ذكرت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية في عددها الصادر أمس الاربعاء، أن "الإعلان عن عقد دول الخليج العربية أكبر صفقة أسلحة في العالم في وقت السلم لإعادة التسلح، عن طريق شراء أسلحة أمريكية تزيد قيمتها عن 123 مليار دولار، بما في ذلك نظم للدفاع الصاروخي، يعتبر تطورا جديدا في استراتيجية الولاياتالمتحدة تجاه البرنامج النووي لطهران". واضافت: إن قبول إسرائيل بحصول "أعدائها العرب" على أسلحة متقدمة، يعكس اتفاق الطرفين، أي العرب (وتقصد عرب الاعتدال تحديداً كما يُسمون) وإسرائيل، على أن العدو الرئيسي بالنسبة لهما هو إيران وليس بعضها البعض. واشارت الصحيفة إلى أن الدولة العبرية طلبت من الولاياتالمتحدة ضمانات بتفوق أسلحتها تكنولوجياً على الأسلحة الأمريكية التي ستبيعها للدول العربية الخليجية. ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" عن الصحيفة: ان "إدارة أوباما وفي محاولة منها فلتجنب سباق تسلح نووي في أقل مناطق العالم استقرارا، فانها تسعى الى الرد على التهديدات المباشرة للأمن من جانب ايران بعقد هذه الصفقات مع دول الخليج". وتابعت: إن "الرئيس الأمريكي باراك أوباما يعتزم إقناع الكونغرس بتمرير الصفقة، التي ستخلق 70 ألف فرصة عمل في مجال الصناعات العسكرية. ولكن أهميتها الجيوسياسية أكبر بكثير". وترى الصحيفة أن صفقات الأسلحة الأمريكية لدول الخليج هي دليل آخر على أن طموحات ايران النووية ألقت بظلالها في كل أنحاء المنطقة، ولكنها تعتبر أن الأمر الايجابي في هذا التطور يتمثل في ظهور "عدو مشترك؟" لإسرائيل والعرب، وقد يساهم أيضا في تركز أذهان المفاوضين الاسرائيليين والفلسطينيين في المحادثات الجارية الآن. وتقول إن الاتفاق يشير أيضا إلى أن تجربة امريكا السيئة في العراق وأفغانستان أقنعت إدارة أوباما بأن غزوا آخر لدولة اجنبية هو ببساطة عمل لا يمكن الدفاعُ عنه. وبدلا من ذلك يأمل أوباما أن تصبح الدول الأفضل تجهيزا على خط المواجهة قادرة على احتواء طهران، ويصبح من الممكن بالتالي تجنب سباق تسلح نووي في أكثر مناطق العالم اضطرابا.