزامن والاحتفال بالذكرى ال 50 للاستقلال وخروج الاستعمار الذي حاول -كما أضاف- طيلة فترة الاستدمار طمس الهوّية الوطنية، غير أن ذلك لم يزد الشعب الجزائري إلاّ تمسّكا بالقرآن الكريم وبفضل ذلك شيّدت المعالم الحضارية، وها هي المساجد تنتشر في كلّ التراب الوطني ومحاريبها ومنابرها تصدح وتدعو إلى الانتصار لكتاب اللّه تعالى. يذكر أن هذا الحفل التكريمي استهلّ بتلاوة آيات بيّنات من الذكر الحكيم وإتمام ختم قراءة كتاب صحيح الإمام البخاري. واختتم الحفل بتلاوة آيات بيّنات من الذكر الحكيم. وللإشارة، فقد حضر الحفل كبار المسؤولين في الدولة وأعضاء من الحكومة، إضافة إلى أعضاء من السلك الدبلوماسي الإسلامي المعتمد بالجزائر وعلماء وجمع غفير من المواطنين.