خصت جمعية مشعل الشهيد بالتعاون مع بلدية الجزائر الوسطى، أمس وقفة تكريمية للزوج المجاهد كلودين وبيير شولي بمناسبة صدور مؤلفهما ''خيار الجزائر، صوتان وذاكرة'' الصادر عن منشورات ''البرزخ''، بحضور عدد من الوجوه الوطنية البارزة ورفاق المجاهدين وفي مقدمتهم رئيسا الحكومة الأسبقين رضا مالك وبلعيد عبد السلام والمحامي والمجاهد عمار بن تومي والمجاهدة والمحامية مريم بن ميهوب زرداني. وجرى حفل التكريم بمنتدى جريدة ''المجاهد''، حيث تمت الإشارة إلى أن الزوج شولي اختار الجزائر في وقت كان فيه الكفاح ضد المستعمر الفرنسي عصيبا، خاصة وأنهما من أصول فرنسية، مثلما أبرزه المتدخلون. وأكد السيد رضا مالك كاتب مقدمة الكتاب الذي أراده الزوج كلودين وبيير شهادة للأجيال الصاعدة عن جزء عظيم من تاريخ بلادهم، أن الزوج شولي يعد ''رمزا من رموز النضال التحريري وشهادة حية عن عظمة الثورة الجزائرية التي استطاعت بشرعية نضالها وسمو مبادئها أن تجلب إليها مناصرين من أصول فرنسية''، وأضاف السيد مالك قائلا ''جزائرية كلودين وبيير لسيت وليدة نزوة أو صدفة إنما ثمرة قرار والتزام كامل وعقلاني''. كما ذكرالمتحدث بالبيئة التي نشأ فيها بيير شولي، حيث كان والده نقابيا معروفا بمواقفه مع القضايا العادلة والدفاع عن القضية الجزائرية، كما سجنت أخته آن ماري بسجن ''بربروس'' بتهمة مساندة الثورة. وقال إن والد زوجته كلودين كان عقيدا في الدرك الفرنسي، لكنه ''متفتح'' مما ساهم - حسبه - في بلورة مواقفها. وشدد المتحدث على أن ''نضال وخيار الجزائر الذي لم يكن بالسهل كان بفضل إيمانهما بالقضية الجزائرية وأيضا انطلاقا من مبادئهما وأخلاقهما السامية''. وذكر - بالمناسبة - بما قدمه بيير الطبيب المناضل والصحافي الذي يملك - كما قال - قلما سيالا، مثلما اتضح في مقالته بجريدة ''المجاهد'' بتونس، التي التحق بها شولي بعد طرده من الجزائر من قبل السلطات الاستعمارية، الذي أضاف أن شولي الطبيب الذي التحق من قبل بصفوف جبهة التحرير، وكان يعالج المرضى من مجاهدين ولاجئين، كما ساهم في تكوين جزائريين في التمريض. وواصل هو وزوجته المتخصصة في علم الاجتماع، كما أضاف المتحدث، تقديم خدمتهما بعد الاستقلال، حيث ساهم بيير في إعادة تنظيم الطب الجزائري، كما كان من المناصرين لمجانية العلاج (الطب المجاني). وفي كلمة بمناسبة هذا التكريم الرمزي؛ قالت المحامية والمجاهدة مريم بن ميهوب زرداني إن ''الزوج شولي أعطى الكثير لهذا البلد بفضل نضالهما لإخراج المستعمر وأيضا المساهمة في بناء الجزائر المستقلة''. وذكر الصحافي والكاتب محمد عباس - من جهته - بمسار شولي منذ طفولته إلى غاية انخراطه في صفوف الجبهة ومواقفه تجاه قضايا عادلة أخرى وإسهاماته في مجلة اندري مندوز، الذي كان صديقا للجزائر، حيث كتب بيير عن الثورات العربية والإفريقية. وصرح بيير في ختام الحفل التكريمي الذي خص به وزوجته ''علينا أن لا ننسى تضحيات الكثير من المجهولين، الذين قدموا أعز ما يملكون من أجل أن تعيش الجزائر في كنف الحرية''، الذي أكد قائلا ''ما قمنا به كان نابعا من إيماننا بمبادئ نوفمبر ولا نتأسف عن خيارنا''. وقال موجها حديثه للجيل الجديد ''إن جزائريتنا لا يشك فيها أحد من جيلنا وعلى الجيل الجديد تقبل الاختلاف، لأنه مصدر ثراء''، مضيفا ''نحن قدمنا ما علينا وعليكم اليوم أن تأتوا بالحلول المناسبة لزمنكم''.