سيارات في الاتجاه المعاكس و"المارشاريار" يصنع الحدث تراجيديا جزائرية على الطرق السريعة سائقون يخرقون قانون المرور ويهددون بمجازر بشعة يحتار الكل من مشاهد الرعب التي بات يترزسها بعض السائقين على مستوى الطرق السريعة والتي تهدد من اتساع فجوة حوادث المرور التي صارت تحصد المئات من الضحايا بصفة يومية، بحيث يأتون بسلوكات مناهضة ومنافية لقواعد المرور التي تفرض احترام قانون المرور لاسيما على مستوى الطرق السريعة كناحية عرفت بكثرة انتشار حوادث المرور على مستواها، وما زاد من بلة الطين المشاهد التي باتت تميزها والتي تجلب الحيرة والدهشة للسائقين ومن الممكن جدا أن تؤدي إلى حوادث مميتة. يشتكي الكل من كثرة حوادث المرور من دون البحث عن مسببات تلك الكوارث التي باتت تشكل مشاهد روتينية عبر الطرقات تجسدها سلوكات وممارسات تصدر من بعض السائقين ولا يليق إتيانها عبر الطرق السريعة وفق ما يفرضه المنطق ووفق ما ينص به قانون المرور بالنظر إلى حساسية القيادة عبر الطرق السريعة، فأي تصرف عفوي وغير مدروس من الممكن جدا أن يؤدي إلى كوارث حقيقية، لكن البعض ضرب بكل تلك المخاطر عرض الحائط وصار يأتي تصرفات لا يتقبلها لا العقل ولا المنطق وتجلب الدهشة للكل عند الاصطدام بها والمشكل أنها باتت تتكرر ولم ترعب الحوادث المميتة السائقين وصاروا يدا في ارتكاب حوادث المرور بتصرفاتهم تلك التي يدهش لها الجميع. "المارشاريار".. مشهد غريب متكرر المطلع على قانون قيادة السيارات يجد أن مواده تمنع العديد من التصرفات عبر الطريق السريع لكونه طريقا وعرا وجب اتخاذ الحذر عبره من طرف السائقين، ومن بين القواعد واجبة التطبيق عدم العودة إلى الوراء بالمركبة أو كما يعرف بالعامية المارشاريار، إلا أنها باتت وللأسف الصورة المتكررة عبر طرقاتنا السريعة مما يهدد بارتكاب حوادث مميتة، ويحتار الكل وخاصة السائقون من ذلك المشهد الذي يكاد يكون روتينيا ويمارسه البعض بكل جرأة على الرغم من الأرواح التي تحصدها حوادث المرور في كل مرة والمجازر المتكررة على طرقاتنا وهو ما وقفنا عليه مرارا وتكرارا، ويجمع أغلب السائقين الذين اقتربنا منهم على تكرر تلك المشاهد الغريبة من طرف أناس انعدمت مسؤوليتهم في لحظة واختاروا المغامرة بحياة الآخرين. ما وضحه أحدهم إذ قال إنه وخلال مسيرته الطويلة في قيادة السيارات رأى الكثير، من بين تلك الأمور الحاصلة العودة إلى الوراء أو المارشاريار في الطريق السريع ذلك المشهد المناهض لقانون المرور الذي يمنع تلك الممارسات، وعبر بالقول لا ندري أين درس هؤلاء قانون المرور ومن منحهم رخص القيادة ليراهنوا بأرواحهم وبأرواح الآخرين. سيد آخر قال إنه وقف في الكثير من المرات على ذات المشهد آخرها كان بالطريق السريع المؤدي إلى ولاية البليدة، إذ راح أحدهم يمارس السلوك ويعود إلى الوراء على حافة الطريق الذي وجد فيها الأمان حسبه، إلا أن ذلك ليس مبررا للقيام بذلك السلوك الخطير جدا، فقانون المرور يمنع تلك السلوكات التي تهدد بحوادث مميتة تزيد من اتساع فجوة الحوادث المتكررة عبر طرقاتنا السريعة. التوقف الفجائي.. "آفة" أخرى يمنع قانون المرور التوقف الفجائي عبر الطريق السريع كون أن وضعية السيارات هناك والسرعة النسبية لا تتوافق والقيام بذات السلوك، فالتوقف تلزمه شروط عبر الطريق السريع منها استعمال الغمازات والتوقف على حافة الطريق لتفادي المخاطرة، غير أن البعض لم تعد تلزمهم تلك القواعد وراحوا إلى ارتكاب تلك الأخطاء الجسيمة جدا على مستوى الطرقات السريعة التي تنذر بارتكاب مجازر مرورية خطيرة، ما عبر به بعض السائقين الذين ضاقوا ذرعا من