بعد أشهر من دعوة محافظ معرض الجزائر الدولي للكتاب، إسماعيل أمزيان، إلى رفض المشاركة المصرية في فعاليات الدورة ال15 من معرض الجزائر الدولي للكتاب، الذي سينظم نهاية شهر أكتوبر المقبل إلى غاية بداية شهر نوفمبر القادم، خرجت وزارة الثقافة عن صمتها، لتقر أنها قررت بعد أيام من البحث عن حلول جادة لهذه المشكلة الكويت تغلق الباب في وجه الكتاب المصري والجزائر تتصالح معه الوزارة تعيد طبع كُتب وطار تحضيرا للصالون دعوة المصريين للمشاركة في معرض الكتاب تحت لواء مكتبة الإسكندرية. ويأتي حل الوزارة هذا لضمان التحكم الأمني في أي مشكل قد يطال المصريين الذين سيشاركون في جناح مكتبة الإسكندرية، الذي سيمثل حوالي 150 دار نشر مصرية، خاصة أن الجزائريين لازالوا، لحد كتابة هذه الأسطر، يصرون على مقاطعة أي نشاط مصري بالجزائر، رغم الدعوة التي بادر بها منذ فترة بعض المثقفين الذين دعوا إلى ضرورة عدم مقاطعة الكتاب المصري. وبعد أخذ ورد بين الوزارة ومحافظة الصالون تقررت مشاركة المصريين في جناح واحد، عكس المشاركات السابقة لضمان سلامة الوفد المصري، ودخول كتبهم التي أغلق في وجهها باب عربي آخر.. بعد أن أعلنت إدارة معرض الكويت الدولي للكتاب، الذي سينظم شهر أكتوبر الداخل، عن منع المعرض لما يزيد عن 30 كاتبا مصريا من المشاركة في فعاليات الدورة ال35 لهذا المعرض،. وعن هذه المقاطعة، اعتبر اتحاد الكتاب المصريين، في بيان صدر عنه مؤخراً، جاء فيه أن قرار مقاطعة الكتاب المصري قرار لا مسؤول من الجزائر والكويت. أكثر من 50 ناشرا وطنيا يدخلون صفّ أمزيان على صعيد آخر، خرج ما يزيد عن 50 ناشرا جزائريا عن صمتهم، في البيان الذي أصدرته مؤخرا النقابة الوطنية لناشري الكتب، حيث أبدى عدد كبير من الناشرين الجزائريين استنكارهم الشديد للتهديدات التي أطلقتها النقابة الوطنية للناشرين الجزائريين، مؤخرا، والتي توعدت فيها بمقاطعة المعرض الدولي للكتاب المقرر تنظيمه بالجزائر العاصمة نهاية شهر أكتوبر، إذا لم تتراجع المحافظة عن قرارها بالإنتقال إلى ملعب 5 جويلية، مؤكدين حرصهم على المشاركة في المعرض وإنجاحه أيضا. وقال عدد كبير من مسؤولي دور النشر في بيان تلقت ”الفجر” نسخة منه، ”ندعو محافظة معرض الكتاب إلى ضرورة الإستماع لانشغالات الناشرين، وفتح باب الحوار معهم لإنجاح هذا العرس السنوي، وعلينا أن نتحمل مسؤوليتنا كاملة لتجنب الوقوع في سلبيات السنة الماضية، أما التلويح بالمقاطعة فهذا ما نؤكد أن الإجماع فيه خال من الصحة، وكل ما طالبنا به كناشرين هو الدعوة إلى الحوار الجاد لتجنب بعض النقائص التي كانت في الدورة السابقة، وأعلنا أننا لن نقاطع المعرض أينما أقيم”. ونوه البيان بالمشاكل التي تطال الناشرين الوطنيين، كعدم تحصلهم منذ أكثر من سنة على أي مقابل لقاء الأعمال التي أصدروها بدعم من وزارة الثقافة. لهذا فقد دعا الموقعين على هذا البيان النقابة إلى العمل على حل المشاكل المالية العالقة، والاتصال بالوزارة الوصية، بدل إطلاق النقابة لصيحات التهديد والوعيد عبر وسائل الإعلام. الوزارة تُدخل كل أعمال وطّار إلى صالون الكتاب وغير بعيد عن أجواء الطبعة الجديدة لمعرض الجزائر الدولي للكتاب، قال ياسر عرفات قانة، نائب مدير بدائرة الكتاب بوزارة الثقافة، في حديث جمعه مع ”الفجر”، إن الوزارة ستصدر بالموازاة مع انطلاق فعاليات الطبعة ال15 لمعرض الجزائر الدولي للكتاب المزمع تنظيمه في الفترة الممتدة بين 27 أكتوبر الداخل إلى 6 نوفمبر القادم، كل أعمال الروائي الراحل الطاهر وطار، في طبعة أنيقة تكفلت الوزارة بطبعها كتكريم لعراب الرواية الجزائرية المكتوبة باللغة العربية. وأشار قانة إلى أن الفقيد يعد من الأسماء الأدبية الكبيرة التي عرفها المشهد الثقافي الجزائري والعربي، لذلك فقيام الوزارة بهذه الخطوة هو بمثابة تخليد لأعمال الراحل. ونوه المتحدث إلى ضرورة البحث في أعمال وطار الخالدة والغوص في معانيها، وإعادة الاعتبار لما خلده الراحل تماما كما تفعل كل الأمم الأخرى مع مبدعيها، لذلك فقد ضرب ممثل وزارة الثقافة لعشاق الراحل موعدا بالموازاة مع معرض الجزائر الدولي للكتاب ليتم تكريمه بما يليق بمقامه، حيث قال ياسر عرفات إن الوزارة قامت منذ فترة بجمع كل أعمال الراحل، من قصص، روايات ومسرحيات، وإعادة طبعها كاملة، ومن بين تلك الأعمال المجموعة القصصية الموسومة ب”دخان من قلبي”، التي صدرت أول مرة بتونس، سنة 1961، ثم في طبعة بالجزائر سنة 1979، ”الطعنات”، التي صدرت في طبعة ثانية سنة 2004 بالجزائر، المجموعة القصصية ”الشهداء يعودون هذا الأسبوع”، التي طبعت أول مرة سنة 1974 بالعراق، ثم طبعت بالجزائر. ومن الأعمال المسرحية التي ستصدر في هذه المجموعة الكاملة لأعمال الراحل الطاهر وطار نجد ”على الصفة الأخرى”، و”الهارب”. أما فيما يخص الروايات فنجد روايته الشهيرة” اللاز”، التي طبعت أول مرة سنة 1974 بالجزائر، كما صدرت في طبعة ثانية ببيروت سنة 1982، رواية”الزلزال”، رواية ”عرس بغل”، ”العشق والموت في الزمن الحراشي”، ”تجربة في العشق”، ”الولي الطاهر يعود إلى مقامه الزكي”، وروايته الأخيرة الموسومة ب ”قصيد في التذلل”، التي صدرت بالجزائر العاصمة عن دار الفضاء الحر.. هذه الرواية التي كتبها وطار وهو على فراش المرض، وأصر على أن تصدر قبل رحيله.