كشفت باحثة مصرية أن العلاج الطبي الناجح لمرض التهاب الكبد الوبائي فيروس (سي) يتطلب كشف وإدارة الاكتئاب قبل اللجوء إلى استعمال الدواء الذي يحتوي على الأنترفيرون المؤثر للأعصاب. وأوضحت الدكتورة آمال مختار أستاذة الصحة العامة والطب الوقائي ورئيس قسم بحوث طب المجتمع بالمركز القومي للبحوث الممثل الإقليمي للتحالف العالمي للالتهاب الكبدي الوبائي لمنطقة الشرق الأوسط والبحر المتوسط أن الكشف عن أعراض الاكتئاب في مرضى التهاب الكبد الوبائي (سي) قضية هامة لأن له تأثير ضار على مسار المرض. وأوضحت أن تأثير الاكتئاب على مرضى التهاب الكبد الفيروسي تتمثل في تضخيم الأعراض الجسدية وانخفاض الالتزام بالبرنامج العلاجي وتدني نوعية الحياة. وأشارت الباحثة في هذا الإطار إلى أن علاج فيروس(سي) ينطوي على الأنترفيرون الذي له آثار جانبية على الناحية العصبية والنفسية للمرضى. وأكدت في الوقت نفسه أن الاضطراب النفسي هو السبب الرئيسي للتأخير أو التوقف عن العلاج بالأنترفيرون، موضحة أن هذه القاعدة لها استثناء فليس كل من يتناول الأنترفيرون كعلاج يصاب بالاكتئاب لذلك فمن المهم تحديد العوامل الخاصة التي قد تجعل بعض الأفراد أكثر عرضة للاكتئاب من غيرهم. وأضافت الباحثة أن أسباب ارتفاع معدل انتشار الاكتئاب بين مرضى الالتهاب الفيروسي سي ليست واضحة رغم الاعتقاد أن ذلك ينشأ من المرض نفسه وبنسبة عالية بين الأشخاص المعرضين لخطر الاضطراب النفسي. وقد يكون سبب الاكتئاب طبيعة المرض (الذي قد ينتقل عن طريق العلاقات الجنسية و لو بنسبة ضئيلة) والتي تعد السبب الرئيسي في سوء الحالة النفسية للمرضى ويكون نتيجة لسلوك غير لائق. وأوصت الباحثة بناء على دراسة حول هذا الموضوع جميع مرضى الالتهاب الكبدي الفيروسي (سي) بأن يخضعوا للعلاج ويتم مراقبتهم عن قرب لملاحظة تفاقم أعراض الاكتئاب فإذا زادت نسبة الاكتئاب ينبغي الشروع في العلاج النفسي على وجه السرعة. كما طالبت المسؤولين عن الصحة بأن يقوموا بدور نشط في تنظيم برامج للتوعية بين الجمهور بشأن طرق انتقال العدوى والوقاية والعلاج من المرض.