طالب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بممارسة الضغط الكافي لإجبار النّظام السوري على الامتثال للشروط المنصوص عنها في الاتّفاق الأمريكي الرّوسي بشأن تفكيك مخزونه من السلاح الكيميائي، وذلك قبيل اجتماع له مع وزراء خارجية أمريكا وبريطانيا وتركيا، في حين أكّدت واشنطن وباريس أن الخيار العسكري سيظلّ قائما في حال عدم التزام الرئيس السوري بشار الأسد بالاتفاق. وأضاف هولاند أن الاتّفاق يمثّل مرحلة مهمّة لكنه ليس نقطة النّهاية، مشيرا إلى توقّع إمكانية فرض عقوبات في حال عدم تطبيقه، مشدّدا على ضرورة إبقاء الخيار العسكري. وبدوره، قال كيري إن الاتّفاق الأمريكي الرّوسي المتعلّق بسوريا يعد المشروع الأكبر من نوعه لإزالة السلاح الكيميائي، لكنه حذّر في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن الخيار العسكري الأمريكي سيبقى قائما في حال عدم التزام الرئيس السوري بشار الأسد بالاتّفاق. من جانبه، رأى نتنياهو أن تفكيك الترسانة الكيميائية السورية سيجعل المنطقة (أكثر أمانا بكثير)، مضيفا أنه (يجب أن يواكب الدبلوماسية تهديد عسكري ذو صدقية ليكون لها فرصة للنّجاح). من ناحيته، هنّأ الرئيس الأمريكي باراك أوباما نظيره الرّوسي فلاديمير بوتين (لأنه تحمل مسؤولية دفع نظام الرئيس السوري بشار الأسد إلى تفكيك الأسلحة الكيميائية). وأعرب أوباما الذي رحّب بالاتّفاق ووصفه ب (التقدّم الملحوظ) -في مقابلة مع شبكة (أي بي سي نيوز) سجّلت سابقا- عن أمله بأن تكون الجهود الدبلوماسية الخاصّة بسوريا المدعومة بالتهديد العسكري نموذجا للتفاوض بشأن طموحات طهران النووية. ورحّبت سوريا -على لسان وزير المصالحة الوطنية السوري علي حيدر- بالاتّفاق الأمريكي الرّوسي، وقال في مقابلة مع وكالة (ريا نوفوستي) الرّوسية إن الاتّفاق (يساعد السوريين على الخروج من الأزمة) من جهة ومن جهة ثانية (أتاح تجنّب الحرب ضد سوريا). ويحدّد الاتّفاق جداول زمنية، حيث يعطي دمشق مهلة أسبوع لتقديم لائحة بأسلحتها الكيميائية، على أن تدمّر هذه الأسلحة بحلول نهاية الفصل الأوّل من العام 2014. ومن جهته، حذّر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الدوما الرّوسي النائب إلكسي بوشكوف من أن روسيا والولايات المتّحدة يمكن أن تفسّرا بشكل مختلف الاتّفاق، مضيفا أنه (يعدّ إنجازا كبيرا لكنه يترك كثيرا من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها). وأبدى وزيرا خارجية تركيا وكندا أحمد داود أوغلو وجون بيرد تشكيكهما في عزم دمشق على التخلص من ترسانة أسلحتها الكيميائية.