أبدى عدد كبير من الناشرين الجزائريين استنكارهم الشديد للتهديدات التي أطلقتها النقابة الوطنية للناشرين مؤخرا والتي توعدت فيها بمقاطعة المعرض الدولي للكتاب المقرر تنظيمه بالجزائر العاصمة خلال أسابيع "إذا لم تتراجع المحافظة عن قرارها بالانتقال إلى ملعب 5 جويلية"، مؤكدين حرصهم على المشاركة في المعرض وإنجاحه أيضا. وقال عدد كبير من مسؤولي دور النشر في بيان تحت عنوان "نداء"، تلقت "أخبار اليوم" نسخة منه أمس الأربعاء: "ندعو المحافظة محافظة معرض الكتاب إلى ضرورة الاستماع لانشغالات الناشرين، وفتح باب الحوار معهم لإنجاح هذا العرس السنوي. وعلينا أن نتحمل مسؤوليتنا كاملة لتجنب الوقوع في سلبيات السنة الماضية، أما التلويح بالمقاطعة فهذا ما نؤكد أن الإجماع فيه خال من الصحة، وكل ما طالبنا به كناشرين هو الدعوة إلى الحوار الجاد لتجنب بعض النقائص التي كانت في الدورة السابقة، وأعلنا أننا لن نقاطع المعرض أينما أقيم". وتبرأ "النداء" الذي حمل توقيعات أصحاب 54 دار نشر "من جميع التصريحات الصادرة عن المكتب الحالي للنقابة"، واعتبرها تصريحات فردية لا تمثل الناشرين الجزائريين "إلى حين العودة إلى العمل بالقانون الداخلي للنقابة.. وندعوه إلى التوقف فورا عن هذه التصريحات باسم الناشرين". وقال "النداء" أن الناشرين في ظل هذا المكتب يعانون مشاكل حقيقية، و"بدلا من المطالبة بحقوق الناشرين المالية العالقة، والاتصال بالوزارة الوصية، رحنا نسمع صيحات التهديد والوعيد عبر وسائل الإعلام، بل وحتى استعمال أساليب غير لائقة، فليس هكذا تورد الإبل، بل بالحكمة والمطالبة عبر القنوات الرسمية". ودعا البيان ذاته "الناشرين المخلصين المحبين لمهنتهم إلى وضع حد لهذه التصرفات غير المسؤولة والصادرة عن بعض أفراد المكتب التنفيذي بالدعوة صراحة إلى محاسبتهم بالطرق التي يسمح بها القانون الداخلي للنقابة"، ووجه "صرخة" لوزيرة الثقافة، داعيا إياها إلى التدخل لتمكين الناشرين والمطبعيين من الحصول على مستحقاتهم العالقة منذ أكثر من سنة. للإشارة فإن وزارة الثقافة أكدت أنها لن تدخرا أدنى جهد لإنجاح المعرض الدولي للكتاب بالجزائر، والرقي به إلى مستوى أفضل، خصوصا أن طبعة العام الماضي من المعرض، التي دشنها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، قد شهدت نجاحا كبيرا، ولاقت استحسان الناشرين الجزائريين والأجانب وكذا زوار المعرض الذين كان عددهم الكبير دليلا على الصدى الواسع لهذه التظاهرة التي أصبحت تقليدا ثقافيا بارزا في جزائر السلم والمصالحة الوطنية.