تلك السيناريوهات التي باتت تصادفهم في كل مرة ولولا رد فعلهم الفوري وتحكمهم في القيادة لزادت تلك المواقف من الأزمة وهو ما عبر به السيد إسماعيل 5 سنوات خبرة في قيادة السيارات، قال إن ما تحصيه طرقاتنا من حوادث مرور يعود بالدرجة الأولى إلى اللامبالاة التي تطبع تصرفات بعض السائقين بفعل إقدامهم على ممارسات لا يبالون بإفرازاتها السلبية ولولا تحكم البعض في القيادة لوصلت الأمور إلى ما لا يحمد عقباه. السير عكس الخط في طريق سريع القطرة التي أفاضت الكأس والتي سمعناها على أفواه سائقين عايشوا تلك المواقف الصعبة والمفزعة التي تراهن بحياتهم في لحظات، هي سير بعض السيارات في الاتجاه المعاكس أو السير عكس الخط، فكما يعلمه الجميع الطرقات السريعة لها فرعان في اتجاهين معاكسين حسب المشاوير المقطوعة إلا أن من السائقين من ابتغى جمع الفرعين في شق واحد وراح يسير في عكس الاتجاه المسموح، وهي فعلا سلوكات غريبة تعيشها طرقاتنا السريعة ويحتار السائقون في كيفية التعامل مع تلك المواقف ونجد أن الخبرة التي يتمتع بها البعض وتمرّسهم على القيادة لسنوات هو من أنقذ الموقف وجعلهم يتحكمون في سياراتهم، لكن عند وصولنا إلى حديثي القيادة وجب أن نتوقف هنيهة كونهم يفاجأون بتلك المواقف ويستعصى عليهم التحكم فيها بسبب انعدام الخفة والسرعة في رد الفعل أثناء القيادة، وهي بالفعل المواقف التي يؤكدها بعض السائقين والتي تتكرر بطرقاتنا ومنها ما أدت إلى حوادث مميتة وإعاقات بسبب تلك التصرفات اللامسؤولة. ما عبر به السيد توفيق الذي قال إنه اصطدم بالموقف الذي جلب له الحيرة عبر الطريق السريع إذ راح أحدهم يسير في اتجاه معاكس وأوشك على الاصطدام به بعد خروجه فجأة ولولا تحكمه في الأمر والانفلات منه بقدرة الله تعالى لحدث ما لم يكن في الحسبان، ليضيف أنه شاهد مرارا وتكرارا ذلك السلوك بالسير في الاتجاه المعاكس وعلى الرغم من التزام بعض السائقين بحافة الطريق إلا أن ذاك التصرف هو ممنوع منعا باتا في طريق سريع يشترط القيادة الصحيحة والمتزنة بكل حذر فكل هفوة قد تكلف المغامرة بالأرواح. تهمة جاهزة لحاملي إشارة 80 بين الكثير من السائقين الذين كان لنا معهم حديث أن تلك الهفوات عادة ما تصدر من حديثي القيادة بالنظر إلى استعصاء التحكم في القيادة في الفترات الأولى لاسيما وأنهم شاهدوا الكثير من المواقف وهي تصدر من السيارات الحاملة لإشارة 80 أي بمعنى الحاصلين على رخص سياقة جديدة، ويتساءل البعض عن مكمن الإشكال وهل أن ذلك يفسر عجز مدارس السياقة عن تعليم الدفعات الجديدة من الحاصلين على شهادة السياقة. في هذا الصدد قمنا بالاتصال بصاحب مدرسة للسياقة فرد في حديثه أن تلك الأمور عهدنا عليها منذ سنوات ولا يمكن تلفيق التهمة للمتخرجين الجدد من مدارس السياقة الذين يلتزمون الحذر ربما أكثر من السائقين القدامى بالنظر إلى خطواتهم الأولى في قيادة السيارات، كما بين أنهم يبذلون قصارى جهدهم في تلقين دروس السياقة ويركزون على شرح القواعد التي ينص عليها قانون المرور في الامتحانات الشفوية كأول امتحان يجتازه الممتحن ولم ينف تلك الأمور الحاصلة على مستوى الطرقات السريعة والتي قد تكون متعمّدة من طرف البعض لدوافع متنوعة على غرار اختصار مسافة الطرقات واختيار السير في الاتجاه المعاكس غير المسموح به، أو قد يكون بطريقة عفوية بسبب جهل السائق لمسالك العبور، وختم بالقول أنه وجب اتخاذ الحيطة والحذر وعدم خرق قانون المرور الذي يلعب دورا هاما ويضمن القيادة السليمة كما وجب على حواجز الأمن والدرك الوقوف بالمرصاد لتلك الممارسات التي تساهم في مضاعفة المجازر المرورية.