تحت رعاية رئيس بلدية مفتاح، في ولاية البليدة، وبإشراف قسمة المجاهدين بمفتاح وبالتنسيق مع المكتب البلدي لتنسيقية أبناء الشهداء وبمساهمة لجنة حي البور بمفتاح، يتقدّمهم المحامي قدور مزاح، نظّم مطلع هذا الأسبوع بفناء مدرسة البور حفل تاريخي على شرف شهداء حي البور والبالغ عددهم 23 شهيدا، يتقدّمهم الشهيد محمد بوشارب، وهي سابقة الأولى من نوعها ليس على مستوى حي البور أو على مستوى بلدية مفتاح، بل على مستوى أحياء وبلديات ولاية البليدة، حيث لم يسبق وأن أقام من قبل أيّ حي أو قرية وقفة عرفانا على شهداء منطقتهم، فكل الوقفات كانت تقام على مستوى بلديات الولاية. استقطب هذا الحفل أعدادا غفيرة ليس من سكان حي البور فقط، بل من جميع أحياء بلدية مفتاح، حيث غصّ بهم فناء مدرسة البور الابتدائية، وكانت فرصة للعديد من مجاهدي المنطقة الذين لازالوا على قيد الحياة لكي يلتقوا مع بعضهم البعض، وكم كان المشهد مؤثّرا حين امتزجت دموع الفرح كون الكثيرين لم يسبق لهم وأن التقوا منذ عدّة سنوات. كما أن هذا الحفل كان فرصة خاصّة لجيل اليوم ليتقرّبوا من جيل الثورة، فراح الكثير من هؤلاء يروون حكاياتهم مع ثورة التحرير وكيف لقّنوا المستعمر الفرنسي درسا في الكفاح والنضال. الأجمل في هذا الحفل هي تلك الصور التاريخية التي التقطها المحامي الأستاذ الحاج قدور مزاح، فعلى مدار الأيّام القليلة التي سبقت تنظيم الحفل خاض سباقا ضد الساعة ليقوم بتصوير المناطق والمنازل التي كانت ملجأ للثوّار والتي من خلالها كسروا شوكة الاحتلال وعملائه. صور نالت إعجاب الجميع وراح الكلّ يتمعّن فيها بإسهاب، كيف لا والبعض منها هي صور لشهداء الأمس منهم الشهيد بوشارب محمد الذي لقّن المستعمر الفرنسي درسا في الكفاح والنضال إلى أن سقط شهيدا في صبيحة يوم الخامس من سبتمبر من سنة 1969 بحي البور، ولم يكتف المستعمر الغاشم باغتياله رميا بالرّصاص بل قام بحرق بيته بالكامل أمام أعين أفراد عائلته بوشاية من أحد العملاء. الحفل الذي حضره رئيس بلدية مفتاح السيّد عبد الرحمن دحمان استمع من خلاله الحاضرون إلى عرض وجيز عن الشهداء ال 21 الذين كانوا يسكنون بحي البور وسقطوا فداء للوطن، تمّ سرد نبذة عن الشهيد محمد بوشارب وواقعة استشهاده وكيف أقدم المستعمر الفرنسي الغاشم على حرق مسكنه رواها أحد سكان الحي الذين عايشوا الحادثة. كما تعرّف الحاضرون خاصّة جيل اليوم على الطريقة التي كان يلجأ إليها المجاهدون بسرقة الملابس العسكرية من ثكنات المحتلّ الفرنسي، أثارت إعجاب الجميع. وقبل إسدال الستار على هذا الحفل التاريخي تمّ تقديم الأوسمة لذوي الشهداء والمجاهدين والسجناء والمقاومين خلال الثورة التحريرية، ليفترق الجميع بالتصافح والعناق، مشيدين بصاحب هذه الفكرة الأستاذ المحامي قدور مزاح.