إرتفاع ضغط الدم، السكري، الموت المفاجئ، إلتهاب السحايا، من بين أمراض العصر المنتشرة. إضافة إلى ذلك الإلتهاب الكبدي الفيروسي الذي أصبح معضلة صحية في الجزائر، وهو أحد الأمراض المعدية التي تسببها الفيروسات وتسبب الضرر لخلايا الكبد، ويتميز التهاب الكبد الفيروسي بوجود خلايا الإلتهاب داخل أنسجة الكبد. وسوف نتطرق بإسهاب كيفية الإنتقال والعلاج منه والوقاية من الداء.. الإلتهاب الكبدي الفيروسي يصيب الجسم باليرقان (pâleur Cutanée) ولاسيما عند الأطفال، هناك خمسة أنواع من الإلتهاب الكبدي (أ، ب، ج، ، ه أو A, B, C, D, E)، كما توجد أنواع أخرى غير مصنفة أو غير واضحة الإرتباط بالمرض مثل فيروس إلتهاب الكبد .G والسبب الشائع في موت المرضى بالفيروسات الكبدية الفشل الكبدي الحاد، مما يؤدي إلى الغيبوبة والموت، يكون الإلتهاب عند الأطفال أقل حدة لكنه قد يولد فيما بعد تلفا كبديا وتلفا بأنسجة الكبد أوالفشل الكبدي، ولا يوجد علاج خاص للإلتهاب الكبدي الفيروسي· ينتقل الإلتهاب الكبدي (أ، A) عن طريقة ملامسة براز وبول ولعاب المريض. والإلتهاب الكبدي بفيروس التهاب الكبد (ب· B)، (ج· C)، (د· E) ينتقل من عمليات نقل الدم· إلتهاب الكبد أ، A : الأعراض والعلاج يكون شديد العدوى ولكنه نادرا ما يكون مميتا، وتكثر العدوى بين الأطفال وفي التجمعات السكنية الكبرى والفقيرة، وأثناء السفر إلى بلدان ينتشر فيها الفيروس· ويتواجد الفيروس في براز الأشخاص المصابين بالإلتهاب، وتنشتر العدوى عادة من شخص إلى شخص عن طريق الأكل والشرب الملوثين بهذا الفيروس من شخص مصاب أوغسل الطعام (الخضار والفواكه) بماء ملوث، أو تناول الطعام غير المطهي كبعض الأطعمة التي تأكل نيئة· وأعراض الإلتهاب الكبدي (أ) تتشابه مع أعراض الأنفلونزا التي تبدو على المصاب.. الشعور بالألم بالجسم، والبول غامق اللون (الشاي)، والبراز فاتح اللون، وفقدان الشهية وأيضا الإسهال والحمى وضعف الغثيان واليرقان (PALEUR CUTANEO-MUQUEUX وسببه شرب مياه ملوثة وتناول الأسماك البحرية النيئة والخضروات والفواكة التي لم تغسل جيدا، ونادرا ما يكون اللعاب والسائل المنوي أو الإفرازات المهبلية والبول سببا في انتقال المرضى. من أهم أعراض الإلتهاب (أ) الجفاف الشديد نتيجة القيء وتشويش في التفكير أو فقدان الوعي وتورم اليدين والقدمين والوجه، واحتجاز الماء في الجسم، وحدوث نزيف بالأذن والفم أوالشرج أوتحت الجلد· وينصح الأطباء بتناول سعرات عالية من البروتينات، مع تجنب جفاف الجسم في حالة القيء، وينصح بتناول كميات كبيرة من المياه أو سوائل وعصير الفواكه، مع تجنب الخمور، مع أخذ احتياطات الوقاية عند ملامسة المريض أو برازه بغسل الأيدي بالماء الساخن والصابون، ولا وقاية يمكن أخذ IMMUNOGLOBULING خلال أسبوعين من احتمال الإصابة بفيروس (A)· التهاب الكبد الفيروسي (ب، B) يعتبر مشكلة صحية عالمية، وهو أكثر عدوى من فيروس نقص المناعة المكتسبة الذي سبب مرض الأيدز. وتبدأ أعراض التهاب الكبد الفيروسي ''ب'' ''B'' بالظهور بعد الإصابة بالفيروس ب 60 120 يوم، تظهر فقط 50% عند البالغين، أما الرضع والأطفال فنسبة ظهور الأعراض تكون في الغالب أقل. والأعراض المرضية يمكن أن تشمل يرقان (إصفرار الجلد والعين)، تحول البول إلى اللون الداكن (الشاي)، تحول البراز إلى اللون الفاتح. وتشبه أعرض الإلتهاب الكبد الفيروسي (ب) أعراض الإلتهاب الكبدي، علاوة على الآلام في المفاصل والعضلات، طفح جلدي أو حكة ألم في الجزء الأيمن العلوي من البطن، مع عدم تحمل الطعام الدسم والسجائر· إذا لم تكن الإصابة بفيروس (ب) حادة أو مزمنة، فالأشخاص المصابون بالعدوى سوف يتعافون من المرض في غضون أسبوع أو شهر، والأطفال أقل عرضة للإصابة بالمرض بشكل خطير، فأكثر من 95% من البالغين والأطفال الذين يتعرضون للمرض يتعافون تماما ولا يخرجون بأية إصابة، بل تطور أجسامهم مضادات تحميهم من المرض في المستقبل· وينتقل المرضى إلى 5% من المواليد عن طريق أمهاتهم اللاتي يكنّ حاملات الفيروس. إلتهاب الكبد الفيروسي (ج، C( ينتقل الفيروس المسبب للإلتهاب الكبدي (ج، C) بشكل أساسي من خلال الدم أو منتجات الدم المصابة بالفيروس. طبقا للمنظمة العالمية للصحة فإن 80% من المرضى المصابين يتطورون إلى التهاب الكبد المزمن، ومنهم حوالي 20% يصابون بتلف كبدي، و5% منهم يصابون بسرطان الكبد خلال 10 سنوات التالية حاليا. ويعتبر الفشل الكبدي بسبب الإلتهاب الكبدي (ج) المزمن السبب الرئيسي لزراعة الكبد في الكثير من الدول. وتظهر الأعراض على شكل التهاب كبدي حاد يتميز بغثيان وقيء، وحرارة خفيفة، وفقدان الشهية، وبول قاتم، بالإضافة للإثارة الجلدية (مؤشر لجميع أمراض الكبد الفيروسي) وتستمر الإصابة لعدة أسابيع، بعدها يتعافى المريض تدريجيا في معظم الحالات، ولكن هناك بعض الحالات التي تحدث أضرارا للكبد قد تؤدي إلى الفشل الكبدي والوفاة· غالبا ما يحتاج مرضى الإلتهاب الكبدي (ج) إلى زراعة الكبد، وينتقل الفيروس بتعرض ما تحت الجلد لدم ملوث، وسوء استعمال الحقن الملوثة به، ولاسيما نقل الدم، أو الوخز بالإبر الصنية، أو الوشم، أو شفرات الحلاقة، أو معدات الأسنان، والغسيل الكلوي، واستعمال المناظير الداخلية. كما ينتقل الفيروس من البول أو اللعاب أو حليب الأم أو المعاشرة الجنسية، 20% من المزمنين المصابين بالمرض مصابون بتلف كبدي من بينهم 1,4% مصابون بسرطان خلايا الكبد سنويا· إلتهاب الكبد الفيروسي (د D( يسمى أيضا بفيروس الدلتا DELTA VIRUS )، لا يستطيع الاستنساخ والتكاثر إلا بوجود فيروس آخر هو فيروس إلتهاب الكبد (ب)، لذلك فإن فيروس التهاب الكبد الوبائي (د) يوجد ويظهر مترافقا دائما مع التهاب الكبد الوبائي (ب). ويوجد فيروس (د) عند 8% من المصابين بالتهاب الكبد الوبائي (ب)· ينتقل التهاب الكبد الوبائي (د) عن طريق نقل الدم أو منتجاته، أوعبر الإتصال الجنسي. والعوامل المساعدة على انتقاله تشبه العوامل المساعدة على انتشار فيروس إلتهاب الكبد الوبائي (ب)، والمدمنون على المخدرات عن طريق الحقن هم أكثر المصابين. إلتهاب الكبد الفيروسي (ه E) يعتبر من الأمراض الوبائية المرتبطة بتلوث المياه، وينتقل إلى الإنسان عن طريق الفم بواسطة المأكل والمشرب الملوثين. ولأن الفيروس يخرج من جسم المصاب عن طريق البراز، فعادة يكون بسبب العدوى مياه الشرب الملوثة بمياه الصرف الصحي. وتترواح فترة الحضانة بين أسبوعين و 9 أسابيع. ويعتبر الأشخاص من 15 40 سنة أكثر عرضة للإصابة به، والنساء الحوامل أكثر المعرضات بشكل خاصة للإصابة بهذا الفيروس، وتكون نسبة الوفاة لديهن أعلى بكثير· لا يوجد فرق سريري بين التهاب الكبد والوبائي (ه) و (أ)، ويسبب الفيروس (ه) إلتهابا كبديا حادا يزول تلقائيا· من إعداد: الدكتور بورنان عبد الحكيم